عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الثامن من آذار ومملكة فيصل

هذا يوم المرأة؟ نعم ومبروك لها عيدها وعيدنا. لكن ذاكرة التاريخ تعيدنا الى يوم قيام المملكة السورية بعد انتخابه بالاجماع من «المؤتمر السوري» يوم الثامن من اذار 1920.
نسينا الثامن من آذار ومعناه القومي, رغم اننا كنا نلعن مؤامرة سايكس-بيكو كل يوم. ولم نكتشف عمق الموت السريري لأقطار سوريا الاربعة الا بعد ان اكتشفنا ان الكيانات التي حددها الاستعمار الفرنسي البريطاني، صارت بلا حدود.. لا امتثالاً للوحدة، وانما لأن الفوضى صارت هي البديل للدولة ولأن لا أحد يحمي حدود الكيان او حدود الوطن. وصار التدفق البشري الى الخارج بالملايين هو عنوان الوطن الذي لم يعد وطناً الا لمجموعات المسلحين, والمرتزقة, والطائفيين والمذهبين والعنصريين، يقتلون فيه وينهبون ويتعايشون على المال السحت, ويأتون بكل امم الارض لقتل وتدمير المواطن والوطن.
صورة الحدود هنا في الشمال، والجنوب والشرق والغرب، صارت حدود التشرد والخيام وضياع الهوية، وقد صرنا نشاهد بين تونس وليبيا خنادق مائية، واشرطة شائكة ومتفجرات وصرنا نحوّل جدران العزل الطائفي في مدينة بغداد واستبدالها بجدران حول بغداد.. وهي بالمناسبة ذات الجدران التي يقيمها اليهود حول مستوطناتهم الكبيرة لعزل الفلسطينيين عن فلسطين، وعن بعضهم البعض، وعن مدنهم وحقولهم وحياتهم.
من هو المسؤول عن انهيار المعنى القومي للثامن من آذار؟ من هو المسؤول عن انهيار الكيانات التي اصطنعها سايكس-بيكو، وكيف يمكن اعادة واقع الحد الادنى من معاني الوطن، الدولة، الحدود، الشعب، التقدم الحضاري الانساني؟
المسؤول هو الانظمة الديكتاتورية، التي تحولت الى منظمات ارهابية، لم تستطع مواجهة الارهاب المنظّم الأذكى.. فصارت داعش قادرة على احتلال الموصل، وثلاث محافظات عراقية بثمانمائة ارهابي، والسطو على اسلحة ثلاث فرق من الجيش العراقي، و600 مليون دولار من فرع البنك المركزي في الموصل، وسمعنا امس ان ستين ارهابياً تونسياً كادوا يسطون على مدينة حدودية واعلان قيام الدولة الاسلامية فيها.. تماماً كما سطت داعش على الموصل وعلى الرقة وعلى ثلثي سوريا.
اما اعادة الكيانات الى الحياة ولو في ادنى حدودها، فلا أحد غير الشعب الذي عاد الى الحياة بعد وقف اطلاق النار في سوريا، وعاد الى الشارع في العراق والى حملة السكاكين في فلسطين، فطائرات اميركا وروسيا وأوروبا، جربّت، فكانت هي صانعة الدمار والقتل.
الشعب كان هو، لا غيره، صانع عظمة الثامن من ايار في دمشق، وهكذا سيبقى!.