0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

بين التافهين والطغاة!

نقرأ في صحف العالم خبرا رئيسياً عن مرشح الحزب الجمهوري الاميركي دونالد ترامب، عن موافقته على تعذيب متهمي الارهاب بتمثيل اغراقهم بالماء، بعد ان كان ندد بهذه الاساليب غير الاميركية، ونقرأ بالمقابل ان رئيس فيتنام الشمالية امر باعداد قنابله النووية وصواريخه العابرة للقارات لاطلاقها في اي ساعة يقررها وفي أي اتجاه من هذا العالم، وذلك رداً على عقوبات الأمم المتحدة لبلاده.
وبيّن هذا السخف الذي يبيعه ترامب على المواطن الاميركي الغارق في السطحية، والهامبرغر وافلام الفضاء والسوبرمان، وهذا الجنون الذي يمارسه رئيس فيتنام الشمالية في تهديده للعالم، فان الشعوب في هذه المنطقة بالذات تعيش اجواء الرعب التي تمتد من ليبيا الى جنوب ايطاليا بهذه الملايين الزاحفة لأوروبا بحثاً عن الأمان والخبز، ومن العراق وسوريا الى اوروبا الغربية عبر تركيا واليونان والبلقان بحشود بشرية تثير رعب أوروبا، بحجم الجوع والخوف وصياح الاطفال على الحدود المزروعة بالأسلاك الشائكة.
لا حدود للجبروت وجنون القوة، سواء في اوامر كيم اي يي النووية، او في سخف الحملة الانتخابية الاميركية التي تشبه السيركس، او في الطغاة الصغار الذين يملكون جرأة تمزيق سوريا حتى حين يتحدثون عن وقف العمليات العدائية، او إنهاء وحدة العراق بتكريس التمزيق المذهبي – العنصري، او تحويل ليبيا واليمن الى مستودع للعنف وتدريب المجرمين واطلاقهم في الجهات الأربع.
ولعلنا نُعزّي أنفسنا حين نقرر ان هذه المنطقة تملك ان تشعل شمعة وسط هذا الديجور الحالك.. وهناك من يقاتل الارهاب، ويتمسك بالعروبة، ويحلم بعودة الممزق الى الحياة، لكننا نعرف في النهاية، ان القرار الأخير هو في يد تافهين ومجانين ديكتاتوريين، وارهابيين وقتلة شعوب.
يرفع شعبنا رايات العزة والعروبة، وتمتد روحيته الغلاّبة لتشمل كل قرية وشارع ومخيم تمجّد الشهداء، وتحيّي القوات المسلحة والأمن العام، وتفاخر بالقائد الذي يلحد شهيد الواجب ببزّة القتال وبروحيته.
فالاردن لن يكون وحيداً طالما انه العربي القومي الشجاع، فهناك الملايين التائقون الى الوحدة والحرية والحياة الكريمة..