0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

القسوس يشهر كتابه (نسيت أن أفرح) في اتحاد الكتاب

وكالة الناس –  أقيم في اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين حفل اشهار كتاب (نسيت ان افرح ) للكاتب ضيغم القسوس وسط حضور لافت من أعضاء اتحاد الكتاب وضيوفه و المهتمين بنشاطات الساحة الأدبية الأردنية والإعلاميين بحضور رئيس اتحاد الكتاب الشاعر عليان العدوان.

وقد قدمت الدكتورة امل بورشك ورقة نقدية اوجزتها بقولها ما أن تبدأ بقراءة النصوص المنوعة تتأكد أن الكاتب ضيغم القسوس بنى أفكاره على التجربة الحقيقية من الواقع، مؤكدا قول نزار القباني: ” فالتجربة إذن شرط أساسي من شروط الكتابة ، والكاتب الذي لا يعاني، لا يستطيع أن ينقل معاناته للآخرين “.

فمن مقدمة رياضي وصل إلى منطقة الجزاء وحقق الأهداف ولكنه نسي أن يفرح ، يربطك بعنوان الإصدار الجديد ، ويكمل عائدا بك في الذاكرة بأسلوب ” فلاش باك” متذكرا تسلسل الأحداث في الماضي الجميل من وجهة نظره وهو يسبح في بحر القناعة و الرضى و لكنه يذكرك بأنه نسي أن يفرح .

ومن ثم يدخل في عالم الرياضيات الذي أتقن فيه العقاب والصفح و لكنه نسي أن يفرح ، حتى أصدر كتابه نسيت أن أفرح في تسعة ملفات و بعدة عناوين مضيئة و جاذبة وتظهر عتبات نصوص خاصة بخبرات الكاتب الذي استقاها من معاركة الحياة .

ويستخدم أسلوب طرح التساؤلات مثل : هل نحن في تابوت ؟” ، أو حاوية خاوية مؤكدا باختزال :لا…لن أخاف !!!! أو الثلج الأسود !!!!, و كانون الثالث ، ويستخدم الاستجداء في عنوان : دعونا نكسب ساعة إضافية ، أو الرقم و الوجع و الهم الوطني ، ومن ثم يذكرك بالمصطلحات الذكية و التعبيرات الرقمية ، ويختمها بقيم المجتمع الأردني.

ومن ثم تحت كل عتبة ذات فرادة خاصة ببصمة الكاتب المبدع المهندس ضيغم القسوس ننساب الأفكار بكل سلاسة ونقاء ، ليبادل القارئ أفكاره واستنتاجاته و تقاطعات خبراته مع الحياة، ومن ثم يختم بحكمة فريدة فيغلق نصه بكل إتقان ، فتنتهي القراءة ولكن لا يتوقف التفكير في صوت رنين الحروف في ذهن القارئ ، فتنغرس المعرفة بكل اتقان.

وفي كل نص تجد حضورا للعقل والقلب والعين فتغوص في أعماق النصوص الحية والمتحركة بجمالية صورها وفنية حبكتها ، لتساعدك على استكشاف المزيد من مضامين معاني الكلمات ما بين السطور ، فتتجلى خصوصية قدرة الكاتب الفسيفسائي المبدع ضيغم القسوس الناقد لواقع الحال وباني الآمال بالتصحيح المأمول.

فيأخذك بيدك كقائد ملهم ليساعدك على التمييز بين ما هو حقيقي من المعلومات وما يحدث من تناقض على أرض الواقع.

و يعود ليظهر قدرته الكتابية على إدخال العديد من المفاهيم المتوارثة و يزينها بما استجد في عالم الرقمنة ولك كقارئ أن تقرر القبول أو عدمه عندما تقرأ.

فتكتشف الكثير من القضايا الحياتية التي لا تخلو نصوصها من العاطفة والفكر والخيال واللغة العميقة ، مما يقودك إلى التفكر في اللفظ والمعنى والشكل والمحتوى ، وهذه بحد ذاتها تفصح عن قدرات كتابية إبداعية لا يستهان بها لدى الكاتب الذي أتقن نسج النصوص الزاخرة بتساؤلات ثقافية محفزة لذهن القارئ المتعطش للمعرفة .
فالنصوص تعكس لغة قوية و مضامين ثرية تلقي الضوء على الخبايا الفكرية و الفنية للغة و المصاغة بأسلوب خاص بالكاتب المهندس ضيغم القسوس فقط مؤكدا بصمته الفريدة في كل طرح أدبي تؤكد أنها للكاتب المهندس المبدع ضيغم القسوس .

فقصدية نصوصه لايمكن أن يغفل عنها أي قارئ ، لاحتوائها على الأثر النفسي و الأدبي للكاتب والقارئ معا فهي تجسر الفجوة بينهما بأسلوب ابداعي يصنع المعنى فتحس وكأنك ترافق الشاعر في سطوره النابضة بالحياة والتي لا تخلو من الجدة والابتكار في استرساله باللغة الفصحى أو العامية ليحكم بناء هرمية أفكاره المستقاة من مهنته وتراكم تجاربه الحقيقية .

فهو يدخلك إلى أعماق عالمه الخاص بكل شفافية و يعايشك دقائق ساعته ، ويأخذ بيدك إلى مستقبل يأمل بأن لا تنسى أن تفرح فيه.

فنصوصه لا تخلو من تناغم الكلمات و حيوية الأمكنة المتحركة أو الصامتة ، فهي زاخرة بالقيم و الشعورية المؤثرة.

فحققت بذلك وظيفتها الجمالية و التفسيرية بصور فنية ذات دلالة على المعاني المرادة ، كما أن الكاتب يفصح عن كل ما تجرعه من ألم و حزن بثه في سطوره بين الحين و الآخر موشحا إياه بعواطف جياشة من الحنين للماضي و الصبر و التوق للإنجاز بعد عناء .

وبين الحين والأخر يزاوج الكاتب بين ما يجول في نفسه و بين ما نعيشه في الحياة الخارجية فهو يربط الأسباب بالمسببات ثم يتنقل بفلسفة و حكمة إلى تعليل يساند تحليله المنطقي للأحداث .

وفي الختام لقى الاديب ضيغم القسوس مجموعة من كتاباته. مبينا قدراته الفذة في هذه البصمة الفسيفسائية الفريدة بين الفصحى والعامية والتي أتوقع يوما أن تكون من أهم رموز التراث القومي والوطني لقدرتها على تسطير نقل جمالية المجتمع الأردني و العربي بدقة إنسانية تتطلع إلى جمالية العيش بمنطقية متزنة، موصيا كل قارئ أن يتأمل حب الكاتب للطبيعة الغناء وعشقه للموسيقى وتأمل العناوين ذات الأسماء التي تقودك إلى قراءة ممتعة ، فتبعدك عن الملل المعاصر ويسمعك أصواتا متعددة تنصحك بحكمة وتنعشك بخفاء مذهل .وفي نهاية الحفل تفضل رئيس الاتحاد الشاعر عليان العدوان بتكريم الاديب ضيغم القسوس والناقدة د امل بورشك.