0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

طريق الموت السريع .. ارجيلة مضافا اليها مواد اخرى

وكالة الناس – «خوف دائم من افتضاح أمرهم،ضحكات هستيرية،سعادة مؤقتة «هكذا عبر صادق(اسم مستعار)عن حالته قبل أن يترك تدخين النرجيلة خاصة وأنه كان وأصدقاؤه يقومون بإضافة مواد ضارة مع المعسل للحصول على الكيف بحسب قوله».

ويعود صادق والذي لم يتعد التاسعة عشرة عاما بذاكرته الى الوراء ويقول «بدأت تدخين السجائر منذ أن كان عمري ثلاثة عشر عاما، ولاحقا أخذت بتدخين النرجيلة مع أصحابي في البيت،والمقهى،حتى في داخل السيارة،وفي فترة كنا نطلبها على الهاتف ،فيرسلها مالك المقهى لنا «.

ويتابع «وفي يوم جاء صديقي علي(اسم مستعار)حاملا بيده مواد وأخبرنا بأنه سيخلطها مع المعسل معللا أن ذلك سيوصلنا الى السلطنة المرجوة،وبالفعل قمنا بذلك واستمررنا على هذا الحال لفترة ليست بقليلة».

ويضيف «أصبح الصداع يرافقني حينما لا أدخن النرجيلة،ووصل بي الأمر الى أن فقدت وعيي في إحدى المرات بعد أن استمررنا ندخن لأكثر من ساعة ونصف في غرفة مغلقة بأحد بيوت أصدقائي».

ويبين بأن «فقداني لوعيي جعلني أدرك بأني ألقي بنفسي الى التهلكة وزاد من إصراري على التوقف عن تدخين النرجيلة ،ولكني أحاول ترك تدخين السجائر حاليا».

وبعيدا عن رقابة الأهل فإن شباب وفتيات في عمر الزهور يقومون بتدخين السجائر والنرجيلة والتي يتم اضافة مواد تزيد من خطورتها في بعض الأحيان ضاربين بصحتهم عرض الحائط خاصة وإن بعض المواد المضافة يتم شراؤها من أشخاص وصيدليات دون الحاجة لأن يتم إرفقاها بوصفة طبية.

وبحسب الدراسات فإن التبغ يحتوي على (4000) مادة منها (70)مادة كيميائية سامة ومسببة للسرطان إضافة الى أمراض الرئة وأمراض الجهاز الدوري.

وتوصلت دراسة نشرت عام 2012 بعنوان «المواد المشعة الموجودة في التبغ المستخدم بالنرجيلة في الاردن « قام بإعدادها باحثون من الجامعة الألمانية الأردنية والجمعية العلمية الملكية والجامعة الأردنية والجمعية العربية الطبية لمكافحة السرطان الى أنه :»وبالإضافة الى المواد المشعة والنووية الموجودة في تبغ النرجيلة فإن السجائر والتبغ يحتويان على مواد كيميائية خطيرة أخرى وتلك المواد مجتمعة تؤدي الى تراكم اشعاع الفا في رئة الإنسان جراء تنفسه لدخان التبغ».

وأكدت الدراسة على أن :»المدة الفاصلة بين المدخن واصابته بسرطان الرئة لا تتجاوز 20 عاما حيث يصل عدد الوفيات بين كل 100 الف شخص الى 150 وفاة».

ويفيد عميد كلية العلوم الطبية في الجامعة الألمانية الأردنية الدكتور عقيل القزويني بأن :»الدراسة لا تزال مستمرة حتى الأن وفي عام 2015 أثبت أن المواد الضارة والمشعة الموجودة في معسل النرجيلة (الفواكه والتمباك المستخدم بالنرجيلة ) تصل نسبتها الى 55% «.

ووفقا لمؤشرات منظمة الصحة العالمية فإن :»خمسة ملايين شخص يتوفون سنويا جراء التدخين ويتوقع أن يرتفع الى عشرة ملايين شخص بحلول عام 2020 ما يحتم علينا تكثيف حملات التوعية للشباب والفتيات بشتى الوسائل والسبل وتعريفهم بمضار الدخان والنرجيلة وخاصة إن تم إضافة أي مواد اليها ما يزيد الخطر على متناوليها».

وفي ظل تقديم العروض باسعار مغرية أو حتى بالمجان في بعض المحلات «والكوفي شوبات» فإن نسبة انتشار ظاهرة النرجيلة تزايدت بشكل ملحوظ ،وبحسب مسوحات السكان والصحة الأسرية لعام 2012 فإن:» نسبة تدخين السيدات للنرجيلة وصلت 10.3% في حين أنها كانت تبلغ عام 2009 الى 5.5%»

غير مطابق للمواصفات
خلط المواد المضافة مع المعسل أو استبدال المواد المطابقة للمواصفات بغير المطابقة يتسبب بأضرار جسيمة بالإضافة الى ضرر تدخين مواد التبغ،ورغم أن التعليمات الصادرة عن مؤسسة المواصفات والمقاييس تمنع بيع المعسل الفرط إلا أن «كاتبة التحقيق» وجدته يباع في أكثر من مكان لبيع التبغ.

