عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

لماذا تحريك « داعش» نحو حدودنا الشمالية ؟ !

هناك محاولات مقصودة ، تضاعفت كثيراً في الفترة الأخيرة ، لاستدراج « داعش « للاقتراب من حدود الأردن الشمالية فبشار الأسد بعد شعوره باقتراب نهايته بات يسعى إلى المزيد من خلط الأوراق وإلى الاستنجاد بهذا التنظيم الإرهابي كما كان استنجد به أولاً وثانياً في تدمر لإظهار أن نظامه لا يزال مطلوبا لمواجهة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي باتت تهدد حتى الدول المستقرة التى بقيت محصنة فعلياً ضد هذه التنظيمات وأخطرها ما يسمى زوراً وبهتاناً : « الدولة الإسلامية « .
إنها ليست المرة الأولى التي يحاول فيها هذا النظام إيصال « داعش « و « حزب الله « إلى حدود الأردن الشمالية فبشار الأسد وكما هو معروف كان قد هدد بأن الفوضى والعنف اللذان يضربان سوريا سوف ينتقلان إلى كل دول المنطقة القريبة والبعيدة وحقيقة أن محاولاته قد أحرزت بعض النجاح بالنسبة لتركيا ولبنان لكنها فشلت فشلاً ذريعاً بالنسبة لبلدنا ، المملكة الأردنية الهاشمية ، والفضل هنا أولاً لشعبنا الواعي الذي لم تنطل عليه كل أساليب النصب والاحتيال وثانياً لقواتنا المسلحة الجيش العربي وأجهزتنا الأمنية المرابطة على ثغور بلدنا والتي تحمي كل ذرة تراب من هذا الوطن الذي تزمره السنة النيران من كل جانب .
لقد ثبت إلاَ لمن لا يريد رؤية الحقائق والإعتراف بها ، أنَ « داعش « إنْ هو ليس من صناعة هذا النظام فإنَ بينه وبين نظام بشار الأسد منذ البدايات المبكرة وحتى الاّن تنسيقا سياسيا وعسكريا بات مكشوفاً ومعروفاً إنطلاقاً من أن الحاضنة الفعلية لهذا التنظيم الإرهابي هي إيران وعلى أساس مقولة أنَ : « صديق صديقي هو صديقي « ولذلك فإنه علينا في هذا البلد الصامد الاَ نهمل صغيرة ولا كبيرة تتعلق بأمن بلدنا وأنه علينا ألاَ نطمئن إلى كل مايصلنا من كلام جميل من هذا النظام الذي دمَّر سوريا والذي شتت شمل : « إخواتنا في الشمال « .
لقد أصبح مؤكداً وواضحاً إن الأزمة السورية قد وضعت فعلاً على بداية طريق الحل وأن نهاية بشار الأسد ، رغم هذا الاشتباك المسرحي بين الأميريكيين والروس وبين جون كيري وسيرغي لافروف ، باتت قريبة ولهذا فإنه علينا نحن في الأردن أن نضاعف يقظتنا وأن نضع في اعتبارنا أن سوريا ومعها هذه المنطقة كلها قد ابتُليت بنظام مغامرٍ لن يتورع إن هو أحسًّ بدنو نهايته أن ينثر جمر النيران التي أشعلها في بلد من المفترض أنه بلده في كل الإتجاهات ..وفي اتجاه بلدنا المملكة الأردنية الهاشمية على وجه التحديد .
إنه علينا قبل غيرنا ألاَّ نصدق هذا الاشتباك الكلامي المسرحي بين كيري ولافروف فأصول تمرير هذا « الحل « الذي يبدو أنه قطع مسافة طويلة على طريق النهاية التي ستأخذ معها بشار الأسد ومعظم نظامه إنْ ليس كله ولذلك ولأن هذا هو واقع الحال وأن هذه هي الحقيقة فإنه علينا إنْ نأخذ محاولات تحريك « داعش « في اتجاه حدودنا الشمالية على محمل الجد فالنظام الذي دمَّر بلدٍ من المفترض أنه بلده وذبح وشرد شعباً من المفترض أنه شعبه يجب أن نتوقع منه وهو يغادر كل شيء ..وبخاصة وأنه هدد مراراً وتكراراً بأنه سينقل ما يجري في سوريا إلى دول الجوار وإلى هذه المنطقة كلها !!
ربما أنَّ هناك من يعرف قصيدة الشاعر الفلسطيني المبدع إبراهيم طوقان التي عنوانها : « الحبشي الذبيح «والتي يقول في أحد أبياتها : « قالوا حلاوة روحه رقصت به .. فأجبتهم ما كل رقصٍ يطرب « وحقيقة أنَّ كل هذا الاستعراض الذي يقوم به هذا النظام في هذه الأيام يدل على أنه لن يتورع عن القيام بكل المحرمات من أجل تحقيق ما كان وعد به وهو نقل الفوضى التي أغرق سوريا فيها إلى الدول المجاورة والمعروف أن أقرب الدول المجاورة إلى هذا البلد الشقيق هو المملكة الأردنية الهاشمية .