0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

بلغاريا التاريخ الممزوج بزيت الورد

وكالة الناس – سالم القبيلات – بلغاريا،الدولة الأقدم في القارة الأوروبية، والحاملة لنفس الاسم منذ القرن السابع الميلادي،تعدثاني أكبر دولة مصدرة لزيت الورد في العالم. وحاليا، تنتج زيوتا عطرية ذات جودة عالية وفريدة،يتجاوز الإنتاج السنوي لهامن هذه المادة 1.5 طن.كما أفادت الدراسات العلميةبان زيت الورد المنتج في بلغاريا يتكون من 265 عنصرا من المواد العطرية، مما يجعله أحد أغنى المواد من هذا الصنف في العالم،كما بات الطلب عليه يسجلنموا متزايدفي الأسواقالعالمية.

في الجانب الاقتصادي، يعد إنتاج زيت الورد، مادة ذات مردود عال،يزيد سعر كيلوغرام واحد منه على 6000 يورو،بحسبالجودة وظروف السوق.فمن الجدير بالذكر، إن زيت الورد يتم إنتاجه عن طريق التقطير بالبخار في أجهزة التقطير الخاصة، ومن ثم جمعه في أوعية خاصة.وان من المهم هو معرفة إنكيلو واحد من زيت الورد يتطلب جمع أربعة أطنان من بتلات الورد. أما عملية استخلاص الزيت وتخميره فتستغرق وقتاً أطول من الوقت الذي تحتاجه صناعة تقطير الكحول، إذ يجب عند استخلاص الزيت وضع البتلات في وعاء مخصص لغليها، وتكرر العملية عدة مرات إلى إن يتم استخراج تلك الخلاصة العطرية.ونظراً لهذه لطريقة التقليدية المتبعة في تصنيع زيت الورد البلغاري، فقد اصبحصنفا مميزا، يتمتع بجودة عالية استثنائية.

كما أشارت الأدبيات المكتبية إلى إن زراعة الورود لإنتاج الزيت،دخلت بلغاريا في القرن السادس عشر،حينما كانت بلغاريا لا تزال تحت حكم الإمبراطورية العثمانية، وبعد التحرير من النير العثمانيفي عام 1878توسعإنتاج هذه المادة بشكل كبير.ويشارإلى أنه في عام 1740 ميلادية قامت شركة فرنسية باستيراد أولى الدفعات من زيت الورد البلغاري، ومنذ ذلك التاريخ،أصبحت هذه المادة أساسيةومفضلة لصناعة العطور الفرنسية.

وفي جانب مماثل شديد الأهمية،يتم استخدام ماء الورد في تحضير العقاقير، وقد بدأ هذا الاستخدامقبل صناعة الأدوية الحديثة،ففي الماضي أوصى العلماء باستخدام ماء الورد في طعام الأطفال لتقوية صحتهم، إضافة إلى استخدامه الشائع في بعض الأكلات الشهية، حيث يوجد العديد من أنواعالحلويات ما يزال يستخدم فيها ماء الورد كعنصر أساسي، لإضفاء نكهة خاصة وطعم مميز عليها.وفي سياق متصل، يلاحظ ارتفاعا متصاعدالإدخال مادة زيت الورد في مكونات بعض الصناعات الحيويةفي ألمانيا والولايات المتحدة، أما في اليابان فهذه المنتوجات تُستخدم بكثرة في الصناعات الغذائية، هذا ناهيك عن أن الدول العربية، مولعة كثيرا بنكهات الورد تقليديا.

واديمفعمبرائحة الورد والأصالة

يقع وادي الورد بالقرب من مدينتي كازانلاكوكارلوفو البلغاريتين، قرابة  200 كم شرق العاصمة صوفيا، يمتدالوادي لمسافة 10-12 كيلومترا ويبلغ طوله 95 كيلومترا ومتوسط ​​ارتفاعه 350 مترا، ومساحته 1895 كيلومترا مربعا.فمنذ مئات السنين تركزت في هذا الواديزراعة الورد،وتحديدا المساحات المحيطة بمدينة كازانلاك، التي أصبحتتشتهر بإنتاج كميات كبيرة من زيت الوردالمستخدم لأغراض صناعية.
واللافت،إنفي هذاالوادي، يزرع نوعا خاصا من الورد “وردة كازانلاك” التي تشكلت تحت تأثير الظروف المناخية المحلية،فالأصللهذه المجموعة القيمة من الورد،هي وردة دمشقية تم إدخالها إلى أراضي بلغاريا في القرن الثالث عشر.فمن بين جميع أنواع زيوت الورد، يعتبر زيت وردة كازانلاكالأكثر قيمة للاستخدام في العطور،فللحصول على هذاالزيت يتم استخدام بتلات الورد الطازجة فقط، حيثيتم قطف براعمهاالجديدة قبل شروق الشمس، ففي مثل هذا الوقت من اليوم تحتوي الورود على أكبر كمية من الزيت العطري النفيس.

