عاجل

الغلاء يحرم عائلات من فرحة العيد.. تونسيون يروون

وكالة الناس – في السوق المخصّص لبيع أضحية العيد بمنطقة المروج جنوب العاصمة تونس، تجوّل فتحي مخلوف مع زوجته وابنه لاختيار خروف، لكنه انصرف في النهاية دون أن يشتري، بعد فشله في إيجاد سعر في متناوله.

“ثمن الأضحية مرتفع”

يقول فتحي لـ”العربية.نت” إن “أثمان أضحية العيد مرتفعة بشكل قياسي هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية، أنا موظف متقاعد وراتبي الذي أتقاضاه لا يمكنني من شراء خروف، سأعود قبل العيد بيوم، ربما تنخفض الأسعار وأجد ما يتناسب وقدرتي الشرائية، وإلاّ فإننّا لن نحتفل بالعيد”.

لكن زوجته ربيعة جبالي تدخلت، وقالت إنها قد تضطر للاقتراض من العائلة لتسديد ثمن الخروف، رغم أن زوجها يعارض هذه الفكرة، لأنها لا تريد أن تتخلّى عن فرحة العيد مهما صعبت ظروفهما المادية.

التخلي عن شراء الأضحية

وقبل أيام من حلول عيد الأضحى، لا تبدو حركة البيع والشراء في السوق كبيرة، أغلب التونسيين يتجوّلون ويخرجون منه وأياديهم فارغة ويكتفون بالسؤال عن الأسعار فقط، والتي تتراوح بين 700 (220 دولارا) و 1500 دينار (480 دولارا) وهي أسعار تعتبر مرتفعة مقارنة بالمعدّل العام للرواتب في تونس سواء في القطاع العام أو الخاص.

هذا الوضع دفع منذر خليفي إلى التخلّي عن شراء الأضاحي وإلغاء فكرة الاحتفال بالعيد، بسبب الضغوط الاقتصادية التي يواجهها وارتفاع أسعار المواد الأساسية.

استغلال التجار

قال منذر إنه سيقوم بشراء كمية من اللحم الجاهز لأسرته التي تتكون من 4 أفراد وإعداد كافة الأطباق التي تطبخ بمناسبة عيد الأضحى، بعد تضاعف الأسعار، وتحوّل هذه المناسبة الدينية إلى فرصة للابتزاز وللاستغلال من قبل التجار والوسطاء والمزارعين”.

لكن المزارع محمد بن غربية والذي قدم من محافظة باجة لعرض خرفانة للبيع، ينفي هذه التهم، ويقول إن ارتفاع الأسعار هذا العام يعود إلى غلاء ثمن الأعلاف وإلى الجفاف الذي قلّص من مساحات المراعي وكذلك إلى تقلّص أعداد القطيع، بعد لجوء أغلب الفلاحين إلى بيع مواشيهم بسبب ندرة غذائها وتضاعف ثمنه.

“سلوك جديد”

ويقرّ بن غربية، أن الحركية التجارية لهذا العام ليست كالعادة، وأن إقبال التونسيين على شراء الأضاحي ضعيف مقارنة بالسنوات الماضية، موضحا أن هناك توّجها لدى عدد من العائلات بعدم الاحتفال بالعيد، معتبرا أنّه سلوك جديد داخل المجتمع التونسي.

وبحسب تصريحات رسمية، ارتفعت أسعار أضحية العيد في تونس بنحو 25 بالمئة هذا العام، وتراجع عدد رؤوس الأغنام وبلغ 850 ألف رأس مقارنة بأكثر من مليون رأس العام الماضي، في ظلّ مخاوف من انهيار هذا القطاع الفلاحي خلال السنوات المقبلة.

معصرة الخير والبركة