0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

إشهار (على قيد اللجوء) المجموعة القصصية الثالثة للقاص “أحمد أبو حليوة” في المكتبة الوطنية … صور

 

** هي مثل المولود الأول والحبّ الأول والوظيفة الأولى والقبلة الأولى، تتلقفها بفرح وشغف وارتباك، تحتضنها .. تقبّلها .. تنظر إليها .. ثم تستيقظ من حالتك.. فتختلس النظر إليها .. تحاول أن تعيد اتزانك إليك .. تحاول أن تقول لها: دعيني أرتاح من التفكير بك أو خذيني كلّي إليك، هي حالة من حالات الاضطراب النفسي المؤقتة ربما التي تصيب بعض الكتّاب حال حصولهم على النسخة الأولى من كتابهم بغض النظر عن رقمه في مسيرتهم. “أحمد أبو حليوة”
وكالة الناس – هند السليم
احتضنت دائرة المكتبة الوطنية مساء يوم الإثنين 2024/12/23 وبرعاية مديرها العام عطوفة الدكتور “نضال العياصرة” حفل توقيع المجموعة القصصيّة الثالثة للقاص “أحمد أبوة حليوة” والتي تحمل عنوان (على قيد اللجوء) والصادرة عن دار جفرا للنشر، هي رحلة قصصية ابتدأها عام 2004 بإصدار مجموعته القصصية الأولى (سعير الشتات)، لتستمر مسيرته الإبداعية من خلال المجموعة القصصية الثانية (رجل آخر) التي صدرت عام 2015، ثم توج بعد ذلك هذه المسيرة هذا العام 2024 بإصدار مجموعته القصصية الثالثة (على قيد اللجوء)، بعد عشرين عاما من خوض عوالم القصة كتابة ونشرا، بالإضافة إلى عشرات الأمسيات القصصية التي شارك فيها، وكان له فيها صولات وجولات ولون خاص به وأسلوب مختلف في الإلقاء.

وشهد حفل التوقيع ندوة عن التجربة القصصيّة للمبدع القاص “أبو حليوة”، وأدارت النّدوة وقدّمتها الروائية “عنان محروس” التي قالت في معرض حديثها عن تجربته: أشارت المجموعة القصصية الرائعة للقاص المتمكن أحمد أبو حليوة، إلى الكثير من السلوكيات الإيجابية والأخلاق، وبُعد النظر ، الذي يجب أن نتحلى بها كإنسان خلق الله له عقلا وإدراكا ، مثال على ذلك قراءة المعلم في السجل الطبي لطالبه الكسول الذي يقسو عليه (يعاني من ضعف السمع)، أما القصص القصيرة جدًا، فقد لامست شغاف القلب، فالقاص أحمد أبو حليوة يكتبها فعليًا بدمه لا بقلمه، فمزقت ما مزقت من مشاعر، إلى أن وصلت إلى شعور كبير بالذنب، وبعض إهمالنا أو تقصيرنا، قد يكون له أثر أكثر خطورة مما نعتقد.

