الامارات .. في طليعة بلدان الشرق الاوسط نحو الاقتصاد الرقمي

وكالة الناس – تعد دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول القليلة في المنطقة والعالم التي تمتلك رؤية واضحة وشاملة بشأن المستقبل وتسير بخطى ثابتة تجاه تحقيق أهدافها.

ووضع تقرير التنمية في العالم للعام 2016 الصادر عن البنك الدولي والذي اختير له هذا العام عنوان “العوائد الرقمية “، دولة الإمارات في طليعة بلدان الشرق الأوسط المتحولة إلى اتجاه الاقتصاد الرقمي، وأكد أن الإمارات وصلت إلى هذه المرتبة عبر تفوقها في المؤشرات الفرعية الثلاثة التي تقيس مدى انتشار استخدام التكنولوجيا لدى مؤسسات الأعمال والأفراد والحكومات.

وأوضح أن هذه المعطيات تتواكب مع التطور الكبير والملموس بالفعل الذي تشهده دولة الإمارات في إطار بنيتها التكنولوجية المناسبة لكل الأنشطة المتعلقة بالمؤسسات الحكومية والخاصة والانتشار الكبير لاستخدام التكنولوجيا وتطبيقاتها المتطورة في مختلف جوانب الحياة بالنسبة إلى الأفراد وهو ما أعدت له الدولة جيدا ومهدت له من خلال جهودها الحثيثة في هذا الإطار على مدار السنوات.

وأحرزت الإمارات تقدما في مجال إنشاء واحدة من أكثر البنى التحتية لإدارة الهوية «الذكية» على مستوى العالم بالاعتماد على دور أنظمة إدارة الهوية الحديثة في القطاع التجاري واستخدامها كنظم موثوقة لإثبات الهويات عبر الفضاء الرقمي وإنجاز المعاملات المالية الإلكترونية، وساهمت في ترسيخ دعائم الاقتصاد الرقمي الآمن ودفع اقتصاد الدولة إلى آفاق جديدة.

كما شكل الأمر واحدة من أهم الدعائم التي عززت إجراءات الحوكمة الإلكترونية وساهمت في تأمين التعاملات الرقمية.

الإمارات رائدة الخدمات الرقمية

اقتصاد رقمي
اقتصاد رقمي

أكدت القمة العالمية للحكومات التي نظمتها مدينة دبي في فبراير الماضي على أهمية وريادة دور الإمارات في مجال التحويل الرقمي للخدمات، خاصة فيما يتعلق بالمشاريع الخدمية الحكومية.

وأفاد تقرير نشر على موقع قمة الحكومات العالمية بعنوان “الأسس والتوجهات المستقبلية للمعرفة الرقمية” بأن الإمارات استفادت من التنوع في الأجناس والأعراق بإطلاق الخدمات التي تراعي مفهوم المواطنة، كما عرض نماذج لمشاريع رقمية ناجحة، مثل “اير بي ان بي” للبحث العقاري و”اوبر” لسيارات الأجرة الخاصة، وكيف أن التجربة الرقمية تعدت إلى الخدمات الرقمية الحكومية، وأنها في زيادة مستمرة من حيث التطوير وعدد الخدمات.

وحدد التقرير 6 خصائص أساسية تتميز بها الحكومات ذات الأداء العالي، وهي نفس الصفات التي إذا التزمت بها هذه الحكومات ستساعدها في إنجاز المشاريع المبتكرة، وفي التحول الرقمي على نطاق واسع على غرار تجربة الإمارات الرائدة، وهي المواطَنة الفاعلة، ومنظومة الخدمات التعاونية، والحكومة التطويرية، وتفعيل قوى عمل ابتكارية مدفوعة بالأداء، والخدمات القائمة على التبصر والانفتاح، والبنية التحتية القوية التي تتسم بالقدرة على تنفيذ المهام الحرجة.

المجلس العالمي للتعاملات الرقمية

مؤسسة دبي لمتحف المستقبل تطلق المجلس العالمي للتعاملات الرقمية

أعلنت مؤسسة دبي لمتحف المستقبل خلال فعاليات قمة الحكومات العالمية عن تأسيس المجلس العالمي للتعاملات الرقمية بهدف استكشاف وبحث التطبيقات الحالية والمستقبلية لها والعمل على تنظيم التعاملات الرقمية عبر منصات تكنولوجيا البلوك تشين (Blockchain)، والتي يمكن من خلالها تسجيل وتوثيق كل المعاملات الرقمية والتداولات باستخدام عملات البتكوين الرقمية (Bitcoin) وغيرها، وذلك في إطار تبني أحدث الابتكارات والممارسات الناجحة على مستوى العالم، كما سيبحث المجلس تداعيات هذا الابتكار على مستقبل المال والأعمال ودوره في تسهيل التعاملات ضمن القطاعات المختلفة المالية وغير المالية وزيادة كفاءتها واعتماديتها.

