سلسلة شيّقة من المسلسلات والأفلام القصيرة خلال العيد
وكالة الناس – في كل عيد، تتسابق الدراما إلى شاشات التلفاز والمنصات الإلكترونية لجذب أكبر عدد ممكن من الجمهور العيد، وبالتالي حاجة المنتجين والقائمين عليها لإنتاج وإخراج أفضل محتوى للمسلسلات، والأفلام القصيرة.
وأدى تزايد عدد منصات البث الإلكتروني إلى إصدار مئات المسلسلات الأجنبية كل عام، ومع حلول إجازة عيد الأضحى هذا العام يمكننا أن نرشح لكم مجموعة جديدة من أفضل الأعمال الدرامية القصيرة التي صدرت في الأشهر الأخيرة وعلى الأغلب لم تشاهدوها بعد.
غضب على الطريق يُدمر حياة أصحابه
من “نتفليكس” نرشح المسلسل الأميركي “غضب على الطريق” (Beef) المكون من 10 حلقات، من تأليف وإخراج الكوري لي سونغ جين وبطولة ستيفن يون وآلي وونغ.
ووفقا لآراء الجمهور والنقاد، يُعد المسلسل أحد أفضل الأعمال الدرامية التي طُرحت هذا العام، إذ يناقش ما يمكن أن يحدث متى استسلم الفرد لمشاعر الغضب السائدة في هذا العصر وتصرّف على أساسها بعشوائية دون أن يحسب حساب العواقب.
بطلا العمل هما داني المقاول الكوري الذي يعاني لإنجاح مهنته، وإيمي سيدة الأعمال الصينية التي يشغلها طموحها عن أسرتها وحياتها الاجتماعية على نحو يحرقها من الداخل مع الوقت.
يتقاطع طريق الاثنين في لحظة فارقة، وبسبب شحنات الغضب المكتومة لدى كل منهما يثوران وينفجران بوجه بعضهما، وهو ما يترتب عليه سلسلة طويلة من الانتقامات الشريرة، ومع توالي الأحداث نكتشف دوافع الشخصيات ونقاط ضعفها وهشاشتها التي نتجت عنها تلك الأفعال الشائنة.
الغرفة المزدحمة التي تسببت باعتزال “سبايدرمان”
طرحت منصة “آبل بلس” (+ Apple) هذا الشهر مسلسل “الغرفة المزدحمة” (The Crowded Room)، وهو عمل درامي من 10 حلقات ينتمي لفئة الجريمة والسيرة الذاتية، من تأليف أكيفا غولدسمان، وبطولة توم هولاند وأماندا سيفريد وإيمي روسوم وساشا لين وويل تشيس وليلى روبنز.
قصة المسلسل مُقتبسة من رواية دانيال كيز التي صدرت عام 1981 وحملت عنوان “عقول بيلي ميليغان” (The Minds of Billy Milligan).
وتعود الأحداث إلى صيف 1979 حين ارتُكبت جريمة عنيفة يُتهم فيها الشاب الصغير داني سوليفان، وهو ما ينفيه خلال التحقيقات مُحاولا إثبات براءته عبر سرد ما جرى من وجهة نظره.
وأعلن بطل العمل، توم هولاند، بعد الانتهاء من التصوير، اتخاذه قرارا باعتزال التمثيل لمدة عام كامل بسبب ثقل الدور والأذى النفسي الذي لحق به خلال تمثيل المسلسل، على أمل أن يعود بعد ذلك مستقرا نفسيا وعقليا ليستطيع استكمال مسيرته المهنية.
وهو ما بدى جليا على الشاشة، حتى إنه يُعيد إلى الأذهان الأداء الاستثنائي للنجم الراحل هيث ليدجر في فيلمه الأخير “فارس الظلام” (The Dark Knight) الذي حطمه نفسيا وكان السبب في وفاته.
“ديد رينجرز”.. قصة مرعبة مستوحاة من الواقع
في إطار من الرعب النفسي والإثارة، دارت أحداث المسلسل “ديد رينجرز” (Dead Ringers) المتاح على منصة “أمازون برايم فيديو” (Amazon Prime Video) والمكون من 6 حلقات.