ايهاب (أحد مصنعي المعسل)يقول إن :»خلطة المعسل المنزلية لا تتقيد بالتركيبة المطابقة للمواصفات والمطلوبة من المصانع الخاصة»،ونتحفظ المصادر عن ذكر طريقة تصنيع المعسل الفردية والمنزلية رغم إطلالها على تجرية بعض المصنعين المخالفين للقانون.

عدد غير قليل من الشباب أكدوا لكاتبة التحقيق بخلط المعسل مع مواد ضارة للحصول على السعادة الزائفة،وهي مواد تتحفظ المصادر عن نشرأسمائها كي لا تتحول إلى دليل عملي لمدمني النرجيلة.

ويقول الناطق الاعلامي في وزارة الصحة حاتم الأزرعي :» بأنه يجري في بعض المحال غير المرخصة تصنيع المعسل بطرق غير مطابقة للمواصفات ما يزيد من ضررها».

ويقول إن :»الاحتراق الجزئي للمعسل يزيد من عدد المواد المسرطنة وخاصة بعد تحول مادة الجلسرين الى اكرولين وهي مادة تسبب سرطان المثانة نتيجة عدم الاحتراق الكامل وتحتوي مادة النشادر التي تزيد الادمان على النيكوتين».

وتبين الموظفة في مديرية الرقابة والتفتيش في مؤسسة المواصفات والمقاييس المهندسة سوسن أبو هزي بأنه :»تتم عملية الرقابة على السجائر المستوردة والمنتجة محليا بالتدقيق على بطاقة بياناتها بما فيها تثبيت نسب النيكوتين والقطران واول اكسيد الكربون على عبوة السجائر (…) لافتة إلى أنه :» تم تحديث القاعدة الفنية الأردنية الخاصة بالمعسل،التي عملت على تنظيم المواد التي يحتويها المعسل».

وتوضح الدكتورة في كلية الصيدلة في جامعة العلوم التطبيقية غادة أبو عمارة بأن :»خلط المعسل بالمواد المضافة يزيد الأمر خطورة بالإضافة الى خطورة المواد الناجمة عن النرجيلة ويولد مواد مؤكسدة عالية الضرر تعمل على تدمير الخلايا والأغشية المبطنة للأوعية الدموية ما يسبب لاحقا الى حدوث سرطانات وتصلب شرايين في أعمار صغيرة وقد تؤدي الى الوفاة».

وتوضح أمينة سر جمعية لا للتدخين الدكتورة لاريسا الور أن :»برابيش النرجيلة المستخدمة حاليا مصنوعة من البلاستيك الرخيص فلا بد أن يتم تفاعل المادة البلاستيكية عند تمرير المواد الساخنة فيه ما يسبب أضرارا إضافية الى ضرر تعاطي التبغ بواسطة النرجيلة». وتضيف أن :» النرجيلة تعمل على انتقال الامراض السارية كانفلونزا الخنازير والتهاب الكبد الوبائي أ وغيرها».

أرجيلة السيارة موجودة رغم المنع
أساليب دعائية عديدة لترويج النرجيلة،فلم يعد الأمر يتطلب الذهاب للمقهى بل إن النرجيلة تأتي حيثما يكون الرغاب بتدخينها مقابل أسعار يعتبرها البعض زهيدة ،وتتنوع أساليب الترويج حتى ان بعض صالونات النساء تقدم عروضا للفتيات تتضمن تأمين النرجيلة لهن مجانا في مقابل قص الشعر،يضاف إلى ذلك انتشارها وسائل الترغيب على صفحات التواصل الاجتماعي بخاصة والشبكة العنكبوتية بعامة.

نادر وأصحابه لم يتجاوزوا الثامنة عشرة من عمرهم إعتادوا على طلب النرجيلة من أماكن معلن عنها بكافة الوسائل ،ومن ثم يتناوبون على استخدامها ويتبادلون «خرطومها» بالسيارة في الشوارع رغم حظر تدخين النرجيلة في السيارة.

وبحسب دراسة أجرتها وزارة الصحة بالتعاون مع مركز الأمراض الأمريكي لعام 2014فإن:»عدد الأطفال المدخنين من عمر(13 – 15)سنة لجميع أنواع التبغ بلغت للأولاد 32.8%وللفتيات 13.4%وللأنواع الاخرى بما فيها النرجيلة فقد وصلت النسبة للاولاد%24.6وللفتيات 11.2% «.

وتنص المادة (54)من قانون الصحة العامة رقم 47 لسنة 2008 وتعديلاته :»بأنه لا يجوز لأي شخص أو جهة عامة أو خاصة بما في ذلك وسائل الإعلام طبع أو عرض أو نشر أي إعلان لأغراض الدعاية لأي من منتجات التبغ أو توزيع أي نشرة أو أدوات أو مواد للتعريف به أو الإعلان عن منتجاته».

