عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

السويد في مواجهة الجدل: هل أكياس النيكوتين تقلل فعلاً من التدخين التقليدي؟

وكالة الناس – في السويد، تتواصل النقاشات الجدلية والحادة حول فعالية أكياس النيكوتين (السنوس) كبديل للتدخين التقليدي. ومع تصاعد الجدل بين المؤيدين والمعارضين، برز باتريك سترومر، الأمين العام لجمعية مصنعي السنوس السويدية، كأحد أبرز المؤيدين لهذه المنتجات، مشيراً إلى دورها الكبير في تقليل مخاطر التدخين التقليدي. في مقال نشرته صحيفة “نورا هالاند”، قدم “سترومر” حججًا قوية تؤكد أن السويد قد تمكنت من خفض معدلات التدخين اليومية بشكل ملحوظ، إذ لا تتجاوز نسبة المدخنين اليوميين 3٪ فقط من السكان، وفقًا لآخر الإحصائيات. وأوضح قائلاً: “نحن نخطو خطوات كبيرة نحو أن نصبح دولة خالية من الدخان، والسنوس يعد جزءاً أساسياً من هذا التحول.”

تشير الدراسات إلى أن أكياس النيكوتين تمثل بديلاً أقل خطورة مقارنة بالسجائر التقليدية، وذلك لأنها تقصي عملية حرق التبغ، وبالتالي فإنها تقلل من المخاطر الصحية المرتبطة بها، مثل السرطان وأمراض الرئة. وبينما يظل النيكوتين نفسه مادة قد تسبب الإدمان، إلا أن الأبحاث تظهر أن منتجات النيكوتين البديلة الخالية من الدخان لا تحمل نفس المخاطر المترتبة على التدخين التقليدي. في هذا السياق، يعتبر “سترومر” أن الإصرار على ربط هذه المنتجات بالتدخين التقليدي هو أمر غير دقيق. وقال: “المواطنين في السويد أصبحوا أكثر وعيًا بأن السنوس يختلف عن السجائر التقليدية، والإحصائيات تشير إلى أن استخدام السنوس ساهم في خفض معدلات التدخين التقليدي بشكل كبير.”

لكن على الرغم من هذه الأدلة، لا تزال منظمات مثل “جيل غير مدخن” تعارض استخدام منتجات النيكوتين البديلة، معتبرة أنها قد تساهم في انتشار استهلاك النيكوتين بشكل أوسع بين الأجيال الجديدة. وتستمر هذه المنظمات في التحذير من مخاطر الإدمان الناتج عن النيكوتين، حتى لو كان من مصادر أقل خطورة. هذا الجدل بين المؤيدين والمعارضين يعكس تعقيد القضية، مما يستدعي مزيداً من البحث والفهم العلمي.

وفي ردوده على هذه الانتقادات، أكد “سترومر” أن السويد قد أثبتت نجاحها في تقليل معدلات التدخين التقليدي، وقال: “هذه الإحصائيات لا يمكن تجاهلها. لا يمكننا الاستمرار في المساواة بين السنوس بالتدخين التقليدي لأن هذه المقارنة تتناقض مع الواقع العلمي.” وأشار إلى أن السنوس لا يمثل “بوابة” للتدخين كما يزعم البعض، بل هو خيار منخفض المخاطر وساعد كثيرًا في الحد من التدخين في السويد.

وعلى الرغم من أن السويد تعد رائدة في هذا المجال، إلا أن الطريق نحو “دولة خالية من الدخان” ما زال طويلًا. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعتبر البلد خاليًا من التدخين إذا كانت نسبة المدخنين اليوميين فيه أقل من 5٪. وفي هذا السياق، يُنظر إلى السويد كنموذج يُحتذى به، ويعتقد العديد من الخبراء أن التجربة السويدية قد تكون خطوة أولى لدول أخرى في تبني هذه المنتجات كجزء من استراتيجية الحد من المخاطر.

مؤخرًا، اتخذت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) خطوة كبيرة ومهمة في الاعتراف بمنتجات السنوس كبديل منخفض المخاطر للتدخين التقليدي. جاء هذا القرار بعد سلسلة من الدراسات التي أظهرت أن الأشخاص الذين تحولوا من السجائر إلى السنوس شهدوا انخفاضاً ملحوظاً في المخاطر الصحية. هذه الخطوة تُعد بداية تحول في النظرة العالمية نحو بدائل التدخين الخالية من الدخان، مثل السجائر الإلكترونية، والتبغ المسخّن، وأكياس النيكوتين، والتبغ الممضوغ. ومن المنتظر أن تؤثر هذه التطورات على سياسات العديد من الدول في المستقبل، مع التأكيد على أن الإقلاع عن التدخين يظل أحد أفضل القرارات التي يمكنك اتخاذها لصحة أفضل.