عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

“القرارة” .. معبر عسكري بغزة حولته مساعدات أردنية إلى إنساني

وكالة الناس -على مدار سنوات طويلة، مارست إسرائيل أساليب التضييق كافة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، عبر حصار بري وجوي وبحري.

كما حولت معابر القطاع الحدودية إلى ممرات لآليات جيشها، فارضة الواقع العسكري، بدلا من الإنساني، في استخدامات المعابر.

معبر القرارة، الذي تسميه إسرائيل “كيسوفيم”، هو واحد من 8 معابر للقطاع، ويقع إلى الشرق بين منطقتي خان يونس ودير البلح، وتسيطر عليه بالكامل.

وأغلقت إسرائيل القرارة منذ انسحابها من غزة عام 2005 بعد احتلال بدأ في 1967، وخصصته لعبور الدبابات والآليات، في حال قررت شن عدوان على القطاع.

إلا أن الأردن فرض واقعا جديدا على المعبر، بتحويله إلى ممر إنساني لإغاثة الفلسطينيين في غزة.

واختار الأردن هذا المعبر لدخول مساعدات إنسانية، ضمن جسر جوي “مكثف” أطلقه الثلاثاء، في مواجهة تداعيات حرب إبادة إسرائيلية استمرت أكثر من 15 شهرا.

وتم الإعلان عن إطلاق الجسر من قاعدة الملك عبد الله الثاني الجوية بمنطقة الغباوي بين العاصمة عمان ومدينة الزرقاء (وسط)؛ واصطفت مروحيات عمودية أردنية في ساحاتها تنتظر شارة المغادرة.

الأناضول كانت من بين عدد محدود من وسائل إعلام محلية ودولية، تم اختيارها لمرافقة الطائرات إلى معبر القرارة.
بطريقة مهذبة وبأسلوب راق، حضر طياران، أحدهما نقيب والثاني ملازم أول، إلى قاعة انتظار تجمع فيها الإعلاميون قبل المغادرة، سائلين عن فريق وكالة الأناضول الذي سيرافقهما، وطلبا الصعود إلى الطائرة.

بعدها، صعد مراسل الأناضول ومصورها إلى الطائرة التي تحمل صناديق مساعدات طبية، وعقب إشارات بين طاقمها المكون من 5 أشخاص، دار محرك الطائرة.

وبعد دقائق معدودة، ارتفعت المروحية العمودية عن سطح الأرض، في رحلة استمرت قرابة ساعتين للوصول إلى معبر القرارة.

وما إن وصلت إلى المكان المنشود، هرع الطاقم إلى فتح أبواب الطائرة، وتساوت الرتب أمام مهمة إنسانية، فالضابط قبل العنصر كان يحمل صناديق المساعدات ويضعها في ساحة تبعد بضعة أمتار عن غزة المكلومة.

حاجز حديدي وأسلاك شائكة تفصل المكان عن غزة، وتصطف خلفه شاحنتان تنتظران إقلاع الطائرات لبدء تحميلهما بالمساعدات وإيصالها إلى الفلسطينيين في غزة.

على الجهة المقابلة، ظهرت ناقلة جند إسرائيلية في داخلها أفراد لا يحركون ساكنا، مكتفين بمراقبة مشهد عنوانه الإنسانية ومضمونه استغراب وربما استهجان من تحويل المعبر من مكان لدخول آلياتهم العسكرية إلى ممر للمساعدة والإنقاذ.

لم يدم الانتظار طويلا، فبعد أن أنهى طاقم الطائرة إنزال ما بحوزتهم من مواد إغاثية، كانت الإشارة بالصعود على متنها للعودة إلى القاعدة، لتنطلق بعدها طائرات أخرى لاستكمال المهمة الإنسانية.

وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.

ووفق الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، فإن عددا من المروحيات ستنقل مواد إغاثية للفلسطينيين في غزة على مدى 8 أيام، بواقع 18 طائرة يومية.

وقال: “ستحمل الطائرات مساعدات غذائية وطبية وإغاثية، باتجاه معبر القرارة، لافتا إلى اختيار منطقة وسطية تربط شمال القطاع بجنوبه.

وفي 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.

وتستمر المرحلة الأولى من الاتفاق 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية وثالثة وصولا لإنهاء حرب الإبادة.
وخلفت هذه الإبادة الإسرائيلية، بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، نحو 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.