ويقول الأزرعي بأنه تم توجيه :»ما يقارب ( 200) مخالفة و(600) إنذار و( 34 ) إغلاق مقاه تمت مخالفتهم لترويجهم للتبغ خلال العامين الماضيين».

التدخين السلبي
عانت الطفلة سمر من اصابتها بالكحة والبلغم وحدوث نوبات الربو لديها ،وبعد عرضها على الطبيب تبين بأن الأب يدخن بشكل دائم فمنعه الطبيب من التدخين داخل المنزل لعدم إيذاء طفلته لان لديها استعدادا وراثيا للاصابة بالربو وتدخين والدها أدى الى تهيج أنواع الحساسية لديها في مجرى التنفس.

وتشير الدراسة التي قامت بها وزارة الصحة بالتعاون مع مركز الأمراض الأمريكي عام 2014 للشبان والفتيات الذين تتراوح أعمارهم ما بين ( 13-15) عاما بأن نسبة التدخين السلبي في الأماكن المغلقة بلغت للشباب 63% وللفتيات 61،7%.

وفي عام 2004 ،خلصت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التي تعد جزءًا من منظمة الصحة العالمية إلى وجود أدلة كافية على أن التدخين غير المباشر يصيب البشر بالسرطان.

ويبين رئيس قسم الأمراض الصدرية والعناية الحثيثة ومدير مكتب مكافحة التدخين في مركز الحسين للسرطان الدكتور فراس الهواري بأن :»المدخن يؤثر على صحة من حوله من غير المدخنين ويتسبب بإصابتهم بالأمراض حتى وان لم يكونوا من المدخنين».

ويطالب الأزرعي :»بضرورة توعية المحيطين للمدخنين بأن الأخطار الصحية المحدقة بالمدخنين لا تقتصر عليهم فقط وإنما تتعداهم الى المدخنين السلبيين الذين لا ذنب لهم الا الجلوس في اماكن يسودها التدخين ويستنشقون سحب الدخان رغما عنهم ويلعب الوعي بهذه الاخطار والارادة الصلبة الدور الاهم للاقلاع عن التدخين بالنسبة للافراد».

مخاطر على الحوامل والأجنة
أضرار كبيرة تصيب المرأة المدخنة وخاصة الحامل وتصل هذه الأضرار الى جنينها وقد تؤدي الى موته في بعض الأحيان. «إيناس» كانت دائمة التدخين للنرجيلة ولم تمتثل الى أوامر طبيبتها النسائية بوقف التدخين فما أن بلغ حملها شهره الرابع حتى توفي داخل رحمها.

وتبين أخصائية التغذية الدكتورة لورا فراح أن الدراسات :»أثبتت:

بأن التدخين بما يحتويه من مواد سامة مثل النيكوتين والسيانيد وأول أكسيد الكربون يؤثر على صحة المرأة الحامل وصحة الجنين ولا يتم ذلك عبر تدخين المرأة للسجائر فحسب بل عند تعرض المرأة الحامل للأبخرة المنبعثة من أفواه المدخنين والذي يعرف بالتدخين السلبي كون دخان السجائر يحتوي على ألاف المواد الكيماوية التي تسبب أضراراً خطيرة».

وتذكر بأنه :» يتأثر الجنين مباشرة من التدخين وذلك لأن كثيرا من المواد السامة التي يحتويها الدخان تمر عبر المشيمة إلى الجنين مسببة العديد من المضاعفات والتأثيرات الجانبية».

تغليظ العقوبات
تتوسع ظاهرة انتشار تدخين مواد التبغ في ظل عدم وجود عقوبات رادعة،ولكن حاليا تم رفع مشروع قانون معدل لقانون الصحة العامة لمجلس النواب للموافقة على التعديلات الجديدة على القانون.

وتبين رئيسة قسم الوقاية من أضرار التدخين في وزارة الصحة الدكتورة فاطمة خليفة بأن :»التعديلات الجديدة تقتضي بتغليظ العقوبة وتشمل مفهوم المكان العام بشكل أكبر حتى يتسنى للجهات المعنية محاربة ظاهرة التدخين بشكل فعال».

وتشيد الور بالتعديلات الجديدة بتغليظ العقوبات ،لان بداية طريق التغيير تكمن في تطبيق العقوبات الرادعة لخلق جيل منتج ينهض بالمجتمع لا أن يعمل على تدميره فالقوانين وضعت أولا وأخيرا لحماية الجميع.

وفي ظل انتشار ظاهرة منتجات التبغ وتزايدها عاما بعد عام،فان التوعية بمضار التدخين بكافة أشكاله باتت ضرورة ملحة من كافة الجهات الحكومية وغير الحكومية للتصدي لآفة التدخين التي تفتك بفتياتنا وشبابنا،ويجب تشديد الرقابة على جميع الأماكن التي يمنع فيها التدخين وإقرار عقوبات صارمة تدخل حيز التتفيذ على الفور.