0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

مفاجأة تقتضي فتح الملفات

بقينا نلوذ بالصمت لأكثر من عشرة أعوام، إمّا خجلاً أو عدم معرفة حقائق الأمور أو استبعاد أنَّ جريمة بكل هذا الحجم من الممكن أن يقوم بها نظام دولة مجاورة شقيقة، إلى أن أصدرت محكمة أميركية حكماً غيابياً على بشار الأسد بأنه وراء جريمة عام 2005  التي استهدفت الفنادق التي استهدفتها وكانت النتيجة مرعبة بالإضافة الى الخراب والدمار واستشهاد اكثر من ستين مواطناً اردنياً من بينهم أطفال ونساء ومن بينهم ايضاً المخرج السوري الكبير مصطفى العقاد المعروف بابداعاته في العالم بأسره.
وبهذا الخصوص فقد أكدت صحيفة «بورتلاند هيرالد» الأميركية أنّ الاستخبارات العسكرية التابعة لنظام بشار الأسد هي التي وقفت خلف هذه التفجيرات مع أن تنظيم «القاعدة» الذي يُعتبر «أبو مصعب الزرقاوي» أحد رموزه القيادية قد أعلن تبنيه لهذه الجريمة التي ما كانت أنظار الاردنيين بالنسبة لمرتكبها تتجه الى دولة مجاورة.
وحول هذه المسألة قال المحامي الأميركي :»أف.آر.جينكينز»، الذي أقام دعوى على نظام بشار الأسد نيابة عن أسر الضحيتين الاميركيتين اللتين قُتلتا في هذه الجريمة، وحيث حكمت المحكمة على هذا النظام بدفع مبلغ 347 مليون دولار كتعويض لهذه الأُسر والمعروف أن المقصود بهاتين الضحيتين هما المخرج السوري المبدع مصطفى العقاد مخرج فيلم «الرسالة» وابنته.
والسؤال هنا هو: من كان يتصور يا تُرى أن ترتكب الاستخبارات العسكرية السورية، التي كان السفير السوري في عمان الجنرال بهجت سليمان أحد قادتها، تلك الجريمة وفي وقت أنّ الانطباع الذي كان سائداً هو أنّ العلاقات بين الأردن وسوريا «سمناً وعسلاً» وأنه لا يوجد أي مبرر ليدبر بشار الأسد تلك الفعلة القبيحة ضد دولة شقيقة لم ير منها لا هو ولا أبوه قبله الا الخير وإلاّ التمسك بحسن الجوار.
وحقيقة أنه ما كان يجب أنْ تكون قلوب الأردنيين طيبة حتى حدود السذاجة وأنْ يقيسوا هذا النظام بمقاسات حُسن نواياهم طالما أنهم قد لُدغوا من هذا «الجُحر» مرات عدة وطالما أن الاردن لم يلمس من هذه الجارة الشمالية الشقيقة، إنْ في عهد الوالد وإنْ في عهد الولد، ولو الحد الأدنى من حُسن الجوار وطالما أنه ستثبت الأيام القريبة هذه المرة أن من وقف خلف جريمة الفنادق في عام 2005 هو من وقف خلف عملية إربد الإجرامية الأخيرة.
لقد كان معروفاً أن الزرقاوي بقي يتنقل بين دمشق وطهران قبل وبعد استقراره «العمليّاتي» في العراق بعد عام 2003 ولقد تردَّدَ، وإنْ على نطاقٍ ضيقٍ، أنّ الاستخبارات العسكرية السورية قد حاولت إدخاله «خِلسة» الى الاردن بجواز دولة خليجية مزوَّر.. والآن فإن المفترض أنْ تفتح الملفات كلها وأنْ يكون هناك إحتكام للمحاكم الدولية وأن تكون هناك متابعة لكل «البيادق» التي كان بهجت سليمان يحركها والتي كانت تتحرك حوله والتي قدْ لا يزال بعضها يشكل جيوباً نشطة للذين ثبت، بعد أكثر من عشرة أعوام، أنهم مَنْ كان وراء جريمة الفنادق في عام 2005.