0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

،السرطان والعقم،يهاجمان مواطني الهاشمية والمسؤول التلوث البيئي

 سكنه في لواء الهاشمية الأكثر تضررا بالتلوث البيئي في المملكة، وفق قوله
قال أحمد البرشاوي الذي يعمل مراقبا كهربائيا في شركة الخربة السمرا إن عدم انجابه أولادا من زوجته اضطره إلى الذهاب للمستشفى للكشف عن السبب، مبينا أنه تفاجأ عند صدور النتيجة الطبية التي أكدت له إصابته بالعقم، لافتا إلى ان سبب عقمه كم قال له الأطباء هو التلوث البيئي المنتشر في لواء الهاشمية، جراء الغازات والأبخرة الصادرة من مصانع اللواء، على حد قوله.
وبين أنه قام بدفع مبلغ من المال يبلغ 25 ألف دينار، إضافة إلى بيعه ذهب زوجته؛ وذلك كله من أجل التداوي والعلاج للتخلص من العقم والعمل على الانجاب، موضحا ان ذلك كله لم يؤد إلى نتيجة او الشفاء مما يعاني منه إلى الآن.
وأضاف البرشاوي أن 4 من عائلته “والده، ووالدته وأخاه وأخته” مصابون بمرض الربو والتحسس في القصبات الهوائية، مشيرا إلى وجود 3 أجهزة تبخير في منزلهم للعلاج وقت الحاجة، مؤكدا ان عائلته تزور المستشفى شبه يومي من أجل المراجعة الطبية جراء إصابتهم بمرض الربو.
ورغم الواقع البيئي الحالي، لا يفكر البرشاوي بترك السكن في اللواء، عازيا ذلك إلى أنه لا خيار أمامه سوى البقاء، خاصة في ظل ضيق ذات اليد من جانب وعدم الاكتراث بمخاطر التلوث من جانب آخر.
من جهته يؤكد خالد أبو قريعة الزيود أنه أصيب بمرض السرطان في بداية التسعينيات جراء التلوث البيئي المنتشر باللواء، منوها إلى انه قام بالتداوي من المرض لمدة 3 سنوات إلى أن تم شفاؤه.
لكن الزيود المتقاعد العسكري يقول إنه استطاع بفضل الله أن ينجو من الموت جراء العلاج والشفاء من المرض، ولكن شقيقه لم يحالفه الحظ فقد مات بالمرض نفسه دون القدرة على علاجه، مؤكدا أن كثيرا من أطفال عائلته مصابون بمرض الربو وتحسس القصبات الهوائية.
يعتبر لواء الهاشمية المنطقة الأكثر تضررا والأسخن بيئيا بالمملكة، إذ تتجاوز فيه نسبة التلوث كافة المعايير الدولية والمحلية، حيث تصل النسبة حسب دراسات رسمية محلية إلى 75 بالمئة تشكل مخاطر صحية تهدد مواطني اللواء.
من ناحيته أكد رئيس جمعية المحافظة على البيئة الأردنية طحيمر الزيود أن سبب الارتفاع الكبير في نسبة التلوث البيئي في اللواء يعود إلى وجود منشآت صناعية كبيرة، مثل مصفاة البترول ومحطة الحسين الحرارية وكذلك محطة تنقية الخربة السمراء ووجود مصانع الحديد إضافة إلى تلوث سيل الزرقاء.
وأشار إلى أن هذه المنشآت الصناعية تسبب رعبا وخوفا لأهالي اللواء، لا سيما وهي تنفث أطنانا من الغازات السامة الناتجة عن مدخلات كيماوية وتحويلية، تعالج تحت درجات حرارة عالية، ينتج عنها انبعاثات كبيرة من الغازات السامة والخطرة على الصحة.
لا ينسى الزيود ان يشير إلى أن شقيقه العسكري قد لقي حتفه جراء إصابته بمرض السرطان الذي يداهم كثيرا من المواطنين في اللواء، مؤكدا أنه على علم بوجود 13 شخصا مصابين بالمرض نفسه في اللواء.
