تنبؤات غـــير صحيحة لكنها مزعجة وخطيرة!
غير معروف ما الذي إعتمد عليه الذين «زفوُّا إلى الأردنيين البُشْرى» !! بأن الأردن لم يعد من أولويات الدول الخليجية ، أي دول الخليج العربي ، وقد إعتبر هؤلاء أن الأولويات هذه التي تحدثوا عنها تعني الجوانب المالية وضربوا مثلاً بـ»المنحة» التي تقدمها هذه الدول الشقيقة ، جزاها الله عنا كل الخير ، والتي بشرونا بأنها ستنتهي مع نهاية هذا العام وأنه لن يتم تجديدها مرة أخرى !!.
وحقيقة أنَّ الدعم المالي وفي كل الأحوال ضروري ومهم وبخاصة بالنسبة لبلد كبلدنا لكن ما نسيهُ أو تناساه «ضاربوا الودْع» هؤلاء هو أن الأمن القومي والإقليمي لهذه المنطقة وفي مقدمتها دول الخليج العربي يجعل الأردن أولى الأولويات بالنسبة لهذه الدول الشقيقة وهذه مسألة تاريخية ومعروفة وهي لا تزال مستمرة ومتواصلة طالما أنَّ هناك تحديات مشتركة كثيرة تضاعفت في الأعوام الخمسة الأخيرة بظهور»داعش» والتنظيمات الإرهابية الأُخرى على مسرح الأحداث وأيضاً حدوث ما يحدث الآن في العراق وسوريا واليمن وكذلك ليبيا والهم الدائم الذي هو القضية الفلسطينية.
ومع استبعاد أن تكون هذه التنبؤات أو القراءات أو التحليلات عبارة عن أمانٍ شخصية لأصحابها فإن من المفترض أن ينظر هؤلاء إلى كل هذه اللوحة الإقليمية نظرة شاملة لتكون تقديراتهم صحيحة ويقيناً لو أنهم إعتمدوا هذه النظرة الشاملة لوجدوا أنَّ الأولوية الأردنية بالنسبة لدول الخليج العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية قد أصبحت أولى الأولويات وذلك على إعتبار أن الأردن يشكل الخندق الأمامي في خط المواجهة مع هذه التحديات التي كلها خطيرة.
إنه لا يجوز إلقاء الكلام على عواهنة وبخاصة في هذه المرحلة الحساسة التي تستدعي المزيد من الموضوعية والمزيد من الدقة فالقول « عشوائياً» أن الأردن لم يعد من أولويات الدول الخليجية ستترتب عليه أمور سياسية كثيرة ومستجدات إقتصادية خطيرة فعلاً يعرفها هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم ويعتبرهم الناس جهابذة الإقتصاد والسياسة.. وكل شيء !!.
وهنا فإنَّ الخطورة في هذه « التنبؤات»، التي نسأل الله أن تكون مجرد أحلام يقظة،هي أنها جاءت في الوقت الذي طفحت فيه وسائل الإعلام بإجتهادات الممتلئة قلوبهم بصديد الحقد على هذا البلد الذي من المفترض أنه بلدهم وأنهم لا يتمنون له إلاَّ الخير والتي نسجوا فيها قصصاً خيالية حول تردي علاقات الأردن بالجارة الشقيقة العزيزة المملكة العربية السعودية وحيث ثبت وقبل أن يصيح الديك أن تحليلات هؤلاء مثلها مثل :»من يغمسَّ خارج الصحن» وأنها مجرد رغبات بائسة وأمانٍ مريضة بعدها عن الحقيقة بعد السماء عن الأرض.
وهكذا فإنه على الأردنيين أن يدركوا ويعرفوا ويتأكدوا أن العلاقات بين المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية بعيدة كل البعد عن تأثيرات الأمزجة وأنها محكومة دائماً وأبداً وفي كل المراحل والأوقات بعلاقات الأخوة وعلاقات الجوار وعلاقات التداخل الديموغرافي والعشائري والعائلي والمصالح المشتركة والأمن الواحد الموحد وأيضاً بضرورات التكامل الإقتصادي.. ثم وقبل هذا كله علاقات هذا الدين الحنيف العظيم والوحدة القومية.