لماذا يعتقد الشباب أن (الكبت) يرتبط بالسهر؟
وكالة الناس – كتب رئيس قسم الاعلام في مستشفى الرشيد للطب النفسي والادمان أنس الطنطاوي:
بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها، نتناول في هذا المقال الجوانب المختلفة والمتعلقة بمادة الكبتاجون المخدرة بهدف تحقيق أقصى قدر من الفائدة للمتلقي.
* متى نشأ الكبتاجون ولماذا ؟
* ما هو الكبتاجون؟
* هل للكبتاجون دور في الجانب الطبي؟
* ما هي أضرار تعاطيه؟
* لماذا يعتقد الشباب أنه يرتبط بالسهر والنشاط؟
* لماذا تم حظره دوليًا؟
* ما هو نوع وشكل الأعراض الانسحابية التي تظهر عند انقطاع جرعة الكبتاجون؟
* ما هي العلامات التي تظهر على متعاطي الكبتاجون؟
* ما اهمية علاج ادمان مادة الكبتاجون؟
* ما الطريقة الصحيحة للتعامل مع هذه الحالات؟
أول ما صُنِع الكبتاجون في اليابان كان في عام 1919م بواسطة الكيميائي (أوقاتا)، وكان الهدف من صُنعه استخدامه في العلاج. يُعتبر الكبتاجون أحد مشتقات مادة الأمفيتامين، والتي تعتبر مادة كيميائية تحفّز الجهاز العصبي. وقد استُخدم الكبتاجون في ذلك الوقت ولسنوات طويلة كعلاج للأطفال الذين يعانون من قصور الانتباه وفرط الحركة وحالات الخدران والاكتئاب.
في العام 1961، تَطَوّرت صناعة الكبتاجون في ألمانيا، وكان الاسم الكيميائي للمادة (الفينثيلين). وبدأ استخدامه بشكل أساسي كبديل للعقاقير الصيدلانية المستندة إلى الأمفيتامين. ومع ظهور الآثار الجانبية على المرضى، ظهرت توصيات من أصحاب الاختصاص في هذه البلدان وغيرها بضرورة حظر استخدامه.
وبعد إجراء دراسات علمية حول الحالات التي تلقت العلاج بهذا العقار، لوحظ وجود علاقة وثيقة بين الكبتاجون والإدمان، بالإضافة إلى الأضرار الصحية العديدة التي تفوق الفوائد التي يمكن أن يحصل عليها المرضى من هذه المادة بأضعاف.
أصبحت مادة حبوب الكبتاجون غير قانونية منذ عام 1986م بقرار هيئة الرقابة الدولية التابعة للأمم المتحدة. وقامت منظمة الصحة العالمية بإدراجها كمادة محظورة، نظرًا لكونها من أكثر المؤثرات على العقل. وعلى الرغم من هذا الحظر، فإن تصنيعها الغير قانوني لا يزال موجودًا في العديد من الدول، خاصةً بعض الدول العربية. يتم تهريبها وتداولها كمخدرات، وتستهدف بشكل خاص فئة الشباب.
تنتج حبوب الكبتاجون بتركيبات كيميائية متعددة، ولا يوجد استقرار أو مقياس علمي عند عند تصنيعها. فهي تحتوي على مواد وشوائب سامة مختلفة التي يتم مزجها مع الكبتاجون. غالبًا ما تأتي الحبوب بأشكال مختلفة مثل الأقراص البيضاء أو الوردية أو السكرية أو الحليبية اللون، وتحمل رسومًا مثل قوسين متعاكسين أو رأس حصان. قد تكون أحيانًا على شكل كبسولات أو حبوب مكسرة أو مطحونة. ومع ذلك، لا يتم تحديد اللون أو الرسم بشكل حصري، حيث يمكن أن يتم تغيير اشكال الحبوب المتداولة.
لذلك، فمن المهم أن يكون لدينا وعي حول هذه المادة ومعرفة مظهرها وطرق تداولها، خاصةً للأسر والتربويين، حيث قد يكونوا قد شاهدوا تلك الحبوب مع أبنائهم ولم يستطيعوا التعرف عليها.
يجب على كل من يتعامل مع فئة الشباب والمراهقين أن يكون لديه معرفة بالأسماء المتداولة لحبوب الكبتاجون ايضا، خاصةً في المنطقة العربية. بعض هذه الأسماء هي “الكبت”، “الليموني”، “الشبة”، “الألماني”، “النقرة”، “البنفسجي”، “اللوزي”، “الأبيض”، “أبو قوسين”.
ويتم غالبا تعاطي الكبتاجون عن طريق البلع وأحيانًا تحت اللسان وهنا يتوجب الاننباه.