ولفت إلى أن قلة التشجير باللواء من شأنه المساهمة بزيادة حدة التلوث في ظل وجود منشآت صناعية تؤدي إلى توفير أجواء موبوءة وخصبة لانتشار أمراض مختلفة ومتعددة تصيب سكان اللواء، الأمر الذي يؤدي إلى تعكير صفو أجواء اللواء وتلويثه عبر الغازات المنبعثة من المنشآت الصناعية المنتشرة في اللواء.
وبين الزيود الذي كان رئيسا لبلدية لواء الهاشمية الأسبق أن عدم التزام إدارات وأصحاب المصانع بالشروط والمواصفات اللازمة التي تعمل على تخفيف حدة التلوث وآثاره، مثل تركيب فلاتر على مداخن المنشآت الصناعية، أدى إلى ظهور أنواع عديدة من الأمراض المزمنة والخطيرة على صحة مواطني اللواء نتيجة هذه الملوثات.
وطالب الحكومة عبر أجهزتها الصحية والبيئية بإجراء دراسات علمية دقيقة عن نسب التلوث البيئي المنتشر باللواء، إضافة إلى إلزام المنشآت الصناعية بتركيب وحدات فلترة، علاوة على قيام وزارة الزراعة بتشجير المنطقة للتخفيف من سحب الدخان التي تغطي سماء اللواء.
وتابع أن الجمعية تعمل من جهتها على التخفيف من الآثار السلبية للتلوث البيئي في اللواء، وذلك من خلال تنفيذ مشروع تشجير اللواء، مبينا أن الجمعية قامت بزراعة 3500 شجرة حرجية، مشيرا إلى المضي في المشروع؛ حيث سيتم زراعة 10 آلاف شجرة أخرى في منطقة تصل مساحتها إلى 52 دونما من أراضي اللواء.
واعتبر أن مصفاة البترول هي المسبب الأول في التلوث البيئي في اللواء، منوها إلى أن المشكلة تكمن في نوعية الوقود المحترق “الكبريت” الذي لا تكتفي المصفاة في نفث سمومه للمواطنين، بل تعمل على تزويد محطة الحسين الحرارية به؛ لتقوم بدورها بمساعدة مداخن مصفاة البترول في نفث السموم الى صدور المواطنين.
وتحدث الزيود بأن المشكلة في مصفاة البترول عدم التزامها بتعهداتها التي مضى على أولها أكثر من 18 عاما، وهي تركيب وحدة استخلاص الكبريت، مستغربا تعذر مصفاة البترول بعدم تقدم أي شركة مؤهلة منذ 18 عاما لتركيب هذه الوحدة، مع ان المطلب الأول لنحو 70 ألف مواطن يقطن اللواء”.
بينما أكدت دراسة بحثية للجمعية العلمية الملكية استغرقت عاما وتم إجراؤها في العام 1995، ان اللواء ملوث بمعدلات مرتفعة من غازي ثاني اكسيد الكبريت وكبريتيد الهيدروجين، اللذين يتجاوز وجودهما المواصفات الصحية الدولية، في بيئة مصفاة البترول، ومحطة الحسين الحرارية، ومحطة تنقية الخربة السمراء.
وتشير الدراسة الى ان تركز الملوثات يرتفع خلال ساعات الصباح، بينما أوصت الدراسة باستمرار الرصد والمراقبة لمدة لا تقل عن 3 سنوات وتخفيض نسبة الكبريت في الوقود المحلي، وإنشاء وحدات لمعالجة الملوثات الغازية الناجمة عن المحطة الحرارية والمصفاة ومراقبة نسبة الملوثات الهوائية في مداخنهما باستمرار طوال العام.
