صواريخ (سكوت)
بداية، أتمنى أن لا يقوم المصحح اللغوي بتغيير العنوان على اعتبار أن الصواريخ اسمها «سكود» وليس سكوت، عدا ذلك فالأمر واضح تماما ، فإن السلطات – جميع سلطات العالم- تتمنى لو أنها تقصف شعوبها بصواريخ (سكوت) حتى لا يناقشها أحد ولا (يشارعها ) أحد- حسب تعبير صديقي كمال علوان-، ولا تختلف الأنظمة المفرطة في الديمقراطية عن الأنظمة المفرطة في القمع ، سوى أن الأولى تبقي أمنياتها في مجال الأمنيات فقط، بينما الأنظمة القمعية تحول الحلم الى حقيقة وممارسة يومية عملية حية في تسكيت وتبكيت الناس.
في الواقع فإن كل السلطات والأنظمة هي قمعية التركيب ، لكن الأنظمة الديمقراطية يقمعها شعبها ويقودها مجبرة لتعبر عنه لا عن نفسها ، بينما الأنظمة القمعية .. لا داعي لأقول لكم ، فأنتم تعرفون مثلي تماما ..
إذا المشكلة ليست في الأنظمة..بل في الشعوب:
– الشعب الذي يسمح للسلطات أن تسن القوانين التي تريدها، وتناسبها ، وتعدها متى شاءت وتفعّلها متى تشاء.
– الشعب الذي يرى الفساد ولا يقاومه بالقول والفعل .
– الشعب الذي يرى الحكومات تزور حتى ديمقراطيته الهشة ، ويشاركها في عمليات التزوير. – الشعب الذي يرى نتائج اعماله في انتخاب الفاسدين المفسدين ، إما لأسباب مالية أو لأسباب تتعلق بالقرابة ، ولا يرتدع من المرة الثالثة ولا الرابعة.
– الشعب الذي لا يقول لا، إلا في تشهّده.
هذا الشعب – إن وجد- عليه، أن لا يلقي اللوم على السلطات، لكن عليه أن يضع الحق على نفسه لأنه لم يعلمها ابجدية الوقوف في وجه الخطأ والدفاع عن الحقوق الطبيعية للناس، في العيش بكرامة وعدالة ومساواة.
ghishan@gmail..com