0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

الجيش الإسرائيلي يسيطر على مستشفى الشفاء بالكامل

وكالة الناس –  أعلن جيش الاحتلال أن جنوده قتلوا عددا من مسلحي المقاومة في بداية مداهمة لمستشفى الشفاء اليوم الأربعاء حيث يوجد آلاف المدنيين الفلسطينيين والمرضى والنازحين وأفراد الطواقم الطبية المحاصرين هناك منذ أسابيع بسبب القتال.   وقال جيش الاحتلال: “قبل دخول المستشفى واجهت قواتنا عبوات ناسفة وتلا ذلك قتال أسفر عن مقتل عدد من المسلحين”، دون أن يحدد الموقع الدقيق لاندلاع تبادل إطلاق النار.

وذكر راديو جيش الاحتلال أن خمسة مسلحين قتلوا وأن أسلحة عثر عليها داخل مجمع الشفاء الطبي.   وفجر اليوم، أعلن جيش الاحتلال اقتحام المستشفى، مطالباً جميع عناصر “حماس” في المستشفى بالاستسلام.   وأكد مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون فجرا اقتحام المستشفى الواقع في مدينة غزة بشمال القطاع، والذي دارت في محيطه منذ أيام معركة عنيفة تخللها تعرضه لقصف من الجيش الاسرائيلي المتقدم معززا بالدبابات.   في المقابل، أفادت القناة 13 الاسرائيلية بأنه “على الرغم من وجود معلومات استخبارية، لم يعثر جيش الاحتلال على أسرى في مستشفى الشفاء”، وأضافت: “على ما يبدو تم تهريبهم قبيل الاقتحام”.   وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أيضا أنّ لا معلومات عن وجود الرهائن في مستشفى الشفاء وعملية التمشيط متواصلة.

وأكد وكيل وزارة الصحة التابعة لحكومة “حماس” في غزة يوسف أبو الريش لوكالة فرانس برس رؤية الدبابات خارج المجمع، مؤكدا دخول “عشرات الجنود” الى مبنيي الطوارئ والاستقبال.   وقال مدير عام وزارة الصحة في غزة الدكتور منير البرش إن القوات الإسرائيلية اقتحمت الجانب الغربي من المجمع الطبي. وأضاف أن هناك انفجارات كبيرة ودخل الغبار إلى المناطق التي هم فيها مشيرا إلى اعتقاده بوقوع انفجار داخل المستشفى.

وبعد ساعات قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن القوات الإسرائيلية تفتش القبو، مضيفا أنها داخل المجمع وتطلق النار.

وقال محمد زقوت مدير عام المستشفيات بوزارة الصحة في القطاع إن جيش الاحتلال اقتحم أولا قسمي الجراحة والطوارئ.   ولاحقاً، طلب جيش الاحتلال من جميع المتواجدين في المجمع الطبي التجمع بوسط ساحته الشرقية تمهيداً لعملية إخلاء المجمع، ووضع كاميرات تعرّف على الوجه وبوابات إلكترونية.   كما قال إن قواته قدمت حضانات وأغذية للأطفال الرضع لمستشفى الشفاء في غزة في أثناء شنه هجوما على “حماس” هناك.

وأضاف جيش الاحتلال: “عمليتنا الدقيقة والمستهدفة ضد حماس في مستشفى الشفاء لا تزال جارية. بوسعنا أن نؤكد أن حضانات وأغذية للرضع وإمدادات طبية أحضرتها دبابات جيش الدفاع الإسرائيلي من إسرائيل وصلت بنجاح إلى مستشفى الشفاء”.   وكان جيش الاحتلال قد قال في وقت سابق في بيان: “تعمل قوات الجيش ضد منظمة حماس الإرهابية في جزء معين من مجمع الشفاء الطبي حيث تستند هذه العلمية إلى معلومات استخباراتية وحاجة عملياتية”.   وأضاف: “تضم قوات الجيش الإسرائيلي فرقا طبية ومتحدثين باللغة العربية خضعوا لتدريبات محددة للاستعداد لهذه البيئة المعقدة والحساسة بهدف عدم إلحاق أي ضرر بالمدنيين”.   وأتى البيان بعيد إعلان المتحدّث باسم وزارة الصحة التابعة لحماس أنّ الجيش الإسرائيلي اتّصل هاتفياً بوكيل الوزارة لإخطاره بأنّ قواته ستقتحم المستشفى.   وقال الدكتور أشرف القدرة إنّ “الاحتلال الإسرائيلي تواصل مع وكيل وزارة الصحة وأبلغه أنّه خلال الدقائق القادمة سيتمّ اقتحام مجمّع الشفاء الطبّي وطلب أن يتمّ إبلاغ الجميع بعدم الوقوف قرب النوافذ حتى لا يكون هناك خطر على حياتهم”.

