0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

تجربة ثقافية معرفية مبتكرة يحتضنها “مسرح الشمس” في عمّان

وكالة الناس

استضاف “مسرح الشمس” في عمّان أمس الأربعاء محاضرة تفاعليّة بعنوان “أعظم قصيدة في التاريخ”، المحاضرة الثانية ضمن “سلسلة أربع أربِعات في رمضان” مع الدكتور “كمال ميرزا”.

وتقوم فكرة هذه المحاضرات على اختيار معيار فلسفيّ/ معرفيّ/ فكريّ معيّن، وشرحه وتقديمه للحضور بأسلوب تفاعلي مشوّق يبسّط المعلومة النظريّة، ويربطها بأمثلة وسياقات عمليّة ومعاشيّة محسوسة، ومن ثم اختيار أحد الأعمال الفنيّة أو الإبداعيّة ليكون “الأعظم” في مجاله في ضوء هذا المعيار.

وقد وقع الاختيار في محاضرة الأمس على قصيدة “فليحضر التاريخ” بنسختها الأصليّة للشاعر الفلسطينيّ الراحل “مريد برغوثي” لتكون “أعظم قصيدة في التاريخ”. والمعيار الموضوعيّ الذي استند إليه الدكتور “كمال ميرزا” في اختياره هو أنّ هذه القصيدة في عالم الشعر والأدب هي “المكافئ الموضوعي” لكتاب “الاستشراق” لـ “إدوارد سعيد” في عالم الفكر والأكاديميا.

وبشكل مشابه، فقد وقع الاختيار الأسبوع الماضي على إحدى إعلانات مركز “مجدي يعقوب” لعلاج أمراض القلب للأطفال بالمجّان ليكون “أعظم إعلان في التاريخ”، وتحديداً الإعلان الذي يستند إلى أغنية “قلبي ومفتاحه” للفنان الراحل “فريد الأطرش”. والمعيار الذي تمّ الاستناد إليه هو أنّ هذا الإعلان شكلاً ومضموناً هو “النقيض الموضوعيّ” للإعلانات التجاريّة باعتبارها “بروبوغندا” رأسماليّة مضمرة تعمل على ترسيخ رؤية ماديّة جسمانيّة جسديّة للحياة، ونمط عيش ماديّ أنانيّ يغري الفرد بالاستهلاك والاستهلاك والمزيد من الاستهلاك.. وذلك بغض النظر عن طبيعة السلع التي تروّج لها هذه الإعلانات!

كما اعتبر “ميرزا” هذا الإعلان بمثابة مثال، أو “بؤرة” يمكن الانطلاق منها في توضيح “منهج التداعي المنضبط” الذي يقترحه من أجل القيام بما أطلق عليه مسمّى “التحليل الحضاريّ” أو “الدراسات الحضاريّة”، بموازاة ما تسمّى “الدراسات الثقافيّة” ذائعة الصيت.

وتتواصل محاضرات “أربع أربِعات” حتى نهاية الشهر الفضيل، حيث بقيت هناك محاضرتان تفاعليّتان يوميّ الأربعاء القادمَين توالياً: أعظم لحن في التاريخ، وأعظم فيلم في التاريخ.

ويأتي احتضان “مسرح الشمس” لمؤسِسه الدكتور “عبد السلام قبيلات” ومديرته الفنانة الأردنيّة “حياة جابر” لمبادرة “أربع إربِعات” في إطار المساعي المبذولة من أجل ترسيخ الدور التنويريّ والمعرفيّ الذي يلعبه المسرح كمؤسسة ثقافيّة في المجتمع، ولإعطاء الجمهور مُقترحاً جديداً يجمع بين الفائدة والمتعة بخلاف الخيارات التقليديّة المتاحة لقضاء وقت الفراغ في رمضان والأمسيات الرمضانيّة.