حكومة النسور في سنتها الأخيرة
عندما يكـون الرئيس الأميركي في السنة الأخيرة من الولاية الثانية ، وتصبح مغادرة البيت الأبيض حتمية وشيكة ، يطلقون على الرئيس لقب البطة العرجاء ، أي أنه يكون شبه مشلول وغير قادر على الحركة وإنجاز أمور هامة ، لان مثل هذه الأمور تحتاج لوقت طويل لا يسمح به ما تبقى من عمر الرئاسة.
ينطبق هذا الوصف على الوضع في الأردن فيما يتعلق بالحكومة والبرلمان ، فمن المؤكد أنهما في مرحلة ما من السنة الأخيرة لهما في السلطة ، ومعنى ذلك حدوث شبه شلل في الحياة السياسية ، فما يحدث بعد اليوم يقع تحت باب تصريف الأعمال ، وليس القيام بمبادرات واتخاذ قرارات.
هناك وجهة نظر معاكسة تخص الأردن وحده ، وتحمي الحكومة من أن تصبح بطة عرجاء ، ذلك أن تحديد النهاية الزمنية للحكومة ، وعدم وجود أمل في عودة نفس الحكومة إلى السلطة بعد الانتخابات العامة يوفر للحكومة قدرة كبيرة على اتخاذ أصعب القرارات ، لأنها لا تعود تهتم بشعبيتها ، ولا تطمح بتجديد ولايتها.
السؤال الآن هو ما إذا كانت حكومة الدكتور عبد الله النسور تفضل أن تكون بطة عرجاء تعمل على تصريف الأعمال بانتظار النهاية المحتومة ، أم حكومة جريئة وقادرة على اتخاذ أصعب القرارات مثل إصلاح الدعم.
هناك إغراءات شخصية بأخذ خيار البطة العرجاء على قاعدة (يا رايح كثر من الملايح) ، بدلاً من تسديد ضربة قوية تقع في باب (هواة مقفي).
هل سيسجل التاريخ لهذه الحكومة أنها بدأت قوية وجريئة وتولت الولاية العامة ولكنها انتهت بعكس ذلك ، أم يسجل أنها حكومة قوية حتى آخر يوم ، وأنها تفضل أن تترك حلولاً لا أن ترّحل المشاكل إلى الحكومة القادمة.
خيار صعب لا يقبل الحل الوسط أو مسك العصا من المنتصف ، وعلى رأي إخواننا المصريين (يا أبيض يا أسود).
عندما تقترب شمس حكومة على الغروب ، ينتهز رئيسها الفرصة لتقديم كشف للتذكير بإنجازاته ، وليس هناك شك في أن الدكتور عبد الله النسور سيكون لديه ما يقوله ، فهناك إنجازات بالفعل تستحق الذكر. ولكن خصوم الحكومة سيكون لديهم أيضاً ما يقولونه عن أهداف وإنجازات لم تتحقق أو تحقق عكسها.