0020
0020
previous arrow
next arrow

ملف “الرجل الثاني” في الهرم الفلسطيني على الطاولة .. كيف يُراوغ عباس في “مِلف الخلافة”؟

5٬023

وكالة الناس – السيناريو التكتيكي الذي اتّبعه الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال الأسابيع الثلاثة القليلة الماضية في مواجهة ما يسميه مقربون منه بضغط من الزعماء العرب تحت عنوان إقتراحات بتسمية نائب له حسما لملف الخلافة قبل مغادرته السلطة او رحيله في إطار ترتيبات البيت الداخلي الفلسطيني هو ذلك السيناريو الذي لجأ فيه الرئيس خلف الستائر إلى تكتيك دون تقديم جواب استراتيجي على ضغط بعض الدول العربية المهتمة بملف خلافة عباس.

ما فعله واستنادا إلى مصادر عربية تراقب المشهد الرئيس عباس هو أنه ذهب بالمقترح العربي وعنوانه تعيين نائب له وبأسرع وقت ممكن إلى اللجان الأساسية المركزية في منظمة التحرير وحركة فتح وعرض المقترح دون الوصول إلى أي قناعة أو توصية محددة.

ومجرد عرض المقترح بصيغة ضغوط عربية دفع النقاشات للتعدد والتنوع دون تشجيع الرئيس على هذه الخطوة خوفا طبعا من ردة فعله.

وبذلك تشكّلت بين يدي الرئيس عباس قوة استشارية تدفعه لمراوغة الضغط العربي في هذا الإتجاه مجددا مما يعني بأنه مع أن القرار يخصه شخصيا إلا أنه عرضه على طاولات اللجان المركزية الأساسية كان بمثابة تفويت لفرصة ذلك الضغط ومراوغة جدية واضح أن بعض العواصم العربية تنتبه لها بحكم اتصالاتها ببعض القادة الاساسيين في معادلة السلطة الفلسطينية.

عندما عرض عباس المقترح العربي على الفرقاء في منظمة التحرير وحركة فتح جوبه بسلسلة من الاقتراحات والنصائح التي يبدو أنها لا تتفق مع مضمون ومحتوى الضغط العربي لا بل المسالة كانت أشبه بتفريق دم المقترح العربي بين قبائل منظمة التحرير وحركة فتح بمعنى خلق زحام من الأراء والاجتهادات يمكنه أن يساعد الرئيس عباس لاحقا في إبلاغ جميع الأطراف أن المؤسسات الفلسطينية المرجعية ليست متحمسة لخيار من هذا النوع.

منذ سنوات يُراوغ الرئيس عباس فكرة تعيين نائب له ويرفضها لا بل مؤخرا راوغ بشدة الضغط حتى الأوروبي والأمريكي لتشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية بصلاحيات واسعة مع ان زعماء عرب نصحوا رئيس السلطة الفلسطينية بإعادة تشكيل الحكومة حتى لا تتوقف اموال المساعدات التي يمكن أن ترسل من دول غربية.

وحتى لا يستثمر وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش في الوضع المعقد إلا أن عباس نجح في مراوغة كل هذه الجهود والاقتراحات بكل حال.

وما تردده هنا أوساط دبلوماسية غربية مطلعة هو أن القيادة السعودية تحدّثت مباشرة عندما زار عباس مؤخرا السعودية وبصفة شخصية عن ضرورة أن يتقدم بتعيين نائب له ويؤسس لتقاليد تظهر من سيخلفه أو سيرث مقعده بدلا من ترك المسالة للاحتمالات.

في عمان جهد واضح في الدفاع الصلب عن الشرعية الفلسطينية وتكثيف في الرسائل التي تقترح لا بل إقترحت مباشرة على الرئيس عباس ان يحسم ملف الخلافة في وجوده وان لا يتركه للصدف والإعتبارات والظروف تجنبا لكمائن اليمين الاسرائيلي.

وفي القاهرة فيما يبدو جبهة تساندها أبو ظبي ايضا وتقترح ربط المساعدات التي يمكن ان تقدم عربيا للسلطة الفلسطينية بإجراءات تنسجم مع المعايير التي يقترحها الأمريكيون عادة تحت عنوان إصلاح هيكلي للسلطة الفلسطينية.

وقد فسّرت عواصم عربية مباشرة لمسؤولين بارزين فلسطينيين أن الإصلاح الهيكلي للسلطة ومؤسساتها له عناوين ملموسة من الآن وهي أن يعين الرئيس نائبا له ويحسم مسالة الخلافة ولا يتركها للصدفة إلى أن تُجرى انتخابات لاحقا بعد استقرار الامور ووقف اطلاق النار في قطاع غزة وعودة الهدوء إلى الضفة الغربية ثم أن يعمل على التأسيس لتشكيل حكومة تكنوقراط فنية نزيهة يقبلها العالم الغربي.

كل تلك الجهود عمليا لاعبها بمهارة حتى الآن الرئيس عباس وهو يسجل معدّلات مراوغة مرصودة.

رأي اليوم