وكالات ومنظمات: لبنان أصبح نقطة انطلاق للمهاجرين الفارين من الانهيار الاقتصادي نحو إيطاليا
مع تزايد أعداد المهاجرين على طول طريق شرق البحر المتوسط إلى إيطاليا، أصبح لبنان بلد المغادرة للمهاجرين الفارين من الانهيار الاقتصادي في الشرق الأوسط، حسبما أفادت وكالات حكومية لبنانية وقبرصية، ومنظمات إنسانية دولية تتخذ من لبنان مقرا لها.
يضطر عدد متزايد من المهاجرين إلى عبور شرق البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى الساحل الإيطالي، ويأملون بعد ذلك الوصول إلى ألمانيا أو غيرها من دول غرب أوروبا، حسبما أفادت الوكالات الحكومية اللبنانية والقبرصية، والمنظمات الإنسانية الدولية التي تتخذ من لبنان مقرا لها، بعد مراقبة مطولة لهذه الظاهرة.
ويشكل لبنان، على وجه الخصوص، نقطة الانطلاق المميزة للبنانيين والفلسطينيين والسوريين الفارين من الانهيار المالي في الشرق الأوسط.
هل كنتم تعرفون؟ @UN_Lebanon @UNHCR_Arabic pic.twitter.com/7IwAKqoK5m
— UNHCR Lebanon (@UNHCRLebanon) September 20, 2023
وزير الداخلية القبرصي: جميع دول أوروبا ستواجه مشكلة إذا انهار لبنان
وأصبح الارتفاع الكبير في مغادرة المهاجرين من الساحل اللبناني ظاهر للعيان، لدرجة أن حكومة قبرص، وهي دولة تقع على الحدود الأوروبية لشرق البحر الأبيض المتوسط، وصفت لبنان مؤخرا بأنه بمثابة “حاجز” بين الاتحاد الأوروبي وبقية الشرق الأوسط.
وكتب وزير الداخلية القبرصي كوستاتينوس يوانو، في رسالة موجهة مؤخرا إلى نائب رئيس المفوضية الأوروبية اليوناني مارغاريتيس شيناس، أنه “إذا انهار لبنان، ستواجه أوروبا بأكملها مشكلة”.
وأكد الوزير القبرصي أن “التعاون مع لبنان فعال، ولهذا السبب نريد تعزيزه، الوضع يمكن التحكم فيه ولكنه يعتمد على عوامل خارجية”.
ووفقا للبيانات الصادرة عن السلطات القبرصية واللبنانية، زادت مغادرة المهاجرين المتجهين إلى أوروبا خلال الأشهر القليلة الماضية، مقارنة بالعام الماضي.
ويرغب المهاجرون السوريون، الذين لا تستطيع قبرص صدهم لأنهم يأتون من “منطقة حرب”، في الوصول إلى الجزيرة الواقعة شرق البحر المتوسط، بينما يريد المواطنون اللبنانيون الوصول إلى إيطاليا “الدولة الأوروبية المضيفة الأولى” للمهاجرين، وفقا للمصادر نفسها.
وأظهرت البيانات الصادرة عن الجيش والشرطة اللبنانيين أيضا أن عددا متزايدا من المهاجرين السوريين يعبرون الحدود، التي يسهل اختراقها بين سوريا ولبنان، محاولين الفرار من التأثير المدمر للأزمة الاقتصادية غير المسبوقة الناجمة عن النزاع المسلح المستمر لأكثر من 12 عاما، فضلا عن العقوبات الاقتصادية والمالية التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وجعلت العقوبات المفروضة على حكومة دمشق، حليفة روسيا والصين وإيران، المجتمع السوري على مر السنين أكثر هشاشة، ورهينة لأمراء الحرب التابعين لمختلف القوى الأجنبية المشاركة في الصراع.
Η συνεργασία με το Λίβανο είναι αποδοτική γι’ αυτό θέλουμε να την ενισχύσουμε. Η κατάσταση είναι διαχειρίσιμη αλλά εξαρτάται από εξωγενείς παράγοντες.
Αποκαλύπτουμε επιστολή ΥΠΕΣ για μεταναστευτικό | Φιλελεύθερος | Philenews https://t.co/zc8ZJ4q6S9— Constantinos Ioannou (@K_Ioannou) September 27, 2023
السوريون والفلسطينيون لا يتمتعون بوضع لاجئ في لبنان
ووفقا للأمم المتحدة، يعيش تسعة من كل 10 أشخاص في سوريا في فقر، أما لبنان الذي يبلغ عدد سكانه أقل بقليل من 4 ملايين نسمة، فيعاني من أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه منذ عام 2019.
وتؤثر الصعوبات الاقتصادية على محاولة مليون سوري البقاء على قيد الحياة على الأراضي اللبنانية من أكثر من عقد من الزمن.
وعلاوة على ذلك، يستضيف لبنان منذ أكثر من 70 عاما مئات الآلاف من الفلسطينيين، أبناء وأحفاد الفلسطينيين الذين طردتهم إسرائيل في عامي 1948 و1967.
وفي لبنان، حيث يعيش 80% من السكان في فقر، بحسب الأمم المتحدة، لا يتمتع السوريون والفلسطينيون بالحماية بموجب وضع اللاجئ، لأن سلطات بيروت لم توقع قط على اتفاقية جنيف.
وفي هذا السياق، يكاد يكون من المستحيل حصول العديد من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين على تأشيرة دخول إلى دول الاتحاد الأوروبي، لأن الظروف المالية للدخول إلى منطقة شنغن باهظة.
لذلك يبدو أن أخطار العبور غير القانوني نحو قبرص أو إيطاليا تبقى أفضل من “الموت البطيء”، الذي قد يواجهونه في لبنان أو سوريا.
وخلال الأيام القليلة الماضية فقط، أنقذت السلطات القبرصية في البحر أكثر من 120 مهاجرا لبنانيا وسوريا وفلسطينيا بعد أن انطلقوا من السواحل اللبنانية.
ولم تتم إعادة السوريين، حيث سيبقون في قبرص، في حين سيتم ترحيل اللبنانيين والفلسطينيين المقيمين في لبنان.