50 عامًا على رحيل أم كلثوم وحضور متجدد فى الفن التشكيلى
وكالة الناس – رغم مرور 50 عامًا على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم، التى رحلت يوم 3 فبراير 1975، الا أنها مازالت تمتلك حضورًا قويًا فى مجال الفن التشكيلى وتحيا كأيقونة أساسية تلهم خيال المبدعين على مر الزمان.
لم تلهم أم كلثوم الأجيال الكبيرة التى عاصرتها وعشقت وأحبت على أغانيها فحسب، ولكنها كذلك سيطرت على مخيلة شباب الفنانين ربما أولئك الذين تربوا على الأغان ذات الإيقاع السريع.
إلا أنهم عندما قرورا ممارسة الفن التشكيلى بشتى أنواعه كان قبلتهم شخصيات كبار المبدعين وأبرزهم “الست”، لما تتمتع به من حضور فى العقل الجمعى والمخيلة البصرية.
وباستعراض سريع لأبرز المبدعين الذين قاموا بتجسد شخصية أم كلثوم نحتا وتصويرا سنجد تمثال النحات طارق الكومى، نقيب التشكيليين بثلاث نسخ من البرونز بشكل طولى تتوزع ما بين دار الأوبرا المصرية وميدان أبوالفدا بالزمالك أمام الفيلا التى كانت تعيش بها وتمثال ثالث فى المنصورة مسقط رأسها.
كما قام عدد من النحاتين بنحت بورتريهات نصفية تم عرضها بعدة أماكن، فضلا عن نحت أو حفر صور لكوكب الشرق على الجدران بطريقة الحفر البارز أو الغائر، كذلك بورتريهات من الخزف.
ومع وجود تماثيل وبورتريهات نحتية لهذه الإيقونة الخالدة إلا أن التعامل تصويرا ورسما مع أم كلثوم كان هو الأكثر مقارنة بمجال النحت بالطبع، حيث تبارى عدد كبير من التشكيليين من مختلف مجالات الفن سواء من رسامى الكاريكاتير أو المصوريين والرسامين فى رسمها.
نجد التشكيلى ورسام الكاريكاتير جورج البهجورى والذى أقام لها معرضا بأكمله فى جاليرى المشربية كما يحرص بشكل دائم على عرض مجموعة من لوحاته عن كوكب الشرق فى معرضه السنوى إينما حل.
جورج البهجورى يؤكد دائما أنه لايرسم أم كلثوم فحسب ولكنه يرسم مصر التى فى خاطره وذلك من خلال صوت وشخصية وحنجرة “الست”، يمجد مصر التى أنجبت هذه الإيقونة التى لم يظهر لها منافسا حتى اليوم ورغم مرور نصف قرن على الرحيل.
كما برع الفنان المصرى الراحل من أصل آرمنى شانت أفيديسان فى رسم لوحات فردية وجماعية لأم كلثوم، حتى أن بعضها بيعت بأسعار فلكية بمزاد سوذبى العالمى، وكذلك الفنان عادل السيوى ومحمد عبلة وصلاح عنانى الذى رسمها بشكل فردى ولوحات مجمعة مع رموز مصر وآخرين لاحصر لهم.
كما قام الفنان الكبير وجيه يسى برسم عدة أعمال لكوكب الشرق مستوحيا إرادتها وشخصيتها القوية التى نبضت بها ألوانه وخطوطه القوية،ونحات السلك جلال جمعة لم يترك فرصة نحت تمثالا نصفيا لأم كلثوم من السلك، فلما لا وهو من أعتاد على نحت تماثيل لرموز مصر الخالدة.
وهكذا أمتد المجال برسم كوكب الشرق الى شباب الفنانين وحديثى السن حيث أعتدنا مشاهدة عدد كبير من المعارض الجماعية التى تقيمها المؤسسات الرسمية أو الخاصة والتى تتضمن مشاركات بلوحات رسم أو تصوير لأم كلثوم مع كل معرض يقام تزامنًا مع ذكرى ميلادها أو رحيلها. وهو ما يؤكد على الدور الذى تلعبه هذه الإيقونه فى خيال المبدع بغض النظر عن سنوات عمره.
تكشف لنا الأعمال التشكيلية التى تناولت شخصية أم كلثوم كيف أنها شخصية عابرة للأجيال والزمان، فلا عجب أن نجد فنانا كبيرا يقوم برسمها أو نحت تمثالا لها ولكن الأمر اللافت أن يقوم فنان شاب ممن يتهافتون على سماع أغان المهرجانات برسم أو نحت عمل فنى. وهو ما يؤكد على مقولة البقاء للأصلح والأكثر موهبة وحضورا، وأن أم كلثوم ذهبت لتبقى.