وأضافت “محروس”: ما بين عظمة الإهداء إلى جيلٍ قادم سيبقى، سيصمد، سينتصر بإذن الله، فكيف إلى من كان في عين أبيه المنتظر والمنى (عبد الله) بل أحمد الثاني حفظها الباري … وقفتُ طويلًا، وأعدتُ قراءته أكثر من مرة، وأيقنتُ أننا نكتب مافات من حياتنا وانتهى، وما نرغبُ به مستقبلًا، لنتركَ أثرًا لا يشاهدهُ إلا من يشبهنا، فنحن الكائنات البشرية، كائنات هشة في الحقيقة ومتعبة، تسيطر علينا فكرة خلود الفكرة، ونحتاج أن نكون على قيد اللجوء؛ اللجوء ربما إلى خمسين عنوانًا، هي مداخل لقصص قصيرة، فائقة الإبهار، وأشارت إلى انحياز القاص أحمد لإخلاص المرأة الأعمق والأصدق، كما في قصة حب امرأة، حب رجل، مواساة، قبلةوغيرها.
من جانبه قال الناشر “مراد سارة”: عندما قالت الأرض كلمة صماء، خرجنا أنا وأحمد من بين الجراح والأحلام، كان بيننا عامان ومسافة من المدن الجريحة التي تنبت الدروب فيها وجوه العابرين إلى الحياة، الحكاية نص ثقيل مدجج بكل أشكال الظلم والقهر والألم، فولدت مجموعته الأولى (رجل آخر) يشبه أبا عاش آخر أيامه وحيدا ومات وحيدا، أخيرا جاء أبنه عبدالله لكنه بقي على قيد اللجوء حديثها أن تغرق الأحلام في محطات النسيان وقد زار الشريان محبرة القلم الذي ينزف حروفا وكلمات أوصلها القدر في فم المعنى.
كما قدم الشاعر “ياسر الأقرع” الشهادة الإبداعية للمجموعة وقال: هي في الحقيقة ليست شهادة إبداعية بقدر ماهي إنسانية، حيث كنا في الجامعة شلة من عدة أشخاص وكان أحمد محورها، ونقطة ارتكازها، روى لنا قصته منذ طفولته دون تصنع ولله الحمد هو صامدا وتلقائيا، وعلى الرغم من المآسي التي عاشها بطفولته وسنوات شبابه الأولى إلا أنه كان أكثرنا مرحا وإنطلاقا وإقبالا على الحياة، تجتمع بأحمد خصلتان متناقضتان جدا (الأنانية والإثار) فهو أناني بحرصه على الاستحواذ والتركيز على أناه حيث يجب أن يكون مركز الأهتمام وبقعة الضوء في المكان الذي يتواجد فيه فإن لم يكن كذلك استطاع أن يفعل ذلك، فهو يدرك بقرارة نفسه أنه مختلف بكل شيء نفسيا وفكريا وأدبيا، أما الإيثار وهو الخصلة المغايرة للأنانية فأن إتصالا منك واحدا لأحمد تريد منه أمرا ما يجعله ينسى نفسه تماما، ويسخر وقته وجهده وفكره في خدمتك فيتفاعل معك بكله ويعيش ظرفك بكامل إحساسه كما يعيش ظروفه الخاصة.
وأضاف “الأقرع؛ أما بالجانب الأدبي لن أزجي عبارات المديح والإطراء فليس لأحد أن يصنع مجد أحد بتعظيمه وتفخيمه، أعمال أحمد القصصية تقدم لنا كاتبا لا يمكننا ونحن نقرأه إلا أن نتعاطف معه ونشعر برفق مشاعره وبقربه من العقل والقلب، ويعود ذلك لأسباب كثيرة على رأسها أنه فلسطيني الأصول، استطاع أن ينسج من فلسطينيته تفاصيل قصصه، فنشر بمعظم ذاته تفاصيله الخاصة ومآسيه المعتقة بالوجع لتكتسب نصوصه بذلك  صدقا وتأثيرا قل ما وجد، وأهم ما يمزه الإرادة القوية والصبر الجميل، وهو شعلة متوقدة من النشاط والعطاء.
وقد قدّم الأديب “جروان المعاني” القراءة النقدية للمجموعة فقال: هي ليست قراءة نقدية بقدر ما هي إنطباعية، أحمد أبو حليوة يبدو في مجموعته ببداية قصته الأولى (فاطمة) التي أعتبرها استفتاحا ذكيا لأن شخصية فاطمة رأيت أنها العقل الجمعي الذي يشبه نظرتنا إلى فلسطين، فهي كانت بلا ولد ثم أنجبت ثم أنتكست مع اتفاقيات السلام وماتت؛ لكنها عادت لتأدية واجب العزاء لهذه الأمة فهي خالدة وإن ماتت الأمة، الموت في غزة ترسمه شخصية الغزي عند “أبو حليوة” فكان يختار شخصياته بصفات إنسانية قبل أن تكون نضالية، لأن المناضل الحقيقي هو إنسان.
وأضاف “جروان”؛ سعى ليكون البطل في المعاناة … يتحدث عن المعاناة لا عن نفسه، اسقط على أبطاله القوة التي يرتجيها للأرض، الصمود في كل حكاياته تحكي قصة الأرض قبل الشعب، وينهي معاناة أبطاله بالأرض مع بقاء الأرض حية، وبشكل درامي تاركا لهم معالجة الاثار التي تترتب على موتهم، وكما أختار الأطفال للموت أيضا وهي صورة لافتة، الشخصيات عنده مهشمة، فتتصف المجموعة بصرخة صامدة ودعوة للوقوف مع الذات ومحاسبتها ومكاشفتها، قاسي مع كل شخصياته لكن بذكاء القاص فهو لا يحكم عليها بل يقدمها بكل عوراتها النفسية والاجتماعية، تاركا للقارئ مساحته لتشكيل رأيه الخاص بالأبطال ومحاكمتهم وفقا لمبادئهم وليس لمبادئه.

ثم ألقى القاص “أبو حليوة بعضا من نصوصه على الحضور ، وبنهاية الحفل قام رئيس المنتدى العربي الثقافي المهندس “صالح الجعافرة” ويشاركه أعضاء الهيئة الإدارية وبرفقة الأستاذ “أحمد الخلايلة” مندوب مدير دائرة المكتبة الوطنية بتكريم “أبو حليوة” بدرع المنتدى، ومن ثم توقيع نسخ من المجموعة القصصية للحضور.

حفل الإشهار كاملا