“بوابة الـمقطعّ الإمارتية و شركة تطويّر العقبة” تطلقان مشروعاً لرقمنّة ميناء العقبّة عبر “مقطعّ آيله”
وكالة الناس- مأمون الخوالدة
على هامش الدورة العشرّين لـ”مؤتمرّ النقّل لمنطّقةالشرق الأوسط” الذي عُقد في الإمارات، وقّعت شركة “بوابّة المقطعّ”، الذرّاع الرقميّة لمجّموعة موانئ أبوظبيّ الإماراتية، اتفاقيّة مساهميّن مع شركة تطويرّ العقبّة الأردنية، حيث استحوذّت “بوابة المقطع” بموجبها على حصّةٍ قدرُها 51 في المئة، فيما تمتلّك شركة “تطوير العقبة” حصةً بلغت 49 في المئة من مشروع “مقطع آيله” المشترك الذي تأسس بين الطرفيّن الأردنيّ والإماراتي.
وتم توقيّع الاتفاقية في الإمارات، برعاية رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، نايف حميدي الفايز و الرئيس التنفيذّي لمجموعة “موانئ أبوظبي” العضّو المُنتدب محمد جمعة الشامسّي، والرئيس التنفيذي لشركة “تطوير العقبة” حسين الصفدي، والرئيس التنفيذي للقطاع الرقمي و”بوابة المقطع”، “مجموعة موانئ أبوظبي”
نورة الظاهري.
ويهدف المشروع المشترك، إلى إحداث نقلّة نوعيّة في العمليّات التشغيليّة لميناء العقبة من خلال “نظام مجتمع الموانئ”، مستفيدة في ذلك من خبرات “بوابة المقطعّ” ما يمثل أول عمليّة تصدّيرٍ لحلول رقمنّة الموانئ، ما من شأنه تسهيل”نظام مجتمّع الموانئ” للتواصل والمعاملات بين كلٍ من موانئ العقبّة ومشغليّ المحطّة وسلطة منطقّة العقبّة الاقتصادية الخاصة وشرّكة “تطويّر العقبة”وأصحاب المصلحّة من خلال نظام ٍموحد، ما يُسهل الخدّمات ويبنيّ قدُراتٍ متطورّة لمنطقة العقبّة والأردن بشكل عام .
وتتميز موانئ العقبّة بموقعٍ استراتيجيّ على مفترّق طرُق عبرّ ثلاثّ قارّات، حيث تتم من خلالها مناولة 80 في المئة من صادرات الأردن و65 في المئّة من وارداتها، حيث يُعتبرّ ميناء الحاويات في العقبة، ثاني أكثر موانئ الحاويّات ازدحاماً على البحر الأحمر من حيث حجمّ مناولة الحاويّات، ورابع أكبرّ مينّاء في المنطقة، إذ يبلغ حجمّ المناولة السنوّي 950 ألف حاوية، فيما يتحمل الميناء سعّة استيعابيّة تصل عند الحاجّة إلى نحو 1.3 مليون حاويّة متعّددة، كما إنه يُعدّ بمثابة نقطة عبور رئيسة للعمليات التجارّية للدّول المُجاورة، ما يستلزمّ تنفيّذه لعمليّات توسعةٍ مستمرّة وتحَولٍ رقمّي في عمليّاته.
ومن المقرر أن يتم تشغيّل نظام الموانئ خلال العام الحالّي، وينتظُر أن يحققَ تشغيّله إنخفاضاً في الانبعاثات الكربونّية التي كانت ستنتج عن 90 ألف زيارة شخصية في العام.
من جانبّه قال رئيس سُلطّة منطقّة العقبّة الخاصّة، نايف حميدي الفايز ، أننا نسعدّ بعلاقاتّ التعّاون مع الأشقاء في دوّلة الإمارّات العربيّة ، حيث يأتي هذا المشرّوع الهامّ من رحمّ العلاقّة المميزّة التي تربط جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسيّن وأخيّه سمُو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والتي تدفع قُدماً بمختلف المجالات بيّن الدولتيّن، و تؤطر العلاقّات للعديّد من الاتفاقيات ومُذكرّات التفاهّم والبرامج والبروتوكولات التي من شأنها الإسّهام في فتح آفاقٍ أوسعّ للتعاون في رفع حجّم الاستثمار الإماراتيّ في المملكة إذ يصّل إلى نحو 17 مليار دينار،
وتُصنف الاستثمارات الإماراتيّة الأعلى في الممّلكة.