وأضاف أنّ “الاحتلال الإسرائيلي قرّر، وأبلغنا بشكل رسمي، نيّته اقتحام مجمّع الشفاء الطبّي”.   وقالت “حماس” إن “تبني البيت الأبيض والبنتاغون لرواية الاحتلال الكاذبة والزاعمة باستخدام المقاومة لمجمع الشفاء الطبي لأغراض عسكرية كان بمثابة الضوء الأخضر للاحتلال لارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين”.   بدورها، أوضحت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، أن الجيش الإسرائيلي يحاصر مستشفى الشفاء بالدبابات.

وشددت: “نحمل إسرائيل مسؤولية حياة الطاقم الطبي والمرضى والنازحين”.

كذلك تابعت: “نتواصل مع الأمم المتحدة وعواصم غربية بشأن المستشفيات”.

في السياق، قال طبيب في مستشفى الشفاء لرويترز إن إطلاق النار خارج مجمع المستشفى أجبر العاملين على الابتعاد عن النوافذ حفاظا على سلامتهم بعد مداهمة إسرائيلية.

ونفى الطبيب أحمد المخللاتي ادعاء القوات الإسرائيلية عن وجود مركز قيادة تحت المستشفى تابع لـ”حماس”، وأنها  تستخدم أنفاقا متصلة لاحتجاز الرهائن.    وتقول إسرائيل إن “حماس” لديها مركز قيادة تحت مستشفى الشفاء، وهو الأكبر في غزة، وتستخدم المستشفى والأنفاق الموجودة تحته في العمليات العسكرية واحتجاز الرهائن. وتنفي “حماس” ذلك.   وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر لشبكة “سي.إن.إن” بأن المستشفى والمجمع كانا بالنسبة لحماس “محورا مركزيا لعملياتها وربما حتى القلب النابض وربما حتى مركز الثقل”.

وقالت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء إن لديها معلومات مخابراتية تدعم ما تقوله إسرائيل.

من جانبها، حمّلت “حماس” إسرائيل والرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته “كامل المسؤولية عن تداعيات اقتحام” مجمع الشفاء الطبي.   وشنت القوات الإسرائيلية معارك شرسة في الشوارع ضد مقاتلي حماس خلال الأيام العشرة الماضية قبل أن تتقدم إلى وسط مدينة غزة والمنطقة المحيطة بمجمع الشفاء الطبي.   وكانت تقديرات الأمم المتحدة أشارت الى وجود 2300 شخص على الأقل داخل المجمع، بينهم مرضى وأفراد طواقم طبية والعديد من النازحين، مرجحة أن يكونوا غير قادرين على مغادرته في ظل المعارك العنيفة التي تدور في محيطه.

وقالت منظمات إنسانية في وقت سابق إن الأشخاص الموجودين في المستشفى تعرضوا لإطلاق نار لدى محاولتهم المغادرة.

وكانت الظروف صعبة داخل المجمع خصوصا في ظل انقطاع الكهرباء منذ أيام.

وقال مدير المستشفى محمد أبو سلمية لفرانس برس  إن “179 جثة” على الأقل دفنت في “قبر جماعي” في باحة المجمع، موضحا أن بينهم سبعة أطفال خدج توفوا جراء انقطاع الكهرباء.

