0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الحقيقة الإرهابية لما يُسمّى بجماعة الإخوان المسلمين

الشيخ عمربن عبدالحميد البطوش

 

‎لقد دأبت جماعة الإخوان المفلسين – ومنذ نشأتهم – على عدم الاعتراف بالأنظمة الحاكمة في البلاد والدول الإسلامية، وذلك من منطلق فكرهم المنحرف الذي يرى بأنّ تلك الأنظمة الحاكمة أنظمة جاهلية لا تحكم بالإسلام الحنيف، بل وتعدى الفكر الإخوانيّ القطبيّ أبعد من ذلك،حيث كان وما يزال يعتقد بأنّ المجتمعات الإسلامية كلها مجتمعات جاهلية؛ طالما أنّها تعيش تحت حكم تلك الأنظمة الحاكمة في الدول العربية والإسلامية، فضلا عن وجودطائفة في الإخوان المفلسين ترى الحكم بالكفر على تلك الأنظمة وشعوبها معا، كما صرّح بذلك سيِّدُهم وقطبُهم في مواضع كثيرة من كتبه ورسائله المطبوعة والمنشورة، والتي عليها تربى ونشأ الإخوان المفلسون جيلا بعد جيل.
‎ولذلك كلّه فلا عجب أنْ خرجت جماعات التكفير والتقتيل بأنواعها وأشكالها المختلفة في العصر الحديث مِنْ رَحِمِ جماعة الإخوان المفلسين في كثير من البلاد والأمصار الإسلامية.
‎وعلى ضوء تلك الحقائق كلِّها فإنّني شخصيا لم أتفاجأ البتَّة ممّا حدث من اكتشاف تلك الخلايا الإخوانية الإرهابية في بلدنا الأردن الحبيب، والتي كانت تخطط لتصنيع الصواريخ والمسيَّرات وأنواعٍ من الأسلحة؛ مِنْ أجل إثارة الفتن والقلاقل في هذا البلد الهاشمي الأردني العربي المسلم الأبي؛ ذلك أنَّ من عقيدة الإخوان المفلسين وأساليبهم الحزبية الحركية ضرورة إضعاف الدول التي يعيشون فيها،وإثارة الفتن والمشاكل والمخاطر الأمنية ؛ لكي يتسنى لهم تنفيذ مخططاتهم الشيطانية الحزبية القطبية، والتي تهدف في نهاية المطاف إلى السيطرة على الحكم في تلك البلاد من أجل الوصول إلى أوهامهم في إقامة ما يُسمونه بالخلافة الإسلامية، التي هي في حقيقتها حكم إخوانيّ يقوم على جملة من الانحرافات العقدية والمنهجية التي بنوا عليها جماعتهم الهدّامة، والتي منها عدم إيمانهم بشرعيّة الأنظمة الحاكمة في البلاد الإسلامية، منطلقين بذلك من المفهوم الفاسد والتصور المغلوط الباطل لمعنى ( الحاكمية )في الإسلام الحنيف، حتى جعلوا مصطلح ( الحاكمية) ركنا من أركان التوحيد والعقيدة، مخالفين في ذلك سلف الأمة الصالح من الصحابة والتابعين وخيار أهل العلم عبر التاريخ الإسلامي المديد إلى يومنا هذا.
ولذلك كان لِزَامَاً وحتما بناء على هذه الانحرافات العقدية والمنهجية عند هذه الجماعة الحزبية الحركيّة القطبية أن تُفرِّخ في واقعنا المعاصر أفرادا وجماعات يميلون إلى العنف والتطرف، والتكفير لحكام المسلمين، وأحيانا أخرى التكفير للمسلمين بالجملة إلا مَنْ انتهج فكرهم الضال المنحرف، وانتسب إلى حزبهم الماكر الهدَّام.
هذا فضلا عن علاقاتهم المشبوهة المعلنة أحيانا، والمخفية أحيانا أخرى بدولة إيران الصفوية الرافضية، تلك الدولة التي تؤمن بعقيدة نشر وتصدير التشيع والرفض الضال المنحرف في بلاد أهل السنّة والجماعة، فلا ضير عند جماعة الإخوان المفلسين من بناء علاقات وديّة، بل واستراتيجيّة مع مَنْ يَسبُ، بل ويكفِّر الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين ، بل ويكفِّر أهل السنّة قاطبة، ويسعى إلى نشر هذه الضلالات في بلدنا الحبيب وسائر بلاد الإسلام، وإثارة القلاقل والفتن، لا ضير عند جماعة الإخوان المفلسين من التعاون مع هؤلاء القوم الروافض التكفيريين، كلُّ ذلك من أجل تطبيق وتنفيذ مآربهم في الدول التي يعيشون فيها، ولقد كنت أقول منذ فترة طويلة، وما زلت أقول بأنّ جماعة الإخوان المفلسين يؤمنون إيمانا تامَّا بالقاعدة الميكافيليّةالقائلة: ( الغاية تُبرِّرُ الوسيلة )، فهذا هو دينهم وديدنهم منذ نشأتهم إلى يوم النّاس هذا.