و نوّه الفايز إلى مذكرات التفاهمّ التي وُقعّت بيّن الجانبّين الإماراتيّ والأردنّي بقيمة 6 مليارات دولار، ضِمن شراكات ما بين شركة أبوظبّي القابضّة وصندوق الاستثمّار الأردنّي، ومنّح الحكومة الأردنيّة تمويلاً إضافيًا لمشاريع تنمويّةٍ رئيسّة،كما وُقعّت اتفاقيّة أُخرى تعهدّت بها الإمارات بمبلغ 400 مليون دولار لتمويّل مشاريع مختلفةً في الأردن، وشملتّ المشاريّع بنّاء شبكة غاز بقيمة 70 مليون دولار في بعض المناطق الصناعية، فيما تمّ توقيّع مذكرة تفاهمّ بقيمة 2 مليار دولار مع الأردّن وركزّت الاتفاقية على مشاريع البنُيّة التحتيّة والتنمويّة
و لفت الفايز إلى أن منظومّة الموانئ في العقبّة قد أصبحّت محطّ الأنظار كونها تربط ثلاثَ قارات ، وتستقبل خطوط السُفنّ من كافّة بُلدان العالم، بحجمٍ استيعابّيٍ يصل إلى نحو 950 ألف حاويّة سنوياً، مؤكداً أنّ الدّفع بالعلاقّة مع الأشقاء في أبو ظبّي وعلى كافّة المستويّات، جاء لُيعطي دعماً حقيقياً من خلال المساعدة في الأنشطة الاقتصّادية والسياحيّة والاستثمارية، وهذا كله يُبرزّ مدى عُمق العلاقة الصادّقة التي تجمّعنا بالإخوّة في دولة الإمارّات، وتؤسس لمُستقبّل أفضّل و أشمّل للطُرق الاستثمارية والاقتصّادية التي تستهدف خلّق فرص أعمّال في جميّع المجالات والأعمال المُشغلة للأيدّي العاملّة.
وفي هذا السياق، قال محمد جمعة الشامسي، العضّو المنتدّب والرئيس التنفيذي لـ”مجموعة موانئ أبوظبي”، إن المجموعة عازمةً على مواصّلة نهجّها للمساهمّة في دعم خطط التنميّة الاقتصادية في الأردن، مشيراً أن الاتفاقية مع شركة “تطوير العقبة” تعكسّ الجهود المشترّكة لتعزيّز القطاعيّن البحرّي والسياحّي في الأردن، وتؤكدّ من جديّد على متانة العلاقات التجارية التي تجمع بين البلديّن ضمن إطار الرؤيّة لإعادة تصور التجارة العالمية.
من جهتها، قالت نورة الظاهري، الرئيس التنفيذي للقطاع الرقمّي و لبوابة المقطعّ التابعّة لمجموعة موانئ أبوظبي، إن المجموعة تسعى من خلال هذه الاتفاقية الجديدة إلى تعزيز شراكتها القوية مع شركة “تطوير العقبة” وتسريع الجهود المشتركة نحو رقمنّة مينّاء العقبّة، وجعله ميناءً ذكياً وأكثر مرونة وفعالية من حيث التكلفة، مشيرةً إلى أنه بفضل رقمنّة عمليات الموانئ، سيلمسّ المُتعاملون وأصحاب العلاقة هذه النقلة النوعية، التي ستسهم في تعزيّز التجارّة وتحقيقّ الازدهار الاقتصادي.
من طرفه، قال الرئيس التنفيذّي لشركة “تطوير العقبة” حسين الصفدي: إن هذه الاتفاقية تمُهدّ الطريق لتعزيّز التواصل بشكل أفضّل بين مُختلفّ أصحاب العلاقة في الموانئ، ما يتيّح مزيداً من الشفافيّة والقدرّة على توقع الأحداث والمستجدّات، فيما عبرّ عن سعادته بتعزيز هذه الشراكة مع “بوابة المقطع” من خلال “مقطّع آيله”، والتي سيكّون لها دورٍ فاعل في الجهّود لتعزيّز النشاطّ الاقتصادي المُستدام في واحدة من أهمّ المنافذّ الأردّنية وأكثرها نشاطاً”.
جدير بالذكر، أنه تم الإعلان في وقت سابقّ عن إنشاء “مقطعّ آيله” كواحدٍّ من المشاريّع المُشترّكة الرئيسّة بين “مجموعة موانئ أبوظبي” وشركة “تطوير العقبة”، لتعزيز قطاعات السياحّة والخدمّات اللوجيسّتية والنقّل والبُنيّة التحتيّة الرقميّة في العقبّة، بهدّف جعلِها مقصداً رئيساً يجذب الاستثمارات ويحفزّ التنميّة الاقتصادية في المنطقّة