عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

ظاهرة تحدد اتجاه القبلة بدقة

وكالة الناس – ظاهرة تحدد اتجاه القبلة بدقة

شهدت الكعبة المشرفة بمكة المكرمة ظهر اليوم الأحد ظاهرة تعامد الشمس عليها، والتي لا يكون خلالها للكعبة ظلٌّ على الأرض.

ونشر حساب الجمعية الفلكية بجدة على تويتر مقطع فيديو يُظهر حدوث تعامد الشمس الثاني والأخير على الكعبة في عام 2023، وذلك بعد نحو شهر ونصف من التعامد الأول.

وقال رئيس الجمعية الفلكية في جدة ماجد أبو زهرة إن “سبب ظاهرة تعامد الشمس فوق الكعبة المشرفة يعود إلى ميل محور دوران الأرض بزاوية قدرها 23.5 درجة، وهو ما يؤدي إلى انتقال الشمس (ظاهريا) بين مداري السرطان شمالا والجدي جنوبا مرورا بخط الاستواء أثناء دوران الأرض حول الشمس مرة كل سنة”.

وأوضح أبو زهرة أن أبرز استفادة من هذه الظاهرة الفلكية هو تحديد اتجاه القبلة بدقة خاصة في المناطق البعيدة عن مكة في الدول العربية والإسلامية، والمناطق التي تكون فيها الشمس فوق الأفق.

وبحسب دار التقويم القطري، فإنه يمكن الاستفادة من هذه الظاهرة في تحديد اتجاه القبلة بطريقة فلكية في الدول التي يكون فيها النهار طالعا وقت أذان الظهر في مكة المكرمة عند الساعة 12:27 ظهرا.

ويتم تحديد القبلة بمراقبة الظل لحظة التعامد، بحيث يشير الاتجاه المعاكس لامتداد الظل مباشرة -في أي مدينة بالعالم- إلى مكة المكرمة، بدقة توازي دقة تطبيقات الاتجاهات في الهواتف الذكية.

وتعرف ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة باسم “التسامت”. وبمراعاة السنة الكبيسة، تتكرر هذه الظاهرة مرتين سنويا: الأولى خلال يومي 27 أو28 مايو/أيار، عندما تتحرك الشمس ظاهريًا باتجاه الشمال من خط الاستواء إلى مدار السرطان، حينها تمرّ الشمس على خط عرض مكة المكرمة (21.425 درجة شمالا).

أما المرة الثانية فتحدث خلال يومي 15 أو 16 يوليو/تموز، عندما تعود الشمس في حركتها الظاهرية باتجاه الجنوب من مدار السرطان إلى خط الاستواء، وتمر على خط عرض مكة المكرمة من جديد.

وتقف الشمس لحظة الزوال عمودية فوق الكعبة، فيختفي بذلك ظلها وظلال كل الأشياء الموجودة في مدينة مكة المكرمة وما حولها.

وفي الوقت ذاته، تظهر الشمس مائلة في سماوات المدن البعيدة عن مكة، وكلما زاد البعد عن مكة كان ميل الشمس في السماء أكبر، مما يجعلها تلقي للأجسام ظلالا أطول تتجه إما شمالا أو جنوبا أو شرقا أو غربا، وفق موقع المدينة التي يتم رصد الشمس منها وقتئذ.

وعرف العرب هذه الظاهرة قديما، ووصفوا الأيام التي تصبح الشمس فيها فوق رؤوسهم بالأيام التي ينتعل فيها الرجل ظله.

وكان تينوس يعمل قيما لمكتبة الإسكندرية حين قيل له إن صورة الشمس شوهدت في مدينة أسوان منعكسة عن ماء بئر، مما يعني أنها كانت عمودية ذلك اليوم على أسوان.

فقام تينوس بقياس المسافة المباشرة بين الإسكندرية وأسوان، وبعد أن حسب ميل الشمس عن الإسكندرية في ذلك اليوم استطاع أن يحسب محيط الكرة الأرضية، وهي طريقة علمية يطبقها كثير من طلبة المدارس في مسابقاتهم العلمية.