ويمكن الاستفادة من منصات التعاملات الرقمية «بلوك تشين» للقيام بالتداولات المالية الرقمية بموافقة جميع الأعضاء ما يحد من عمليات الاحتيال وغسيل الأموال، فعلى سبيل المثال العملة الرقمية غير قابلة للتزوير أو التلف ويمكن نقلها عبر الحدود بكل سهولة، كما يمكنها تسهيل عملية التسوق عبر شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية.

و«البلوك تشين» هو بروتوكول رقمي للقيام بالتعاملات ونقل الأموال باستخدام شبكة واسعة من الحواسيب المنتشرة حول العالم، وأن القواعد التي يحتاجها هذا البروتوكول هي: توافر عملة إلكترونية، وسجل دقيق، وثقة مطلقة بين المتداولين، كما يمكن أن تكون بيانات هذه العمليات خاصة أو عامة وفقاً لاختيار نوعية سرية المعلومات الشخصية للأطراف المعنية بعملية التداول.

منصة بلوك تشين للتعاملات الرقمية
منصة بلوك تشين للتعاملات الرقمية

كما تدعم منصة «بلوك تشين» أكثر من 2 مليون محفظة للعملة الرقمية «بتكوين» وهي مدعومة من أنظمة تشغيل آبل وأندرويد وشبكة الإنترنت. وهي متاحة في جميع أنحاء العالم بأكثر من 15 لغة، ويمكن للمستخدمين إرسال العملة الرقمية من خلال رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية، مع الحفاظ على خصوصية المستخدم ومستويات الأمن والحماية.

ويتكون المجلس العالمي للتعاملات الرقمية من 32 عضواً من اللاعبين الرئيسيين المحتملين في قطاع التعاملات الرقمية بما في ذلك مجموعة من الجهات الحكومية والمصارف الرائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة والمناطق الحرة وشركات التكنولوجيا العاملة في مجال التعاملات الرقمية وسيسهم أعضاء المجلس في لعب دور مهم عبر تبادل الأفكار المبتكرة والاتجاهات المتوقعة لقطاع التداولات المالية باستخدام العملات الرقمية.

وتشمل قائمة أعضاء المجلس كلاً من: مكتب دبي الذكي، حكومة دبي الذكية، مركز دبي المالي العالمي، دبي القابضة، تيكوم للاستثمار، شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو»، بنك الإمارات دبي الوطني، مصرف الإمارات الإسلامي، مركز بي للسلع المتعددة، مايكروسوفت، ساب، آي بي إم، سيسكو،، سوق دوت كوم، كريم، بنك المشرق، إنفو سيس، ومضة، بربيرتي فايندر دوت كوم، كراكين، بيت أواسيس، أومبير لابس، أسنرو لابس، يلو باي، سمارت ستارت فوند، إيثيريوم، فيكتور كوينغ، برايفيتي، ديجيتوس، نتوورك انترناشيونال وغيرها.

وسيسهم المجلس في دعم مختلف الجهات الحكومية والشركات الخاصة في الإمارات لتعزيز فهم استخدامات هذه التكنولوجيا والجوانب التنظيمية المرتبطة بها، وإجراء مشاريع تجريبية لاختبار مدى استعداد الأسواق لتبني العملات الرقمية. وسيتم تنفيذ المشروع التجريبي الأول (BitOasis) من قبل مركز دبي للسلع المتعددة في مجال تسجيل وتطبيق العقود المرنة باستخدام منصة بلوك تشين (Blockchain). أما المشروع التجريبي الثاني كراكن بيتكوين إكسشنج (Kraken Bitcoin Exchange)، فسيساعد مركز دبي للسلع المتعددة على توظيف منصة بلوك تشين (Blockchain) في عمليات التمويل الإسلامي.

مؤتمر عالمي بدبي للتعاملات الرقمية

منصة بلوك تشين للتعاملات الرقمية
منصة بلوك تشين للتعاملات الرقمية

نظمت مؤسسة دبي لمتحف المستقبل، اليوم الثلاثاء الموافق 15 مارس 2016، الاجتماع الثاني للمجلس العالمي للتعاملات الرقمية “البلوك تشين”؛ وذلك لمناقشة عدد من المبادرات المبتكرة التي سيتم تنظيمها هذا العام في إطار جهود مؤسسة دبي لمتحف المستقبل لتبني الجيل القادم من التكنولوجيا واستكشاف تأثيرها على القطاعات المختلفة.

وناقش المشاركون في الاجتماع فكرة تنظيم مؤتمر عالمي في مايو القادم بحضور نخبة من أبرز الخبراء والمتخصصين العالميين في قطاع التعاملات الرقمية “البلوك تشين”.

وستشمل الأنشطة المقررة خلال الفترة القادمة أيضا تنظيم هاكاثون «حدث يجتمع فيه مبرمجي الكمبيوتر» ليكون بمثابة حاضنة توفر التحفيز والدعم للشركات الناشئة في العديد من المجالات مثل مسارات التوظيف والاستثمارات بالإضافة إلى توفير الفرصة للمشاركين للتواصل مع خبراء الابتكار في تكنولوجيا “البلوك تشين” في الشركات الأخرى.

وشهد الاجتماع اهتماما كبيرا من قبل الأعضاء بأهمية هذه الحاضنة وما توفره من فرص مميزة.

