وريث الاسد .. مكلف جداً
العرب خلال القمة العربية في الدوحة امام قرار خطير،والقرار اذا صودق عليه سيأخذ الجميع الى نفق مظلم.
القرار يتعلق بمنح مقعد سورية في جامعة الدول العربية للحكومة السورية المؤقتة،بدلا من الدولة الحالية.
منح المقعد الحالي المجمدة فيه عضوية الدولة السورية الحالية للمعارضة السورية،سيؤدي بالضرورة الى قيام العواصم العربية بطرد كل السفراء السوريين لديها،وتسليم السفارات والقنصليات والبعثات الدبلوماسية الى ممثلين عن المعارضة.
لا يعقل ان تبقى ذات البعثات الدبلوماسية معتمدة فيما يتم تغيير صفة المقعد من مجمد حاليا الى مقعد سوري للمعارضة السورية،باعتبارها وريثة النظام الحالي في دمشق.
هذه الخطوة قد تقابل من النظام السوري بطرد السفراء العرب المعتمدين لديها،واغلاق السفارات العربية،وهذه تداعيات كبيرة لن تحتمل كلفتها الدول العربية فيما النظام السوري غارق اساسا ولا يهمه البلل في هذا التوقيت بالذات.
ماذا ستفعل العواصم العربية للسوريين لديها اذا تم منح مقعد سورية لحكومة المعارضة،واذا تم طرد السفراء السوريين واغلاق البعثات،وهل سيتمكن ممثلو المعارضة في العواصم العربية من اصدار جواز سفر سوري واحد لمواطن سوري،وهل سيتمكن ممثلو المعارضة من تصديق ورقة او وثيقة،وعلى اي اساس،وماهي صلاحياتهم ومصادر شرعيتهم المعلوماتية والقانونية؟!.
تجميد عضوية الدولة السورية الحالية في جامعة الدول العربية اقل ضررا،وهي خطوة شكلية،لم تؤد الى الاضرار بشرعية التمثيل السياسي والدبلوماسي خارج اطار القمة العربية،فيما الجنوح لتعيين ممثل للمعارضة لابد ان يؤدي الى تداعيات دبلوماسية واسعة،فوق تقسيم المعارضة السورية،وتفتيت اجنحتها،على خلفية الصراع والتنافس حول من يقطف التمثيل في الجامعة العربية؟!.
قد يقوم نظام الاسد ذاته بطرد السفراء العرب على اراضيه ردا على تعيين ممثل الحكومة المؤقتة في هذا الموقع،وعندها ايضا ستقوم العواصم العربية باتخاذ خطوات من باب رد الفعل،اقلها اغلاق البعثات السورية عندها،وهذا سيضر بدول عربية وشعوبها ومصالحها الاقتصادية والاجتماعية،وسيرتد في المحصلة على قدرة العواصم العربية على التعامل مع السوريين في تلك الدول لانهم بلا غطاء رسمي يتعاملون معه في بعض الحالات.
قد يأتي محللون ويقولون ان احلال المعارضة السورية في مقعد الدولة السورية الحالية مجرد خطوة تصعيدية،قد لا تؤدي الى نتائج مثل تلك التي تحدثنا عنها،بحيث تنحصر التداعيات على التعيين،ولا يتم مس البعثات الدبلوماسية السورية في العواصم العربية،وهذا كلام لا يصمد ابدا امام السقوط السريع لشرعية هذه البعثات في حال اتخاذ مثل هذه الخطوة.
سيكون المشهد مشوها،لو قامت الدول العربية بابقاء السفارات السورية وفي ذات التوقيت فتح مكاتب لممثلي المعارضة السورية،وهذه قمة التشوه السياسي ولايضمن احد المداخلة السورية التي قد تربك الاجواء وترتد على اوضاع السوريين في الدول العربية وعلى ارتباطات العرب داخل سورية.
لاداع لكل هذه القصة،وهي مجرد قرصة مؤلمة للنظام السوري،لكنها قرصة لها تداعياتها الكبيرة،وقد يكون من مصلحة العرب قبل النظام السوري،ابقاء العضوية مجمدة،او الوصول الى اي حل آخر،غير هذا الحل المكلف جداً.
maher@addustour.com.jo