• تفاقم حجم مشكلة حبوب الكبتاجون
بعد الاضطرابات التي شهدتها المنطقة العربية وظهور جماعات تتحكم بالحياة العامة في بعض البلدان، أصبحت تلك الجماعات تقوم بصناعة الكبتاجون وتهريبه إلى دول أخرى. هذا أدى إلى انتشار الكبتاجون في معظم البلدان العربية. زادت أعداد الحبوب المضبوطة في العام الواحد إلى مئات الملايين في اقليمنا، وارتفعت حالات الإدمان بشكل غير مسبوق. هذا الأمر أدى إلى مشكلات أخرى في بعض هذه البلدان نتيجة سلوك الشباب المرتبط بتعاطي الكبتاجون.
ظهرت حملات إعلامية سلبية من مصادر غير موثوق بها تنقل معلومات خاطئة للشباب بأن الكبتاجون هو مادة منشطة تساعد على السهر والدراسة. تركزت هذه الحملات على الطلبة وبعض المهن التي تتطلب السهر والجهد. وتزامن ذلك مع انتشار مقاطع فيديو ونشر مقالات ذات معلومات زائفة تستهدف هذه الفئات، مما أدى إلى إغراء بعضهم.
لقد لعبت الأجهزة المعنية في الأردن دورًا كبيرًا في مواجهة تجار ومهربي هذه المادة، وشكلت هذه الإجراءات ايضاً حماية للعديد من دول المنطقة.
• ماذا يحدث عند تعاطي الكبتاجون على المتعاطي
متعاطوا الكبتاجون قد يعانون من مجموعة متنوعة من الأعراض والتأثيرات النفسية. بالفعل، يمكن أن يشعر الأشخاص المتعاطين بالاضطهاد والبكاء بدون سبب، وقد يحدث لهم بعض الهلوسات واضطرابات في الحواس. قد يتصور بعضهم أن هناك حشرات تتحرك على جلده، وفي بعض الحالات الشديدة قد تظهر أعراض مشابهة لأمراض الفصام وجنون العظمة.
إضافة إلى ذلك، يمكن لبعض المتعاطين للكبتاجون أن يشككوا في أصدقائهم ويعتقدوا أنهم يتآمرون ضدهم، وقد يشكون في زوجاتهم بأن لديهن علاقات سيئة مع أشخاص آخرين. هذه الشكوك تسبب مشاكل عائلية خطيرة تؤدي في بعض الأحيان إلى الانفصال وتفكك الأسرة. بعض الأشخاص الذين تعافوا من التعاطي المستمر للكبتاجون رووا قصصهم، وأشار أحدهم إلى أنه كان يتهم زوجته بوجود أشخاص آخرين في المنزل، وأن هذه الحالة كانت السبب الرئيسي للبحث عن العلاج.
هذه الأعراض والتأثيرات النفسية تبرز خطورة تعاطي الكبتاجون وتأثيره السلبي على الصحة العقلية والعلاقات الاجتماعية. من المهم أن يتم التعرف على هذه الأعراض والتحذير من مخاطر تعاطي هذه المادة للحفاظ على صحة وسلامة الأفراد والمجتمع بشكل عام.
تعاطي الكبتاجون قد يزيد من احتمالية انتقال الشخص لتعاطي مواد مخدرة أخرى، خاصة المواد المنشطة مثل الميثامفيتامين (الكريستال)، المعروفة أيضًا بـ “الشبوة”. تتشابه هذه المواد في بعض الخصائص والتأثيرات، مما يجعل الأشخاص الذين يتعاطون الكبتاجون أكثر استعدادًا لتجربة مواد أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نشير إلى العامل الأساسي الذي يؤثر على تأثير الجرعة في الدماغ. فالمواد الكيميائية الموجودة في المخ تعمل على تحفيز الخلايا العصبية، وتعمل هذه المواد على نقل الإشارات بين الخلايا العصبية. لا يمكننا التوسع في آلية عمل الكبتاجون في الدماغ بالتفصيل هنا، لكن من المهم أن نذكر هذا العامل.
• الأعراض الانسحابية عند انقطاع الجرعة .
عندما يتوقف الشخص المعتاد على تعاطي الكبتاجون فجأة، قد يعاني من أعراض الانسحاب. تشمل هذه الأعراض زيادة الشهية للأكل، والخمول الشديد، والنوم المفرط لفترة تصل إلى عدة أيام بعد التوقف. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يصاحب التوقف المفاجئ عن تعاطي الكبتاجون حالات الاكتئاب، وفي بعض الحالات الشديدة قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية تجعل الشخص يفكر في الانتحار.