وأضاف: “اضطررنا إلى دفنهم في قبر جماعي”، مشيرا إلى أن “الجثث تنتشر في ممرات المستشفى والكهرباء مقطوعة عن برادات المشارح” مع عدم دخول أي كمية من الوقود إلى القطاع منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).

وأشار الى أن عدد الوفيات في وحدة العناية المكثفة بلغ 29 منذ السبت.

اتهامات أميركية

وحضّ أبو الريش المجتمع الدولي والأمم المتحدة على التدخل العاجل “لوقف عملية الاقتحام” الاسرائيلية، مشيرا الى أن في المجمع “آلاف من الجرحى”.

وأشار صحافي متعاون مع فرانس برس في المجمع الى أن الجيش الإسرائيلي كان يقوم صباح الأربعاء باستجواب الموجودين ومن بينهم أطباء ومرضى.

ويأتي اقتحام المستشفى في خضم عمليات برية يشنّها الجيش الإسرائيلي ضمن الحرب التي اندلعت بينه وبين حركة “حماس” بعد هجوم غير مسبوق نفّذته على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).

وقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل غالبيتهم من المدنيين قضوا في اليوم الأول من الهجوم بحسب السلطات الإسرائيلية التي تقدّر كذلك أن نحو 240 شخصا أخذوا رهائن في الهجوم.

وتقصف إسرائيل القطاع دون هوادة منذ الهجوم، وبدأت شنّ عمليات برية اعتبارا من 27 تشرين الأول (أكتوبر) بهدف “القضاء” على الحركة “حماس” التي تسيطر على القطاع منذ 2007.

وقال الجيش الثلثاء إن 46 جنديا قتلوا في قطاع غزة منذ بدء الحرب.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس الثلاثاء أن 11,320 شهيدا قتلوا في القصف المتواصل على القطاع المحاصر، وأن من بين القتلى 4,650 طفلا.

وأتت عملية الاقتحام بعيد تكرار الولايات المتحدة الحليفة لإسرائيل وداعمتها منذ بدء الحرب الاتهامات التي توجهها الدولة العبرية.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الابيض جون كيربي الثلثاء إن حركتي “حماس” و”الجهاد الاسلامي” لديهما “مركز قيادة ومراقبة انطلاقا من مستشفى الشفاء” في قطاع غزة.

وقال للصحافيين: “إنها جريمة حرب”، مضيفا أن الحركتين تستخدمان “بعض المستشفيات في قطاع غزة، بما فيها مستشفى الشفاء. وهناك أنفاق تحته لإخفاء ودعم عملياتهما العسكرية ولاحتجاز رهائن”.

وفي أعقاب الاعلان عن الاقتحام الاسرائيلي، حضّ البيت الأبيض على “حماية المستشفيات والمرضى”.

22 من 36  ومجمع الشفاء الطبي ليس الوحيد الذي يعاني في قطاع غزة جراء المعارك.

فقد أعلنت حكومة “حماس” مطلع الأسبوع أن كل مستشفيات شمال قطاع غزة حيث تتركز المعارك باتت “خارج الخدمة” بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود.

واعلنت منظمة الصحة العالمية الثلثاء أن 22 من أصل 36 مستشفى في غزة باتوا خارج الخدمة.

وفي مقابلة أجرتها معها شبكة “بي بي سي” قالت مديرة الإعلام والتواصل لدى وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) جولييت توما إن “الأوضاع تتفاقم على مر الدقائق”.

ويخضع قطاع غزة منذ التاسع من تشرين الأول (أكتوبر) لحصار إسرائيلي كامل يحرمه من الماء والكهرباء والوقود والأدوية. وتفرض أسرائيل أساسا حصارا بريا وبحريا وجويا على قطاع غزة منذ تولي “حماس” السلطة فيه في العام 2007.

والإثنين وصلت 155 شاحنة مساعدات من مصر بحسب الهلال الاحمر الفلسطيني، ليرتفع بذلك عدد هذه الشاحنات إلى 1135 منذ 21 تشرين الأول (اكتوبر).