وبفضل الإنتاجية العالية لهذا الوادي أصبحت بلغاريا واحدة من أكبر الدول المصدرة لزيت الورد والخزامى والميليسا والزيوت الصفراء، إذ تنتج 70% مما ينتجه العالم.كما استطاعتحصد العديد من الجوائز التقديرية في المعارض الدولة لبراعتها في تلك الحرفة اليدوية. ويعود سببتميز الزيوت البلغارية بأنها من أجود وأفضل أنواع الزيوت في العالم إلىطبيعة المناخ السائد في منطقة وادي الورد الذي يساعد على نمو وازدهار زراعة الوردة التي تنتج سلسلة كاملة من العناصر الثمينة.

مهرجان سنوي لقطف الزهرة السحرية

عند سفوح سلسلة جبال البلقان الساحرة،في وسط بلغاريا، وبالتحديد فيبلدة كازانلاك، يقام كل عام في أول يوم” أحد” من شهر تموز مهرجانا سنويا للورد،ويعد من اشهر النشاطات السياحية البارزة في البلاد، يحضره مسؤولون وسفراء وضيوف من داخل البلاد وخارجها، يتم فيه اختيار ملكة جمال الورد،بالإضافةإلى فرصة الاطلاع على محتويات متحف الورد”روز”.وهوالمتحف الوحيد في العالم المخصص للنباتات الزيتية – (الورود)، تم إطلاقه في البداية كمعرض صغيرفي عام 1967 كجزء من المتحف التاريخي “إيسكرا”، وفي عام 1969 تحول المعرض وتطور إلى متحف مستقل.

في الوقت الحاضر يعرض فيالمتحف أكثر من 15000 من الوثائق التاريخية المتعلقة بقطف الورد وإنتاجه في بلغاريا،بالإضافةإلى صور ووثائق أصلية عن مراحل تطور إنتاج الورد وأدوات تجهيز حدائق الورود وأوعية للتخزين وعبوات تراثية مخصصة لتصدير زيت الورد وماء الورد.

وفي ظل هذه النجاحات المبهرة،يفتخر سكان الواديبأن أكبر وأشهر مصانع إنتاج العطور في العالم تحصل من مزارعهم على زيت الورد، لإدخاله في عملية إنتاجالعطور الفاخرة، إذ تعتبر الوردة وماؤها وزيتها مصدرا رئيسيا لصناعات مستحضرات التجميل.كمايسعى منتجو زيت الورد البلغاريإلى إدراجه في السجل الأوروبي للماركات المحفوظة باسم ” زيت الورد البلغاري”، من كونها المنتج الوحيد لهذا الخام من بين دول الاتحاد الأوروبي،بل ومن أفضل منتجيهفي العالم، في حين إنعدد الدول المنتجة لهذه المادة،محدود جدا، لا يتجاوز 6 دول.

حاليا يسجل لبلغاريا التقدير والإعجاب بقدرتها على الاحتفاظ بموقع الصدارة من حيث نوعية الإنتاج،واستمرارها كواحدة من أكبر منتجي زيت الورد في العالم.كمابات اسمها يرتبط ارتباطا وثيقا بالزهرة الجميلة.فليس غريبا أن تحظى الوردة بأهمية كبيرة في ثقافتها، فهي من اهمالرموزالتي تميز الهوية الثقافيةالبلغارية، وتجذب الزوار اليها من جميع أنحاء العالم.كما تعتبر زجاجة ماء الورد البلغاري من أفضل الهدايا التذكارية التي يمكن اصطحابها وتوزيعها على الأصدقاء، فهي منتج مثالي يحتوي على مكونات طبيعية 100 %.