من يملك الثورة؟ ..من يشرعنها؟
لا يستحق سياسيو المعارضة السورية الجلوس في المقعد السوري في اجتماعات الجامعة العربية على مستوى المندوبين في القاهرة، أو على مستوى القمة!!. نقول هذا، لا لأن لنظام بشار الأسد شرعية المقعد، وإنما لأن بعض السياسيين المعارضين لا يستحقون.. خاصة حين يصبحون أدوات!!.
وإذا كان لا بد أن يملأ أحد مقعد سوريا، فإنّ أي ضابط جريح من آلاف الضباط عندنا يستحق هذا المقعد، .. لأنه هو الثورة، وهو سوريا!!.
سوريا، ونحن نتكلم الآن عن ثورتها، هي أكبر من كل الذين دخلوا أحشاءها لأنهم يملكون المال، والقوة، والعلاقات الدولية. وإذا كنّا متأكدين – وعن معرفة – بأن ثوار الداخل هم الأنقياء وهم الذين يملكون الزمام، فإن لا شيء يمنع من قبول إدامة الثورة بالمال والسلاح.. دون أن يخضع المقاتل لها.
لقد حدثت خلال الأيام الأخيرة انشقاقات واضحة في صفوف السياسيين، فاستقال الشيخ الخطيب بعد أن احرز سمعة جيدة. واستقال عدد من الذين جابهوا الديكتاتورية, وصمدوا في سجونها سنوات احتجاجاً على «انتخاب» رئيس وزراء هبط على الثورة من اميركا بالبراشوت.. وساندتهم في احتجاجهم قيادة الجيش الحر, التي قالت بكل وضوح, نحن لا نقبل أي تشكيل سياسي, وزاري أو غير وزاري, لا يقوم على التوافق. ويبدو أن الاخوان المسلمين السوريين لحقوا بزملائهم في القاهرة وتونس وطرابلس ليبيا, فاصبحوا عاشقين للسلطة حتى قبل أن تكون لهم سلطة. وقد كنا نعتقد دائماً أن اخوان سوريا – كما عرفناهم – يختلفون عن الاخرين منذ ايام الاربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي!!
سوريا الثورة ليست بحاجة الى مقعد في الجامعة العربية, لتكون لها شرعيتها العربية والدولية. فالثورة على الطغيان والفساد شرعية بطبيعتها لأنها تمثل كل ما هو نقي, وأصيل, وديمقراطي. واذا كان هناك من يريد دعم الثورة, فإن عليه أن ينسى مصالحه السخيفة. فاخلع نعليك من رجليك لأن هذه الارض مقدسة!! ومن السخف أن تعطي الثورة مليوناً وتعتقد انك تملكها!!
الثورة اقلعت, وصارت اشرعتها تملأ الشواطئ والخلجان والمحيط. والاغبياء هم الذين يعتقدون أنهم يستطيعون تحويل اساطيل الحرية الى زوارق لصيد السمك في عطلة نهاية الاسبوع!!