عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

السحر الأزرق و الرجل

وكالة الناس – د. فايز ابو حمدان – كنت منهمكاً في الأعمال الإدارية للمستشفى عندما جاء أحد أصدقائي المقربين إلى مكتبي مرتبكاً، لأن والده قد أدخل  إلى قسم الطوارئ نتيجة أوجاع في الصدر واحتماليه ذبحة صدرية ، الأمر الذي دعاني لترك ما بيدي مباشرة والذهاب لمساعده صديقي . حيث أن والده البالغ من العمر 75 عاماً ،  كان يعاني من أعراض الجلطة القلبية ، وبعد استدعاء المختصين في هذا المجال ، و خروج الجميع من الغرفة صارحني والد صديقي بأنه اضطر لأخذ حبتين فياغرا خلال ذالك اليوم . فبعد وفاة زوجته  ، اضطر للزواج من فتاة تصغره بأربعين عاماً و قال لي ضاحكا : ” مُجبَراً أخـاك لا بطل ”

ولمعرفة  لماذا اضطر والد صديقي لإستخدام الفياجرا دعونا نتعرف على قصة اكتشاف الفياجرا “Sildenafil” .

ففي عام 1990 قامت شركة فايزر الأمريكية بتجربة هذا العقار لعلاج أمراض القلب والشرايين ،حيث لوحظ بعد انتهاء التجارب بأن الرجال الذين تناولوا هذا العقار رفضوا التوقف عنه ، ورفضوا كذلك إعادة  ما تبقى لديهم من عقاقير بعد انتهاء التجارب ، الأمر الذي دفع الشركة للبحث عن السبب. حيث اكتشفت المفعول الخارق لهذا العقار،  والذي يؤدي إلى إيقاف إفراز انزيم يدعى “PDE-5” و بدوره يؤدي إلى تجمع الدم في القضيب وانتصابه  مما دفع الشركة إلى تقديم طلبات لإستخدامه في علاج الضعف الجنسي .

وفي عام 1998 وبعد انهاء كافة الإجراءات المطلوبة،  تم الحصول على موافقة الجهات المعنية ليتم طرحه في الأسواق ، وقد بلغ الدخل السنوي من  بيع هذا العقار 1.7 مليار دولار أمريكي ، وهكذا بدأ استخدام السحر الأزرق اللون والذي أصبح يرافق الكثير من الرجال في الحياة اليومية.

فقد أثبتت الأبحاث العلمية بأن حوالي 20-30% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 30-80 سنة يعانون من مشكلة الانتصاب .

و قبل اكتشاف الفياغرا توفرت علاجات وأدوية مختلفة مثل الكانثردين و البروستاجلاندين لعلاج صعوبة الانتصاب ،  ولكنها كانت مصحوبة بتأثيرات جانبية كثيرة ، كما ان أساليب تناولها معقدة ، لذلك كان هناك محاذير متعددة ومخاوف من استخدامها ، ولكن اكتشاف الفياغرا جعل الأمور أكثر سهولة من حيث طريقة الإستخدام  والمفعول.

ان ممارسة الجنس هو أمر طبيعي ولا خلاف عليه ، وقد استطاع الطب في السنوات الأخيرة إيجاد حلول وعلاجات كثيرة  لمقاومة الأمراض المترتبة عن الضعف الجنسي والتي تساعد الإنسان على التمتع بالحياة  ، وخاصة التي تعالج مشاكل العجز الجنسي وصعوبة الإنتصاب.

ما يتوجب علينا معرفته هنا هو أن الضعف الجنسي وخاصة عدم القدرة على الإنتصاب يعود إلى أسباب متعددة فهناك أسباب عضوية:  مثل تصلب الشرايين ، السكري، و الإضطرابات الهرمونية، وعلاج هذه الأمراض يؤدي إلى تحسين الوضع دون اللجوء إلى استخدام الفياغرا، أما الأسباب الأكثر شيوعاً فهي أسباب نفسية فمعظم الرجال لديهم خوف من الفشل أثناء ممارسة الجنس،  وهذا ما يجعل الأمور أكثر تعقيداً ، ويضعف من رجولة الشخص،  ويسبب له وضع نفسي يشعره بالإحباط والفشل، ويضعف وضعه الإجتماعي في الحياة الزوجية ، فالعجز الجنسي عند الرجال من أكثر المشاكل والأمراض حساسية في مجتمعنا الشرقي الذي يعتبر الرجولة والفحولة أحد معايير تقييم الرجل ، إضافة إلى أن استخدام طرق وبدائل لممارسة الجنس في الحياة الزوجية غير متوفرة لدينا وغير مقبولة في مجتمعنا .

وهناك دراسات علمية أثبتت أنه وبمجرد وجود هذا العقار في غرفة النوم ، يعطي الرجل قوة نفسية مرتبطة بالأداء الجنسي ، ويساعده على الإنتصاب دون تناوله.  فالتأثير النفسي لهذا العقار هو التأثير السحري الذي نتحدث عنه .

لقد تربعت حبة الفياغرا على العرش لعدة سنوات إلى أن استطاعت شركات جديدة انتاج عقاقير مشابهة تنافسها في الأسواق مثل سياليس “Cialis” المشابه بالمفعول ، ولكن تأثيره يأتي متأخراً بعد 36 ساعة ، كما لا يتسبب  في حدوث أية مضاعفات  للقلب والشرايين،  لذلك يدعى هذا العقار (عقار عطلة نهاية الأسبوع ). أما عقارليفيترا “Levitra” فيؤدي المرجو منه خلال 20 دقيقة،  ولكن له سلبيات عديدة  .

إن  هذه العقاقير لها سلبيات وتأثيرات على القلب والشرايين عند بعض الرجال،  لذلك يتوجب الحذر والإتزان في تناولها ، ويجب التنويه  هنا أن هناك العديد من الأدوية المقلدة من الهند والصين وبعض دول أوروبا الشرقية بنفس الأسماء،  ولكن بدون مفعول، لهذا يجب الحذر منها وبشدة متناهية كي لا تسبب أضرارا قد تكون خطيرة في بعض الأحيان .