بطالة رسمية وأخرى شعبية
الأردن ، أيضا، يحتفل كغيره من دول العالم بذكرى عيد العمال بداية الشهر القادم، تماما كما يحتفل بيوم المرور العالمي ويوم البيئة ويوم الشجرة وأيام أخرى متنوعة،
يجي هذا اليوم أو العيد ..»كله عند العرب صابون» يجيء علينا في الأردن في ظل ارتفاع نسبة البطالة الرسمية ، كما تعلنها الدولة من %11،4 العام الماضي في الفترة ذاتها الى 12،8 % هذا العام، والحبل على الجرار و الرقاب معا.
يعني أن المواطن العامل ، رغم ظروفه الصعبة ، الا أن فرصه افضل بكثير من ربع القادرين على العمل ولا يجدونه(بينهم 17،2% من حملة الشهادات الجامعية، حسب الإحصاءات الرسمية).
ما علينا ….فمنذ ان أطلق كارل ماركس صرخته المدوية:»يا عمال العالم اتحدوا» ، وصداها يتردد في أرجاء العالم ، فيرتد الصدى من أصقاع الإتحاد السوفييتي السابق ، يردده المأسوف على شبابه فلاديمير ايليش لينين ورفاقه المناضلين. فتنتشر الصرخة في أرجاء العالم.
يوم العيد أو اليوم التالي ،ربما تحتجب الصحف اليومية عن الصدور – إلا إذا حصل ترتيبات أخرى بين أصحاب الصحف – ، فيما يعيد كتاب المقالات اليومية – ومنهم جنابي- نشر مقالة قديمة لهم حول المناسبة ، يؤكد معظمها ان العمال هم ملح الأرض ، وهم الشمعة التي تنير الطريق أمام الأجيال ، وهم الجنود المجهولون ، والعرق الذي يروي الأرض العطشى، وما يشبه ذلك من سواليف الحصيدة.
ولن تتورع الإذاعة والتلفزيون عن بث العديد من الأغاني التي تشيد بالعامل وتمجده ، إضافة إلى بث لقاءات متعددة مع بعض القيادات العمالية المفصلة على قدر ديمقراطيتنا بالضبط … ولا بأس بلقاءات سريعة على مستوى الدردشات مع عمال في مواقع عملهم لإكمال السيناريوالإحتفالي … ثم تنشر وسائل الأعلام الرسمية نصوص برقيات التهاني بين بعض القيادات العمالية وبعض السلطات التنفيذية.
الحزب الشيوعي وأحزاب يسارية أخرى سوف تصدر صحفهم – ان صدرت – بعناوين عملاقة تهنيء العمال في عيدهم،وسوف يتساهل رجال الأمن ويغضون الطرف عن بعض الطلبة الذين يوزعون هذه الصحف داخل الجامعات والمعاهد… فالدنيا عيد كما تعلمون .
في صباح اليوم التالي ، ينسى الجميع هذه الهيزعة ، وتعود الأمور الى (مجاريها)… ويكتشف العمال ان عيدهم هو ضحكة كبرى على لحاهم وشواربهم .. وإنهم مجرد أصفار على اليمين في أرصدة السماسرة واللصوص وقراصنة الاقتصاد والسياسة، وأصفار على اليسار في حسابات الحكومات.
ghishan@gmail.com