عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

أول الهزائم وأعمق الجروح!

لم يلجأ الفلسطينيون الى الدول العربية عام 1948، وانما جاءوا من الوطن.. الى الوطن. كل ما في الامر انهم صدقوا الكذبة: يا فلسطين جينالك. لكن اكثرهم لم يقطع الحدود الى حرية اخوانهم، وحارب السياسيون من العواصم البعيدة فيما كانت الجيوش هياكل خشبية، ويكفي ان نعرف ان الذين حملوا السلاح كانوا 29 ألفاً من العرب، في حين كان جيش الدفاع الاسرائيلي 62ألفاً. وكان الجندي العراقي او المصري يحتاج الى قطع مئات الكيلومترات للوصول الى «الجبهة» في حين ان افضل طرق المنطقة كانت في فلسطين.
لم يحارب العرب قبل ثمانية وستين عاماً عدا اقلهم – وحين انهزموا حملوا الهزيمة الى الداخل «فثار» العسكر على السياسيين. واستمروا في «الثورة» حتى هزيمة حزيران.. لكنهم هذه المرة لم يعترفوا بالهزيمة، سمّوها: النكسة. وحين حاربوا بعد ست سنوات حملوا اسرائيل الى.. مخادعهم، الى غرف نومهم.
.. الآن، يحمل الفلسطينيون مفاتيح بيوتهم، ويطوفون شوارع رام الله: العودة.. نريد العودة، لكن كل شيء رمزي. فهناك ستة ملايين لاجئ فلسطيني ليست العودة على قاموسهم اليومي. انها مطلب ككل المطالب لكنها ليست.. طريقة حياة.
والفلسطينيون الآن كإخوانهم العرب: اكثر ما يكونون انقساماً. واستبدلوا التحرير بعملية السلام. وهم مستعدون لقتل بعضهم كما يفعل السوريون والعراقيون والليبيون واليمنيون ويريدون من العالم اعطائهم: دولة فلسطين.
في زمن ما كنا نعتقد ان تحرير الجزائر سيمنح العرب دولة اساسها مروي بالدم. وبعد 4 أشهر استولى الجيش الذي كان يرابط في تونس على الدولة والثورة. فكان حكم العسكر في الجزائر ليس ردة فعل على هزيمة.. وانما ختام الثورة العظيمة بالنصر.
ولم نعد نعرف اهم العسكر الذين يحكمون او الثوار؟!
فلسطين ليست اعمق الجروح واكثرها نزفا: انها اول الجروح. ولذلك بقيت الاوضح في الذاكرة القومية. ولعلنا في الاردن نكبتنا بعد ان وحّدنا الشهيد عبدالله الأول مع الثأر والنكبة، فكنا نشعر اننا نحن فلسطين وجرحها ووترها.