 وتدعو الدراسة الى الإسراع في إصدار أنظمة وتعليمات ومعايير بيئية تحدد نسبة الانبعاثات المسموح بها من مرافق المنشآت الصناعية ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، وإجراء دراسة لبيان أثر الملوثات الهوائية على صحة المواطنين القاطنين في المنطقة، وبشكل خاص في المناطق المتاخمة لمصادر التلوث.
بدوره طالب علاء الذيب أحد سكان اللواء بحق مواطني اللواء الذين يبلغ عددهم 70 ألفا؛ وذلك بالحصول على بيئة آمنة من خلال جملة من الإجراءات الفنية، كتشغيل المنشآت بوقود أقل ضررا وزراعة اللواء بالأشجار الحرجية التي قد تمتص شيئا من الملوثات، بالإضافة الى حقهم بحصول كافة سكان اللواء على تأمين صحي شامل وعلى حساب المنشآت الملوثة، وإنشاء مستشفى في اللواء.
وتساءل الذيب لماذا لا يتم تنفيذ أوامر الملك الذي أوعز بها في العام 2010 بتركيب فلاتر لمصفاة البترول، وذلك للتقليل من الغازات السامة المنبعثة من مداخنها، مشيرا إلى ان رئيس الوزراء الأسبق معروف البخيت هو الآخر طالب المسؤولين في اللواء بضرورة تركيب الفلاتر اثناء زيارته للواء في العام 2011.
ووصف الذيب اللواء بـ” طارد السكان” لكثرة مصادر التلوث فيه حيث تتمركز بها جل الصناعات الوطنية، معتبرا أن اللواء هو أحد أهم مصادر الطاقة، حيث تزود المملكة بالوقود والكهرباء التي تنفث التلوث في صدور مواطنيها، داعيا الحكومة إلى ضرورة الإسراع في عملية إعادة التأهيل والتخفيف من التلوث البيئي في المنطقة، قبل تفاقم المشاكل الصحية فيها”.
مصادر طبية في اللواء أكدت تجاوز نسبة المصابين في اللواء بأمراض الجهاز التنفسي 40 في المئة من السكان، بزيادة تبلغ 7 في المئة عن معدل الإصابة في بقية المناطق، فيما أشارت إلى أن معظم مراجعي المركز صحي بالهاشمية يعاني من مشاكل في القصبات الهوائية او تحسس جلدي او في العيون.
وبحسب دراسات أجرتها صحة البيئة تؤكد “ان المشكلة تكمن في ارتفاع تركيز “الأغبرة” وهي ذات مصدر طبيعي”، لافتا الى ضرورة تشجير المنطقة وتخضيرها وإيقاف التصحر.
بدورها وعلى لسان رئيس مجلسها منور أبو الهيال أكدت بلدية لواء الهاشمية على أنها تعمل بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والأهلية على التخفيف من حدة التلوث في اللواء وإيجاد الاستراتيجيات المناسبة لمعالجتها.
وقال ابو الهيال إن البلدية لا تتوانى عن تقديم أي جهد لمساعدة أهالي اللواء المتضررين من تطاير الغبار الناجم عن أدخنة المنشآت الصناعية المختلفة، إضافة إلى تغيير طبوغرافية الأرض وتلوث الهواء وتشويه المنظر العام”.
وأكد أن كوادر البلدية تقوم بواجبها من خلال الاشراف على المصانع وإلزامها بالتقيد بشروط ومواصفات العمل المعمول بها في المملكة، لافتا إلى مخاطبة وزارتي الصحة والبيئة من أجل تنفيذ دراسة علمية حول مقياس درجة التلوث البيئي في اللواء للوقوف على صحة المعلومات التي يتداولها المواطنون، بأن الأدخنة والأتربة المتصاعدة من المصانع هي سبب الأمراض التي يصاب بها أهالي اللواء، موضحا ان الجهات الرسمية تفتقر إلى دراسة علمية وأرقام لدرجة مدى التلوث في اللواء.