0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

شر التفجيرات ما يضحك

منذ ثلاثة ايام ويدي على قلبي، ولا زلت ادعو الله صبح مساء ان لا يكون وراء تفجيرات بوسطن بطناجر الضغط عربيا ولا حتى مسلما ولا ارهابيا بملامح شرق اوسطية، فهذه الطرق البدائية تزيد من عيوبنا نوعا جديدا مبتكرا وتصيبنا بحرج كبير، اذ كيف لمن جعل من الطائرات المدنية صواريخ مدمرة لترويع نيويورك وواشنطن واميركا بعظمتها ان ينحدر الى مستوى طناجر الضغط كي يقتل متسابقين مدنيين في بوسطن..!
لقد دفعني القلق لاجراء اتصالات هاتفيه فورية اعقبت الفعل الاجرامي مع اصدقاء للتعرف على ما ينشر ويذاع عنا في الولايات المتحدة بعد اقل من ساعة على التفجير، وسألت إن كانت قد بدأت حملة اتهامنا ام لا زالت تطبخ بطناجر الضغط في غرف الاخبار، واصبت بهلع شديد حين نشرت صحيفة نيويورك بوست خبرا سرعان ما سحبته وقالت فيه ان الاجهزة الامنية الاميركية تحفظت على مواطن سعودي الجنسية اصيب خلال التفجير، ثم اراحنا ان الحكومة السعودية اصدرت بيانا تنفي فيه اصابة اي مواطن سعودي في التفجيرات، وازدادت الطمأنينه حين اطل علينا الرئيس باراك اوباما ليطلب من الاعلام الاميركي التريث قبل اصدار الاحكام واتهام هذا او ذاك او هذه الجهة او تلك.

اليوم تجافينا الطمأنينة ثانية بعد ان علمنا ان طناجر الضغط استخدمت كقنابل في العمل الارهابي، وعلى قاعدة شر التفجيرات ما يثير الضحك، فأن القلق يعود ليتسرب الينا من جديد لمجرد ذكر الطناجر، فماذا لو كان الجاني متنزها عربيا قرر حضور الماراثون بصحبة العائلة واحضروا طنجرة الضغط لتناول الكرشات عند نقطة نهاية السباق ثم حدث ما لم يكن بالحسبان وانفجرت العبوة بما فيها، فمن سيقتنع عندئذ ان التفجير حدث عرضيا ولم يكن مقصودا ابدا وان العائلة انما جاءت لتتغدى، خاصة وان طناجر الضغط كثيرا ما تصطحب عندنا في السياحة الداخلية ففي ايام الجمع تراها في زي وفي عجلون وحتى على ضفاف طريق المطار حيث يعبر السياح والزوار، ثم ستكون الطامة الكبرى لو تعممت الفكرة واصبحت طناجر الضغط اسلحة معتمدة من قبل التنظيمات الارهابية الى ان يتقرر ادراجها ضمن الممنوعات، النتيجة ستكون واحدة وهي ان الطرف العربي سيكون الخاسر في كل الاحوال لان طناجر الضغط من الضروريات وعادة ما تسبق العروس العربية الى بيت الزوجية، وهي عنصر رئيسي في وفاق الزوجين واستقرار العائلة، فماذا لو منعت من التداول على اعتبارها اسلحة دمار وقتل، ثم ماذا لو اصبحت سلاحا فعالا للزوجات يستخدمنه للانتقام من الازواج السئيين..!؟
اتصور الامر بكثير من السخرية، واتخيل طنجرة ضغط محشوة بالرؤوس تنفجر في جمهور من الناس بلا سابق انذار، فتتطاير الشظايا في كل ناحية، هذا قتله ناب ثور تحول الى رصاصة من العظم، وذاك تلقى طعنة من فك عجل، والثالث اصيب بشظية من جمجمة تيس… يا لها من ميتة زفرة..!؟