الشرطة الإسبانية تلقي القبض على عصابة سورية تقوم بتهريب البشر
تعاون جهاز يوروبول (وكالة تطبيق القانون الأوربية) مع الشرطة الإسبانية على تفكيك شبكة إجرامية منظمة تهرب المهاجرين من سوريا إلى الاتحاد الأوروبي، وتبين أن العصابة تعمل منذ عام 2017، وقد تورطت في سلسلة كبيرة من الأنشطة غير القانونية التي تشمل تهريب المهاجرين والاتجار بالمخدرات والسلاح.
نشطت هذه العصابة في إسبانيا لكونها بوابة لأوروبا، إذ في الوقت الذي بقي فيه بعض المهاجرين في إسبانيا، تمكن معظمهم من الوصول إلى شواطئها على الرغم من أنهم قرروا بالأصل الوصول إلى فرنسا أو بلجيكا أو ألمانيا أو النرويج.
يذكر أن عملية الشرطة بلغت ذروتها إثر تفتيش 13 موقعاً ترتب عليه اعتقال 15 مشتبهاً به، إلى جانب مصادرة بعض المعدات التي شملت قاربين سريعين، وست مركبات، وأجهزة إلكترونية (حواسيب محمولة وحاسوبا لوحيا، وجهاز تحديد الموقع الجغرافي، وأجهزة تخزين) إلى جانب مصادرة المخدرات والوقود والهواتف (42 هاتفاً خلوياً وهاتفين يتصلان بالأقمار الصناعية)، ومبلغاً تجاوز 500 ألف يورو نقداً مع وثائق أخرى.
شبكة دولية واسعة
يتربع السوري الذي يعتبر العقل المدبر والمخطط لهذه الشبكة الإجرامية على عرش يتألف من بنية تحتية موسعة تمتد بين تسع دول، ويعتقد بأن العصابة نجحت في تهريب ما لا يقل عن مئتي مهاجر من سوريا عبر السودان أو الإمارات. أما في ليبيا، فقد استعان المهربون بالمسؤولين الفاسدين لتسهيل عمليات النقل إلى الجزائر والتي منها يُنقل المهاجرون إلى إسبانيا على متن قوارب سريعة.
أما في أوروبا، فيقيم أعضاء هذه الشبكة الإجرامية في بلجيكا وألمانيا وإسبانيا، حيث ينسقون عمليات العبور البحرية ويسهلون التحركات الثانوية التي تتجه نحو الدول التي تعتبر وجهة للمهاجرين، إذ يطلب المشتبه بهم من كل مهاجر مبلغاً يتراوح ما بين سبعة إلى عشرين ألف يورو مقابل هذه الرحلة.
وتقدم الشبكة الإجرامية خدمة رجال الأعمال التي تشمل النقل وتأمين الأوراق والثبوتيات في بعض الدول، إلى جانب بطاقات الطيران والسكن في المناطق التي يمر بها المهاجر قبل وصوله إلى وجهته، وتشمل تلك الخدمة خدمات إضافية مثل النقل من نقطة الوصول في إسبانيا إلى جانب تأمين سكن فيها.
الدور الذي لعبته يوروبول
لا يمكن لأحد التقليل من أهمية الدور الذي لعبته يوروبول، فقد سهلت هذه الوكالة عملية تبادل المعلومات، وقدمت تنسيقاً للعمليات ودعماً تحليلياً، كما نظمت عدداً من اللقاءات الخاصة بالعمليات خلال فترة التحقيق التي استغرقت سنة.
وخلال الأسبوع الذي نفذت فيه العملية، أرسلت يوروبول أحد أهم محلليها إلى إسبانيا إلى جانب فرق من المحققين وذلك حتى يحللوا خيوط القضية ويقدموها للمحققين في الميدان، كما قدمت يوروبول دعماً جنائياً موسعاً للسلطات الإسبانية وذلك عبر تحليل بيانات جديدة جُمعت خلال فترة تنفيذ العمليات.
ونجم عن تبادل المعلومات الاستخبارية الجنائية الكشف عن توجهات جديدة شملت طرقاً مبتكرة حديثاً لتهريب المهاجرين.