0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

نمط من الإرهاب.. السخيف!

هذا الذي نقوله لا يحدث الا في الاردن. فطالب الروضة في المدارس الخاصة يدفع ذووه 4500 دينار سنويا، في حين يدفع ذوو طالب البكالوريوس في الجامعة الاردنية 1128 دينارا. ويدفع في البرنامج الدولي 5225 دينارا. ويدفع الطالب المقبول تنافسيا في الدراسات العليا (ماجستير ودكتوراة) 1566 ديناراً، وبين رسوم الروضة لطالب عمره 4 سنوات في KG2 وبين طالب الماجستير والدكتوراة تنشغل الجامعة الاردنية في مواجهة اعتصام طلاب كثيرينن احتجاجا على رفع الرسوم، مع ان رئيس الجامعة الاردنية يضع الكلفة على الطالب والكلفة على الجامعة امام الجميع، وتندفع جماعة «ذبحتونا» في اصرارها منذ ايام «الربيع العربي» الاولى على ان جامعاتنا هي مسالخ وان اداراتها هي مجموعة جزارين سبقوا داعش في ذبحها للناس.
لم يجد رئيس الجامعة الام سببا لهذا الهياج والاعتصام، رغم انه فتح باب المفاوضة مع قادة الاعتصام للوصول الى حلول وسط، مع ان القصة لا تحتمل الحلول الوسط، فالجامعة الام مديونة بملايين الدنانير، وجامعة مثل جامعة الطفيلة تكاد تتوقف لضعف مداخيلها، رغم الدعم الحكومي، ولا يستبعد رئيس الجامعة ان يكون وراء الاعتصام قوى سياسية لا تجرؤ على طرح مطالبها في العلن.
لقد انفضّ سامر التظاهرات كل يوم جمعة، وانفضت الاعتصامات السياسية لان الجميع اكتشف انها غير قادرة على الاستمرار، وان الكثرة الكاثرة ليست معها، وان تغذيتها بالربيع العربي انتهت كما انتهى الربيع العربي بداعش واخواتها، ولم يبق الا هذا النمط من الاعتصام، واضرابات الاطباء والمعلمين، واطلاق النار على محوّل كهرباء، في عملية ارهابية تستهدف الدولة ومؤسساتها واخذت شكلها في عملية مخيم اربد، التي حسمها الامن باعتقال 13 وقتل 7 من المجرمين، ولعل اوامر النائب العام العسكري هي التي تمنع من كشف بعض اهداف الارهابيين.
لا يمكن أن يكون الناس بهذه البساطة، فاضراب المعلمين واغلاق المدارس في وجه الطلبة او الاعتصام بتعطيل الدراسة الجامعية، او اضراب الاطباء في الحكومة عن معالجة المرضى من المواطنين هي كقتل رجال الامن بالاغتيال، واحراق المحاكم، وتدمير محولات الكهرباء، وسرقة حق المواطن في مياه الشرب، هي ارهاب بطريقة او باخرى.
هناك مدارس ابتدائية خاصة تكلف اكثر من اي رسوم جامعية حكومية، واذا رفعت الجامعة الاردنية نسبة الرسوم فلان مداخيل الجامعة غير قادرة على ادامة رواتب اساتذتها، والاحتفاظ بكواكب من علمائنا تقدم لهم جامعات غنية ضعف رواتبهم في الخليج والسعودية.
بلدنا يعاني ونحن نحفر في طريق الاردنيين التائقين الى الامان والاستقرار والوصول الى وطن مزدهر في انتظار زوال كابوس الارهاب من حولنا، ولا معنى لممارسة انماط من «الارهاب السخيف» فالذبابة لا تسمم ولكنها تغثي النفس.