0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

منع من النشر – رأس الثور

 الذي بقي على قيد الحياة من الجيل القديم ..لذا أجمع أهل القرية على تنصيبه “مختاراً” لهم ، ومرجعهم في حال صادفتهم مشكلة أو نشب بين أفراد البلدة نزاع أو خلاف..

 

 

 

ومن حسن حظّ “المختار” أنه لم يواجهه طيلة فترة “مخترته” أية مسألة تحتاج الى فطنة أو خبرة أو ذكاء..فكل المسائل التي كانت ترده هي ممارسات روتينية مثل ترؤس “الجاهات” لطلب العرائس من ذويهن ، أو المشي في أول القوم عند الذهاب لتعزية القرى المجاورة..وفي أحسن الأحوال كان يصلح ذات البين بين اخوين متخاصمين أو جارين تنازعا على سياج..أو إرجاع زوجة “زعلانة” من بيت أهلها إلى بيت الزوجية، بعد أن يتلو عليها بعض الآيات الكريمة وبعض الحكم القديمة ثم يمسح لحيته راجياً ألا تخذله أو تكسفه في مهمته ..وللإنصاف كانت معظم مساعيه الروتينية تتم بنجاح ويسر..إكراما لشيبته..

 

 

 

ذات يوم من أيام الصيف الحار ، اقترب ثور “قاسم الطويل” من جرن الماء الوحيد الذي يشرب منه “حلال القرية” ، وضع الثور “العطشان” رأسه في الجرن وبدأ يشفط الماء البارد بنهم شديد..وعندما انتهى ، حاول الثور أن يرفع رأسه من “الجرن ” الحجري فعلقت قرونه داخل الجرن، بدأ الثور بالرفس والخوار ..حتى انتبه له صاحبه “قاسم الطويل” فهرع الى مكان “الحادث” حاول ان يخلص قرني الثور من ذلك الوعاء الصخري بأن يلفه يمينا وشمالا لكن دون جدوى فالجرن ثقيل والثور هائج..انضمّ إليه بعض رجالات القرية حاولوا بدورهم المساعدة لكن جميعهم فشلوا

 

التمّت القرية برجالها ونسائها وأطفالها وهم يشاهدون الثور المستفز المغمور الرأس في “جُرن”الماء…قال أحدهم : لن يحلّها إلا المختار “أبو علي”..وبالفعل ، ذهب “قاسم الطويل” الى مضافة المختار ملهوفاً مضطرباً..”الحقني يا مختار..ثوري علق راسه بالجرن”…وضع ” أبو علي” عباءته على كتفه ثم مضى مع الرجل..حتى وصلا “بئر القرية” وجميع السكان ينظرون إلى الثور بحزن وخوف، وإلى المختار بفرح ورجاء ..نظر المختار إلى الثور لف لفّتين حول الحيوان الهائج ثم قال: بسيطة .. محلولة إن شاء الله…أعطوني سكيناً “أخت أختها”…أعطوه سكيناً حادة، فحزّ المختار رأس الثور..وسقط جسم الأخير على الأرض ودمه يتدفق خارج عنقه المقطوع…نظر “قاسم الطويل” إلى المختار مصعوقاً ..وقال له: بس يا مختار!!!…قاطعه المختار : (عارف شو بدّك تحكي!!!…راس الثور لسّة عالق بالجرن) ..أعطوني “مهدّة أخت أختها “…أحضروا له “مهدّة طرمة” ،فضرب الجرن الحجري الوحيد الذي تشرب منه القرية فكسره وفتته..وقال بثقة منقطعة النظير : هسع طلعوا راس الثور!!…نظر أهل القرية باندهاش وتعجّب إلى بعضهم بعضاً …ثم قالوا: الله يطول بعمرك يا مختار …لولاك ..كان أبصر شو صار فينا!!!