عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

لنـقرأ ونفـهم ما قاله هوفمان !

قبل إثنيْ عشر عاماً كتب الدكتور مراد ويلفريد هوفمان أنّه كمسلم يرى إنَّ منْ واجبه تنبيه المسلمين إلى أنّهم يجب أنْ يقوموا بجهود كبيرة لجعل الإسلام أكثر جاذبية وأكثر حيوية في الغرب وهو طالبهم ، أي طالبنا ، لنتوقف عنْ الخلْط بين الدّين الإسلامي والحضارة الإسلامية وبين المقاصد الرئيسية والمقاصد الثانوية في هذا الدّين العظيم وأيضا الخلط بين العادات والعبادات والخلط بين الأحاديث الصحيحة والأحاديث غير الصحيحة وبين الشريعة والفقه فهل يأمر الإسلام المرأة بأنْ تغطي كل وجهها ماعدا عيناً واحدة كما في جنوب الجزائر مما يجعلها عرضة لحوادث السيارات ؟ وهل يأمر الإسلام بأنْ تغطي المرأة فمها وأنفها بغطاءٍ منْ الجلد كما يحدث في اليمن ؟ وهل مثل هذه الممارسات تكتسب نوعاً منْ الشرعية بالممارسة لفترات طويلة وتصبح جزءاً من العقيدة ؟!.
ويقدم الدكتور هوفمان نماذج منْ الأسئلة التي يطرحها المسلمون ، أو بعضهم ، على أئمتهم وتصيبه بالذهول ومنها:
هل الإستماع إلى الموسيقى حرامٌ شرعاً ؟ وهل تلوين الشَّعْر ينقض الوضوء ؟ وهل وضع غطاء من الذهب على الأسنان حرام ؟ هل يجوز للمسلم شرب بيرة (جِعَة ) خالية من الكحول ؟ هل استخدام اليسرى حرام ؟ هل يجوز إعطاء القرآن لغير المسلم وهل الإحتفال بأعياد الميلاد حرام شرعاً ؟ هل تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون وليس بالسواك حلال أم حرام ؟ هل يجوز للمسلم حلق شاربه ولحيته ؟
ويعلق الدكتور هوفمان على كل هذا بالقول: إنَّ إنشغال المسلمين بمثل هذه الأمور يجعلهم يبدون أمام الغرب وكأنهم يعيشون في عصر غير العصر الذي يعيشُ فيه العالم وكذلك فإنَّ عدم التفرقة بين الأمور الآلهية الصريحة والإجتهادات البشرية في أقوال الفقهاء والمفسرين والإعتماد على أحاديث غير مؤكدة يجعل صورة الإسلام في الغرب مشوهة. ثم واستطراداً فإنَّ الدكتور هوفمان يعلق على ما يردده خطباء المساجد من حديث «كل بدعة ظلاله وكل ظلاله في النار «. ويقول: « إنَّ هؤلاء لا يفرقون بينَ البدعة الحسنة والبدعة السيئة مع أنَّ الحديث صريح: « منْ سنًّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر منْ عمل بها «.
ويحذر الدكتور هوفمان منْ أنَّ الإسلام ليس ملكاً للمسلمين في البلاد الإسلامية فقط ولكنه للمسلمين من كل الجنسيات وكل البلاد… وهناك مسلمون غربيون يعيشون في حضارة مختلفة ويفهمون الإسلام بعقليات متطورة ويدرسون الإسلام بمناهج علمية حديثة وهم يفكرون بما يناسب القرن الحادي والعشرين وهؤلاء يراجعون كتب التراث الإسلامي وفقاً لأساليب النقد العلمي ولا يُسلمِّونَ بكل ما فيها ولذلك وإذا لم يطور المسلمون في العالم الإسلامي مناهجهم وأساليب البحث لديهم ويسايرون العصر فقد تنتقل خصوبة الفكر اللازمة لتجديد الفكر الإسلامي إلى مراكز في الغرب مثل: أكسفورد وليستر وكولن وباريس بدلاً منْ المراكز التقليدية في البلاد الإسلامية.. وليس مستبعدا أنْ يقود حركة الأحياء والتجديد في الإسلام مفكرون مؤهّلون من خارج العالم الإسلامي تتوافر فيهم الكفاءة والأمانة والغيرة على الإسلام فيكون ذلك تحقيقاً للنبوءة القائلة: « بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً.. ويواصل الدكتور هوفمان: وإذا كان في الغرب منْ عَمَد إلى تشويه الإسلام فقد تقاعس المسلمون عن تقديم الصورة الصحيحة له والدفاع عنه في مواجهة تيارات العداء.
****
لقد استعنت ببعض ما قاله الدكتور هوفمان لأُشير إلى أنَّ تنظيماً منحرفاً وإرهابياً كـ « داعش « يجد في الكثير من الخزعبلات الطارئة على الدّين الإسلامي مادة يتوكأ عليها ليرتكب كل هذه الجرائم والموبقات التي يرتكبها وأنَّ حشو أذهان ورؤوس الأجيال الصاعدة منْ أبنائنا ببعض الموروث المشوه المنسوب إلى منْ يعتبرهم بعض المصابين بالأميَّة الإسلامية ـ الفقهية علماءً وأئمة يجب الإقتداء بهم والسير على خطاهم هو ما يؤدي إلى كل هذه الانحرافات الخطيرة كَهجْرةِ حتى المجتمعات الإسلامية وكتكفير الآخرين بدون أيِّ وجه حق.. وبالتالي كالإنخراط في العديد منْ التنظيمات العُنْفية المتطرفة ….