للوقاية من سرطان القولون تناول الاطعمة الغنية بالالياف
تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية الى ان سرطان القولون والمستقيم يشكل ثاني مسبب للوفاة في العالم بين المصابين بالسرطان ، وتسجل كل سنة أكثر من مليون إصابة جديدة، والى جانب المسببات الجنية اي وجود اصابة في العائلة يلعب الغذاء دورا كبيرا في تطور المرض.
سان خوسيه: أشارت دراسة قام بها معهد الدراسات السرطانية في بوينس ايريس بالارجنتين الى وجود شكوك منذ زمن طويلا بان اللحم الأحمر البقري ولحم الخنزير والنقانق والسجق على انواعه يرفع من نسبة الاصابة بسرطان القولون.
والتقديرات عن الكمية التي قد تهدد الانسان بالاصابة هي ان كل مائة غرام من اللحم الاحمر يتناولها يوميا قد ترفع الخطرحوالي 20 في المئة وبنسبة 30 في المئة عند تناول لحم الخنزير او السجق بكميات كبيرة يوميا، هذا لا يعني الانقطاع تمام عن اكل لحم البقر او الخنزير او السجق بل يجب ان تكون بكميات معتدلة، والنباتيون ليسوا بمعزل عن خطر الاصابة بالسرطان.
قد يكون اللحم الاحمر ولأسباب عديدة غير صحي، منها احتواءه على هيم الحديد وهو الصباغ الذي يعطي اللون الاحمر لخضاب الدم( الهيموغلوبين) ويحتوي على ذرة الحديد. فهو يعطي لونه الاحمر الى اللحم وتناوله يساهم في تكوين البروتينات المسببة للسرطان اي مركبات النيتروز التي تجد لها طريقها مباشرة الى القولون .
وينتج عن شواء اللحم بدرجة كبيرة ظهور الامينات العطرية الحلقية غير المتجانسة وهي مركبات تحتوي على ذرات لعناصر مثل الكربون والاوكسجين والنتيروجين. وعند تعرضها لحرارة تتخطى ال220 درجة تتزايد هذه العناصر ما يشكل خطرا لبروز عنصر مسبب السرطان.
كما نصحت الدراسة أيضا عدم شواء اللحم البقري على الفحم الى ان ينضج كثيرا، فهذه الطريقة تعتبر غير صحية، اذ ينتج عن الدهن الذي يقطر على الفحم عنصر الهيدروكروبونات العطرية متعددة الحلقات التي تعتبر ايضا مسببا للسرطان وخلال الشواء يتصاعد بخارها الذي تمتصه قطعة اللحم وبعدها يتناولها الانسان مشبعة.
وكان الفريق الذي وضع الدراسة قد أجرى طوال سنوات تجارب على فئران مختبر أصيبت بالسرطان بعد إعطائها كميات كبيرة ومركزة من مادة الأمينات العطرية الحلقية غير المتجانسة، لذا يريد التعمق أكثر في البحوث لتحديد أمور مهمة منها ما اذا كانت نتائج تجارب الفئران تنطبق على الانسان، ايضا اذا ما كانت جزيئات الهيم في اللحوم الحمراء عنصرا خطيرا وهل المزيد من كميات النترات والنتريت في الطعام هي المسؤولة عن زيادة خطر الاصابة بسرطان القولون والمستقيم.
في نفس الوقت تنصح الدراسة باتباع نظام غذائي يحتوي على الألياف( مثل الموز والقرنبيط والجزر والخرشوف والبطاطا والبصل والحبوب الكاملة والنخالة والمكسرات والبذور والفاصوليا الحمراء والكوسا والكرفس والافوكادون والكيوي والطماطم والخيار)، فالكثير من الدراسات اشارت الى مساهمتها في الحماية من الاصابة بسرطان القولون، لكن يجب يوميا تناول 30 غراما منها على الاقل، مثلا على شكل حبوب كاملة ( قرابة خمس شرائح من الخبز المصنوع من الحنطة الكاملة) او بقوليات. والسبب في ان الألياف الغذائية صحية أكثر من المواد الأخرى فهي تخفف من تركيز المواد المسببة للسرطان لانها تربط الماء بها إضافة الى ذلك فهي تحفز نشاط الأمعاء وتزيل بسرعة المواد المسببة للسرطان.(وكالات)