إيطاليا: سفينة “جيو بارنتس” تنزل 336 مهاجرا في رافينا
وصلت سفينة الإنقاذ “جيو بارنتس”، التي تديرها منظمة “أطباء بلا حدود”، أمس الأربعاء إلى ميناء رافينا شمال إيطاليا، وعلى متنها 336 مهاجرا، من بينهم 27 قاصرا غير مصحوبين بذويهم، واحتشد حوالي 200 شخص للترحيب بهم، وتم إنشاء مرافق مغطاة مخصصة لهم، ومع ذلك انتقدت حكومة منطقة إميليا رومانيا اختيار هذا الميناء من قبل الحكومة المركزية لإنزال المهاجرين، مشيرة إلى أن رافينا بعيد جدا عن النقطة التي تم إنقاذ المهاجرين عندها.
بعد يوم واحد من الموعد المتوقع بسبب سوء الأحوال الجوية، وصلت سفينة الإنقاذ “جيو بارنتس”، التي تديرها منظمة “أطباء بلا حدود”، أمس الأربعاء إلى ميناء كورسيني في رافينا شمال إيطاليا.
وكانت السفينة تحمل 336 شخصا تم إنقاذهم في منطقة البحث والإنقاذ الليبية، من بينهم 34 قاصرا، منهم 27 غير مصحوبين بذويهم، بالإضافة إلى سيدة حامل.
ويعد هذا الرقم هو الأكبر الذي تم تسجيله في عملية إنزال واحدة في منطقة إميليا رومانيا. وتم استدعاء أكثر من 200 شخص يعملون في المنطقة، من بينهم أفراد من مكتب المحافظ ومجلس مدينة رافينا، وقوات الأمن والصليب الأحمر ومتطوعين من الحماية المدنية، لتقديم يد المساعدة لهؤلاء المهاجرين.
“هدفنا هو الحفاظ على إنسانيتنا وتنظيمنا”
وأوضح عمدة رافينا، ميكيلي دي باسكال، في بيان “لقد وصلت جيو بارنتس إلى رافينا، وتمت عملية الإنزال كما هو مخطط لها، وجميع الموظفين المناوبين، من طاقم رعاية صحية وعمال اجتماعيين ووسطاء ثقافيين، يعملون بإحساس عميق بالإنسانية وتنظيم ممتاز”.
وأضاف أن “الحفاظ على إنسانيتنا وتنظيمنا هما المفتاحان الحقيقيان للتعامل مع ظاهرة تاريخية، والتي بدلا من ذلك يتم التعامل معها على الصعيد الوطني عبر افتقار للإنسانية والفوضى المطلقة، كما أصبح واضح للجميع”.
وسيجرى توزيع المهاجرين الذين كانوا على متن السفينة على النحو التالي في جميع أنحاء المنطقة: 26 إلى بولونيا، و9 إلى فيرارا، و18 إلى مودينا، و11 إلى بارما، و13 إلى ريجيو إميليا، وسبعة إلى بياتشينزا، و10 إلى فورلي تشيزينا، وثمانية إلى ريميني، و10 إلى رافينا، على أن يتم استضافة الباقيين في منطقتي لومبارديا وتوسكانا.
اختيار الحكومة ميناء رافينا لإنزال المهاجرين غير مفهوم
وقال مستشار الرعاية الاجتماعية في إقليم إميليا رومانيا، إيغور تاروفي، إنه “كما هو الحال دائما، نحن على استعداد للقيام بدورنا لضمان أن يتمكن هؤلاء الأشخاص، الذين أجبروا على الهروب من الأوضاع المأساوية، وغالبا ما تكون حربا، من الحصول على المساعدة التي يحتاجونها”، قبل أن يتابع “الآن هذه هي إميليا رومانيا، أرض يعد التضامن وروح الترحيب في حمضها النووي”.
وأردف أنه “مع ذلك، أجد قرار الحكومة بالاستمرار في اختيار رافينا كميناء لإنزال المهاجرين غير مفهوم، نظرا لأنه تم إنقاذهم بعيدا عن هذا الميناء، كما أن الأمر يستغرق عدة أيام من الإبحار من أجل الوصول” إلى الميناء. وأشار إلى أن الوقت الذي يمضونه في البحر بهذه الطريقة “يطول بالنسبة للأشخاص الذين يعانون أو بحاجة إلى المساعدة”.
وبموجب التشريع الإيطالي، لا يمكن لسفن إنقاذ المهاجرين سوى تنفيذ عملية واحدة في كل مرة، ويتعين عليها بعد ذلك التوجه مباشرة إلى الميناء الذي تحدده السلطات. واعتبر تاروفي أن عدد القاصرين غير المصحوبين بذويهم على متن السفينة “مثير جدا للقلق”، ونوه بأن “إدارة هذا الوضع أصبح حالة طارئة، ونطالب الحكومة بالمساعدة والقيام بدورها”.
وختم بالقول “لقد بدأ هذا العام الجديد بنفس الطريقة التي انتهى بها العام السابق، مما يدل على أن التصريحات المتكررة للأحزاب السياسية الحالية في الحكومة بشأن الحصار البحري المزعوم ووقف وصول المهاجرين كانت مجرد كلمات فارغة وشعارات سياسية تمليها الراحة المؤقتة، أما الواقع فهو أكثر تعقيدا بكثير”.
