0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

صدر حديثا عن دار يافا العلمية كتاب (محطات فكرية ووطنية عبر مائة عام) للشاعر “عليان العدوان”

 

 

وكالة الناس – محطّات فكرية وطنية، تضيىء مناراتها الآفاق الثقافية من خلال آرائها الفكرية وعناوينها الوطنية التي تعبِّر عن المكوِّن الثقافي والفكري، فإذا كان الموروث الحضاري هو امتداد للجانب البيولوجي والحيوي للإنسان؛ فإن الثقافة تنتمي إلى الجانب المعنوي للبشرية، هذا لأن الموروث الثّقافي دائما ما يشير إلى الذّاكرة الوجدانية المختزلة، بينها يشير الموروث الحضاري إلى المعاصر الحاضر، وما بين رمزية الثقافة وآلية الحضارة يكمن تعريف الموروث الثقافي والحضاري الذي يراعي الخصوصية الثقافية للمجتمعات من لغة وعادات وعلوم معرفية، ويبحث عن الدّلالات التّجسيدية، ويرمز لاستخلاصاتها، كونه نظامًا يقوم على الرمزية المكانية وطرق تعبيرها بينما يقوم الموروث الحضاري على النظام المادي وآليات تعليله، وهذا ما يجعل من الموروثين الحضاري والثقافي صنوان متلازمين لناتج الأمّة لذاتها تجاه الإنسانية.  

بهذا استهل معالي الدكتور “حازم قشوع” في تقديم كتاب (محطات فكرية ووطنية عبر مائة عام) للشاعر “عليان موسى العدوان”، الصادر حديثا عن دار يافا العلمية للنشر والتوزيع، والذي يعتبر من الكتب التي تُسلِّط الضّوء على النهج الثقافي لما تعنيه الثقافة من ركن هام يقدِّم المجتمعُ من خلالها موروثه الحضاري والقيمي.

وقال “قشوع”: صحيح أن التاريخ ربط الحقب التاريخية وحتى الإنجازات بالأشخاص لكن الموروث الثقافى والحضاري ربطها بالدلالة والرمزية، لتكون شاهدة على الإنجاز كما على الحقبة التاريخية فالموروث برمزيته يشكِّل سجلا للتاريخ والقلم بعنوانه يجسد محتوى كاتب التّاريخ للإنسانية والبشرية ونظم مناخاتها وتتطوّر الحياة فيها، وهذا ما تبينه الأشكال الهندسية الثلاثة، وما تزين نقوشُها المعماريةُ أبنيتَها وبنيانَها، وحتَّى الأثواب التى يتم ارتداؤها، ما زالت تحمل المدلول ذاته الدال على الموروث الإنساني بأصوله الجامعة.

وهو ما يجب أن يؤخذ بالحسبان عند التعاطي مع أهل هذه المنطقة الزّاخرة بإرثها ومكوّناتها الثقافية، وهذا ما يمكن ملاحظته بدلالة منطوق الموروث الحضاري الذي تقف عليه، وما يميزها من رسالات حافظت على موروثها وإرثها، ومازالت تدين البشرية لها باعتبارها مرجعية الديانات السماوية الثلاث، وهذا ما يجب أن يؤخذ بالحسابات عند التعاطي معها باعتبارها تشكّل منطق مهد الحضارات التى حُكما ستعود بعلومها النيّرة ومكانتها المقدرة وبإضاءاتها المعرفية، لتشرق من جديد للإنسانية جمعاء في المستقبل القريب أو المنظور المتوسط فهكذا قال كاتب التاريخ، وهكذا يجب أن يفهم الجميع عند التعاطي معها والتعامل مع مجتمعاتها، فإن إرثها وموروثها خير شاهد على ذلك.

والأردن الذي يحتفل بمئويته هذا العام، ويدخل إلى المئوية الثانية بإرادة واثقة من حتمية المحافظة على إرثه العروبي ورسالته الماجدة ودوره البنّاء فى خدمة البشرية والإنسانية، فإن الأردن سيبقى يشكّل هذه المساحة الواصلة بين قبة التعادل وبيت الجذب ومثلث الطاقة، شكّل بذلك مركز بيت التواصل ومركز الاتصال وعنوان الرسالة، وهو ما يميِّز الأردنَّ ورسالتَهُ الفكريةَ النيرةَ التي جاءت من أجل الإنسانية ومن أجل المحافظة على مكنونها الحضاري، ومن أجل إيجاد أرضية عمل للحوار الدائم بين الحضارات.

وهذا ما جعل الأردن يكون مركز إشعاع حضاري للبشرية يحفظ للإنسانية موروثَها، ويعمل على صيانتها وإعادة صياغة توافقاتها، بما يجعلها آمنة أو أكثر أمانا، وهو الدّور الذي يقوم به الأردن وما زال، وهي الرسالة التي ستبقى له عنوانَ تميّزٍ، رسالتُه العربيةُ ومركزُها الأردني بالأهداف القيمية والسيرة الإنسانية، وبالمسيرة البشرية تجاه صيانة الإنسان وإعمار الأرض، فإن العمل على إبراز المعالم الرّمزية بمعانيها ودلالاتها يعدّ من الأركان الرئيسية التي يمكن تقديم عناوينِها ونحن نحتفل بمئوية الإنجاز ورسالتها الفكرية وموروثها التليد، وهذا ما هو بحاجة إلى استراتيجية عمل تقوم عليها وزارة الثقافة واتحاد الكُتّاب والأدباء وجميع من لهم صلة في إغناء المناخات الثقافية في المجتمع حتى نستطيعَ أن نقدّم ثقافة المجتمع بأبهى تقديم.