كما ناقش أعضاء المجلس أيضا العديد من الجوانب التنظيمية المتعلقة بمنصة “بلوك تشين” وسيقوم المجلس بدراسة الممارسات والقوانين المتبعة في البلدان الأخرى لتنظيم قطاع “البلوك تشين” واستكشاف مختلف الأنظمة التي قد تدخل نطاق التطبيق من قبل الجهات المختصة.

كما ناقش المشاركون في الاجتماع الأنشطة التعليمية والتثقيفية المقررة واستعرضوا المشاريع التجريبية الحالية وأهدافها المستقبلية بالإضافة إلى دور المجلس في دعم تنفيذ هذه المشاريع.

كما ركز أعضاء المجلس بشكل رئيسي على ضرورة تسجيل وتوثيق نتائج جميع هذه المشاريع التجريبية من أجل توفير فهم أكبر حول دور وتأثير هذه التكنولوجيا في مختلف القطاعات وعلى جميع الأصعدة.

تسارع نمو الاستثمارات الرقمية

عملة البتكوين الافتراضية
عملة البتكوين الافتراضية

بلغ حجم السوق العالمي للتعاملات الرقمية 9.5 مليارات دولار كما يُتوقع أن يصل حجم الاستثمارات العالمية في تكنولوجيا التعاملات الرقمية «البلوك تشين» إلى 300 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة، فالنمو الكبير في حجم التداولات باستخدام منصات التعاملات الرقمية «البلوك تشين» خلال عام 2015 والذي وصل إلى 56٪ يشير إلى الفرص الكبيرة التي يمكن انتهازها من خلال التطبيق الأمثل لهذه التكنولوجيا في القطاعات ذات العلاقة.

وتشير تقارير قطاع التداول الرقمي إلى أن متوسط حجم المعاملات باستخدام العملة الرقمية «بتكوين» يبلغ 105.6 ملايين دولار في اليوم، وتقدر القيمة السوقية للعملة الرقمية بنحو 6.5 مليارات دولار. وتعد البتكوين (Bitcoin) واحدة من أكثر العملات الرقمية استخداماً بالإضافة إلى ريبل (Ripple)، وداش (Dash)، وأورو كوين (Auroracoin).

انتعاش قطاع المدفوعات الرقمية

تشهد اليوم الصناعة والتجارة العالمية الثورة التكنولوجية القادمة في ما يعرف بـ «إنترنت الأشياء». ففي مجتمع سريع التطور، يعيش المستهلك في عالم متصل دائماً من التفاعلات الرقمية، وتحليل البيانات، وتقديم المشورة الفورية.

سيؤدّي نمو عروض منصات الدفع الإلكتروني الجديدة، والبيانات الكبيرة، واعتماد المزيد من تجار الإمارات لمنصات الدفع دون تماس وبطاقات الدفع المزودة برقائق EMV إلى نمو قطاع المدفوعات الرقمية. ويتوقع خبراء أن تسجل قيمة تعاملات التجارة الإلكترونية في الإمارات أكثر من 19 مليار درهم نهاية العام الجاري.

خاتمة

تسعى الإمارات إلى بناء مقومات اقتصاد رقمي عصري وآمن يواكب وينسجم مع التحولات المتسارعة التي تشهدها قطاعات الأعمال والصناعة على المستوى الدولي.

ويأتي الإعلان عن تأسيس المجلس العالمي للتعاملات الرقمية في إطار سعي مؤسسة دبي لمتحف المستقبل لتبني استراتيجيات تطوير علوم المستقبل والابتكار واستشراف الجيل القادم من التكنولوجيا، وهدفها الرامي إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات في تبني التكنولوجيا الواعدة في القطاعات ذات الاهتمام الاستراتيجي والمساهمة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار والتفكير المستقبلي.

وستؤكد دبي من خلال المجلس التزامها بحكومة متعاونة تحتضن الابتكار التكنولوجي لتحسين مستوى المعيشة.التكنولوجيا الجديدة، كبلوك تشين (Blockchain)، تفتح فرص كبيرة لجميع مقدمي الخدمات لتطوير كيفية القيام بالمعاملات، ما يجعل تجربة المستخدم أكثر سلاسة وآمنة.

توصيات

هناك تدابير وإجراءات لازمة لمواكبة الطفرة العالمية في الاقتصاد الرقمي ومحاكاة التجربة الإماراتية الناجحة في المنطقة العربية؛

– تكوين المسئولين والسياسيين وتوعيتهم بأهمية وضرورة المعرفة وتكنولوجيا المعلومات والاتصال.

– إعطاء أهمية أكبر لرأس المال الفكري من أجل بناء مجتمع قائم على المعرفة، فكلما زادت قدرات العاملين المعرفية زادت قدراتهم الإبداعية وهو ما يمنح المؤسسات ميزة تنافسية.

– توفير الإطار القانوني الملائم للبيئة المعرفية والاقتصادية الجديدة.

– تحديث النظام المصرفي وتفعيل دوره في تمويل المعرفة والبحث العلمي.

– جذب وتشجيع الاستثمارات الأجنبية في التكنولوجيات الجديدة.