المسلسل مُقتبس من فيلم آخر يحمل الاسم نفسه صدر عام 1988، ومستوحى بدوره من رواية بعنوان “التوأم” كتبها باري وود في 1977 ومقال نُشر عام 1976.
تناولت تلك الأعمال القصة الحقيقية للتوأم ماركوس اللذين نجحا في الطب النسائي وأسسا عيادتهما الخاصة بجانب نشرهما أبحاثا رائدة بالمجال الطبي في الستينيات، لكن بحلول السبعينيات أدمن كلاهما الباربيتورات والأمفيتامينات فتعثر عملهما، قبل أن يُعثر على جثتيهما في حالة قذرة في عام 1975.
غير أن النسخة الحديثة التي صدرت هذا العام قُدمت بمعالجة مختلفة ومتطرفة وجاء أبطالها من النساء، إذ جرى خلالها التركيز على الآثار السيئة للقرارات الطبية الجسيمة وفداحة انتهاك معايير الممارسات الطبية وثقة المرضى.
تمحور المسلسل حول طبيبتي الأمراض النسائية والتوأم المتماثل بيفرلي وإليوت اللتين يتشاركن كل شيء الأخلاقي وغير الأخلاقي، ومن ذلك إدمان المخدرات والهوس بالتشريح الأنثوي الذي يقودهما إلى النجاح والمأساة على حد سواء.
هل يكفي ضوء صغير للوقوف بوجه النازيين؟
“ضوء صغير” (A Small Light) مسلسل درامي تاريخي عُرض أول مرة في مايو/أيار الماضي على “ناشيونال جيوغرافيك” (National Geographic) ومن ثمّ صار متاحا على منصتي “ديزني بلس” (Disney Plus) و”هولو” (Hulu).
يتتبع العمل السيرة الذاتية لميب جيس ذات الجنسية الهولندية التي لا تتوانى عن المخاطرة بحياتها في سبيل إنقاذ عائلة رئيسها بالعمل “أوتو فرانك” وإخفائها بعيدا عن أعين النازيين وبطشهم خلال الحرب العالمية الثانية.
وهو ما استمرت تؤديه طوال عامين بتفان وتؤدة بمساعدة زوجها وآخرين، كذلك كانت هي مَن عثرت على مذكرات “آن فرانك” وحفظتها بأمان قبل تسليمها لرئيسها الذي نشرها فيما بعد وصُنّفت ضمن أقوى الشهادات الحقيقية على الهولوكوست.
جينيفر غارنر تبحث عن زوجها الغائب؟
أحيانا تُجبرنا الظروف على السير في دروب غير ممهدة من أجل الوقوف وجها لوجه أمام الحقيقة الخفية على أمل الحصول على بعض السكينة. كان هذا هو حال هانا، بطلة مسلسل الدراما والغموض “آخر شيء قاله لي” (The Last Thing He Told Me) التي وجدت نفسها مضطرة إلى التقرّب من الابنة المراهقة لزوجها، لعلها تكتشف السر وراء اختفائه.
المسلسل ضم 7 حلقات ومتاح عبر منصة “آبل بلس” (+ Apple)، من إخراج أوليفيا نيومان ودينيز جامزي إرجوفين وتأليف لورا ديف وجوش سنغر، أما البطولة فأسندت إلى الممثلة جينيفر غارنر على الرغم من أن الترشيح الأول كان من نصيب جوليا روبرتس. وشارك في البطولة أيضا أنجوري رايس ونيكولاي كوستر والداو أحد الأبطال الرئيسيين بمسلسل “صراع العروش”.
ووفقا للإحصائيات التي حصلت عليها مجلة “فاريتي” (Variety)، حقق المسلسل 4.5 ملايين مشاهدة في أول شهر من البث، وذلك ما جعله المسلسل القصير الأعلى مشاهدة في تاريخ المنصة منذ إطلاقها في 2019.