من المهم أن يكون هناك رعاية طبية للأشخاص الذين يقررون التوقف عن تعاطي الكبتاجون. يجب مراقبتهم خلال فترة الانسحاب ومساعدتهم على التعامل مع الأعراض الانسحابية والمشاعر السلبية التي قد تظهر. قد يكون من الضروري توفير علاج للاكتئاب إذا تطلب الأمر.
يجب الاستعانة بفريق طبي متخصص في علاج الإدمان لتقديم برنامج علاجي والمساعدة اللازمة للأفراد الذين يرغبون في التوقف عن تعاطي الكبتاجون والتعامل مع الانسحاب والتحديات النفسية المرتبطة به لحين انتهاء الخطة العلاجية ومن ثم الانتقال الى برنامج الرعاية اللاحقة.
• علامات ومؤشرات على متعاطي الكبتاجون (مظاهر سلوكية وبعض منها جسدية)
– كثرة الحركة والكلام وعدم الاستقرار بلا وعي.
– قلق وتوتر وشعور بالتمرد النفسي والاضطهاد ونفاذ الصبر والتشكك في الآخرين مما يؤدي في بعض الحالات الى إثارة الشغب وارتكاب أعمال العنف دون سبب.
– كثرة حك الأنف لجفاف الغشاء المخاطي.
– رائحة كريهة قد تخرج من الفم وتبدو الشفاه مشققة أحياناً فيقوم بترطيب اللسان.
– اتساع حدقة العين والتأثر بالأضواء العاكسة.
– عدم الميل الى الطعام واضطرابات في الجهاز الهضمي.
– زيادة في إفراز العرق.
– البلادة – ضعف الذاكرة – صعوبة التفكير – عدم الثبات.
– ميول انتحارية عند التوقف عن التعاطي.
– عدم القدرة على النوم تحت تاثير الجرعة مع قلة الادارك وإرهاق وتوتر شديد نتيجة وجود المادة المنبهة في الجسم
– حك الأسنان ببعضها والتدخين بشراهة.
– ارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب.
– ضعف الشهية والغثيان والتقيوء … ولكن تزداد الشهية بعد انتهاء المفعول.
– اضطراب الحواس وارتعاش اليدين وسماع أصوات لا وجود لها.
– ايضاً يمكن معرفة المتعاطي من تحليل الدم او البول والذي يكون فعالاً لفترة اطول وهذا طبعا ليس مؤشرا وانما دليلا علميا.
• علاج ادمان الكبتاجون
– العمل على أن يمتلك الشخص البصيرة والرغبة والإرادة الصادقة والدافعية للعلاج، وعلى الأهل والمختصين استخدام مهارات زيادة الدافعية لحثة على العلاج من خلال.
– تعاون الأهل كوالدين أو صديق صالح لإقناعه بتقبل فكرة التقدم للعلاج وعدم اللجوء للقسوة.
– شرح الأضرار الصحية والنفسية والاجتماعية للإدمان وبصورة تتلائم مع مدى تقبله.
– اختيار الوقت المناسب الذي يكون فيه المريض في وضع يتقبل ذلك.
– على الشخص الذي يعهد إليه بإقناعه أن يذكره بايجابيته وحسناته قبل التعاطي، ثم يذكر له السلبيات التي نتجت بعد تعاطيه، ثم تذكيره مرة أخرى بفاعليته ودوره الايجابي في الحياة.
– تبسيط إجراءات العملية العلاجية، لتشجيعة على الذهاب لتلقي العلاج مع شرح قانون العلاج له وانه معفى من العقوبة القانونية ويتم التعامل بسرية وخصوصية تامتين في حال تقدم من تلقاء نفسه.
– استخدام أسلوب النمذجة من خلال ذكر بعض النماذج الايجابية لمتعاطين تعافوا بعد الخضوع للعلاج، ونماذج أخرى سلبية لمتعاطين تركوا أنفسهم للمخدرات.
– الصبر وعدم الضغط عليه اذا لم يستحب من المرة الأولى ، مع عدم الياس او الاستسلام و المحاولة مرة ثانية وثالثة في وقت لاحق والاستعانة بشخص اخر لاقناعة يكون موضع ثقة بالنسبة للمريض.
لا بد من تعزيز الجهود التشاركية بين كافة المؤسسات المعنية في القطاعين العام والخاص والوقوف إلى جانب الجهات الرسمية لمواجهة خطر هذه المادة وغيرها من المواد المخدرة. تعزيز برامج التوعية لسد الفجوة بين الإدراك والواقع حول هذة المادة وضرورة إيجاد منظومة إعلامية مضادة للاعلام العالمي السلبي الذي ينشر معلومات مضللة ومشوهة، وذلك من أجل حماية أبنائنا. وضع برامج موجهة لجميع الفئات العمرية لتطوير ثقافة البحث عن برامج العلاج والتوجه نحوها.