وممّا يجب علمه – في هذا المقام – بأنّ مِن صور تطبيق جماعة الإخوان المفلسين لهذه القاعدة اليهودية الميكافيليّة أنَّ لهم وجهين يعملون من خلالهما لتحقيق مآربهم ومخططاتهم التدميريّة في البلاد الإسلامية السُّنيّة، وهما: الوجه الدعوي اللطيف ظاهرا، الماكر باطنا، والوجه السِّريّ الخفيّ الذي بدوره يُحققون أعمالهم التدميرية العسكرية، ويُنفذون به أفكارهم التكفيرية الشيطانية على أرض الواقع، وتاريخهم الدموي والتكفيري في عديد من البلاد المسلمة – وخصوصا في مصر – أكبر دليل على صدق ما نقوله في هذا المقام، وما هذه الخلايا الإرهابية الضالة، والتي رصدها بعناية فائقة، وفضحها بمهنية عالية فرسانُ دائرة المخابرات الأردنية الأشاوس، إلا محطة من محطات الإرهاب والتآمر الخبيث لهذه الجماعة الإخوانية القطبية على بلاد الإسلام والمسلمين من أهل السنة والجماعة، ولن تكونَ المحطةُالأخيرةُ مالم تُتَخَذ الإجراءات الأمنية والقانونية الصارمة، ،تجاه هذه الفئة الضالة الذين لا يرقبون بدولة مسلمة إلاًّ ولا ذِمَّة، هذا فضلا عن ضرورة اتخاذ الإجراءات الفكرية العلمية في مكافحة ظاهرة الإرهاب عموما، وظاهرة الإرهاب الإخوانيّ القُطبِيّ خصوصا، والله المستعان.
و السؤال هنا: هل تجرؤ جماعة الإخوان المفلسين في الأردن الحبيب، أو في العالم الإسلامي اليوم أنْ تتبرأ من سيّدهم وقطبهم – أعني سيّد قطب – الذي يقول – وبكل صراحة ووضوح – كما في كتابه ( في ظلال القرآن ): ( ارتدت البشرية إلى عبادة العباد، وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلا الله، وإنْ ظلَّ فريق منها يردد على المآذن: لا إله إلا الله ).
أم ماذا عسى جماعة الإخوان المفلسين أنْ يقولوا أو يُجيبوا على ما يقوله – سيّد قطب – مُعلِّمُهُم الأول لِفُنون التكفير والتدمير – حيث يقول كذلك – في كتابه ( في ظلال القرآن ) – : ( إنَّه ليس على وجه الأرض اليومَ دولةٌ مسلمة، ولا مجتمع مسلم؛ قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله، والفقه الإسلامي ).
هل نسمع اليومَ – في ظلِّ اكتشاف وفضح هذه الخلايا التكفيرية المنتسبة تنظيميا وفكريا لجماعة الإخوان المفلسين في الأردن – براءةً واضحةً صريحةً من هذا الفكر التكفيري القطبي، وكذلك هل سوف تتبرأُ الجماعة من كتب سيد قطب التي يُعلِّمُونَها للمنتسبين إليهم، وخصوصا كتاب ( معالم في الطريق) الذي حَشَاهُ سيّدُ قطب بالتكفير العام والشامل لحكام المسلمين والمجتمعات الإسلامية بأسرها، والتنظير للإرهاب الفكري والعملي.
هل نسمع أو نقرأ اليومَ براءةً عامّة شاملة لجماعة الإخوان المفلسين،وحزبهم منَ الخلايا التكفيرية الإرهابية التي سعت بالفساد والتدمير والتآمر على بلدنا الأردن قيادة ونظاما وشعبا، أم سوف نرى ونسمع تصريحات مُراوغة ماكرة!!!، كما هي عادة القوم والجماعة على امتداد تاريخها الأسود.
ولمزيد من معرفة حقيقة فِكر وتنظيم جماعة الإخوان المفلسين التكفيري، يُنظَرُ – تكرما لا أمرا – في كتابي المطبوع والمنشور منذ سنوات عديدة، وعنوانه ( إعلام الأنام بسماحة واعتدال الإسلام، وتحذيره من الإرهاب والإجرام)، ففيه التأصيل والتفصيل لِكُلِّ مَا سَبقت الإشارة إليه، ولله الحمد والمِنَّة.
حفظ الله تعالى الأردن قيادة وشعبا، وأرضا وسماء، وسائرَ بلادِ المسلمين، مِنْ كيدِ الكائدين ومكرِ الماكرين.
كتبه: الشيخ عمر بن عبدالحميد البطوش.