0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

أحدث إصدارات دار يافا العلمية (البوصلة والصمود) للصحفية “نادية القيسي”

 

 

وكالة الناس – صدر حديثا عن دار يافا العلمية للنشر والتوزيع كتاب بعنوان (البوصلة والصمود) للكاتبة الصحفية “نادية القيسي”.

وهو عمل توثيقي وجداني يضم في طياته مقالات كتبتها خلال أحداث حرب غزة الأخيرة، حيث سخّرت قلمها لنقل نبض اللحظة آنذاك، وتوثيق المواقف الأردنية الأصيلة التي سجّلتها المملكة الأردنية الهاشمية، في واحدة من أعظم محطات التضامن الأردني مع القضية الفلسطينية. فتحفر في الذاكرة وتستحضر الصوت العالي العظيم الذي صدح به جلالة الملك عبدالله الثاني في وجه الظلم، والمواقف الشجاعة التي وقفتها جلالة الملكة رانيا العبدالله دفاعاً عن إنسانية الشعب الفلسطيني، وجهود الدولة الأردنية على كافة المستويات السياسية والدبلوماسية والإنسانية التي لم تهدأ يوماً.

الكتاب الذي اختارت له الكاتبة عنوانًا دالًا على المعنى والرسالة، يعكس التزام الأردن، قيادةً وحكومةً وشعبًا، بنصرة فلسطين، وتثبيت البوصلة نحو القدس الشريف، كقضية مركزية وأخلاقية لا تقبل المساومة. وتؤكد القيسي من خلال مقالاتها أن الموقف الأردني لم يكن عابرًا، بل متجذرًا في ضمير الوطن وتاريخه، وأن الأردن سيظل، كما كان، الكتف الذي تتكئ عليه القضية، والصوت الذي يعلو حين يصمت الجميع.

واستهلّت الكاتبة نادية ابراهيم القيسي كتابها بمقدمة مؤثرة عميقة بكلمات تنبض بالعزة والكرامة تشبه نشيد وطني كتب بروح مقاتلة، بمقدمة أدبية تحمل عنوان “هاهنا نقف”، قالت فيها:

“هاهنا نقف، وقوف الصناديد الجبابرة، تلتفّ سواعدنا بقوّة الدم والعزم، تتشابك جذورنا كما أشجار الزيتون العتيقة، العريقة، الراسخة في أعماق هذه الأرض الطاهرة منذ الأزل.
نقف هاهنا، على ثرى المملكة الأردنية الهاشمية، حيث وُلدنا على ضفاف الحلم، بأنّ يوماً ما سيكون هناك نصرٌ ليس ببعيد، يتوج صادحاً، مدوّياً، منادياً: “أرض فلسطين حرّة أبيّة”.
الأردن وفلسطين حيث لا تُقاس المسافات بالكيلومترات، بل بالعقيدة والانتماء، ولا تُوزن الجغرافيا إلا بميزان التضحيات والمواقف البطولية المشرّفة. بين النهر والبحر، بين عبق الكوفية السوداء وشذى الشماغ الأحمر المهدّب، نبني حكاية شعبٍ لم يركع، ووطنٍ عظيمٍ لم يساوم.
فالأردن، ذاك الكتف العتيد، الذي لم يكل يوماً من حمل القضية الفلسطينية، والقلب الرؤوم الذي ما خذل نبض فلسطين يوماً. فكانت القدس الشريف بوصلتنا الأخلاقية دوماً؛ وكنا نحن لهما العزوة والسند، مهما تكالبت علينا الخطوب واستنزفتنا المحن.
لذا ستبقى فلسطين: الجرح الغائر الذي لن يبرأ إلا بتحقيق ذلك الحلم العنيد، والأمل الذي لن يغيب، كشمسٍ ستشرق ساطعةً بحريتها يوماً، حقيقة في واقعنا كما في أحلامنا الجميلة.”

وتضيف القيسي في خاتمة مقدمتها:

“البوصلة والصمود، لا أوثق فيه تاريخاً فحسب، بل أستدعي روحاً ومشاعرَ كُتبَت عن شعبٍ يُقاوم بالكرامة، ويزرع التفاؤل في تربةٍ أثقلتها القيود؛ شعبٍ باقٍ، لم يتنازل يوماً عن الشموخ. وأكتب عن وطني الأردني، الذي لم يتزحزح قيد أنملة عن نصرة المظلوم.
أكتب لأنني أؤمن أن الطريق إلى الحرية تبدأ من عمق الذاكرة، وتمتدّ بنور البصيرة، وتُرسم على جدران الصبر. وحين تعجزنا حدود الخرائط، تبقى البوصلة قلوبنا…
ويظلّ الصمود طريقتنا الوحيدة للبقاء.”

كتاب “البوصلة والصمود” هو شهادة حية ووثيقة ضمير، على ما شهدته المرحلة الماضية من مواقف أردنية مشرفة كجزء من سرديتنا الوطنية والقومية. أما غلاف الكتاب، فيحمل رمزية بالغة: الكوفية الفلسطينية إلى جانب الشماغ الأردني، كأنما الكاتبة تقول – دون أن تقول – إن الجذور واحدة، والوجع مشترك، والمصير لا يُفصل بين النهر والبحر.

ألف مبارك الإصدار وكل أمنيات التوفيق للجميع