عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الذيب والمبدعون الاردنيون

علينا بعد النجاحات المذهلة التي حققها ناجي ابو نوار, وعدنان وطلال العواملة, ونديم صوالحة وآخرون, في حقول الابداع السينمائي والتلفزيوني ان نجد حالة وطنية تشابه حالة طلعت حرب الذي اسس بنك مصر واستديو مصر, ورعى رعاية لصيقة النهوض السينمائي المصري, فمن غير المعقول أن يكون داعمو فيلم ذيب: صندوق الملك عبدالله, وصندوق سند الاماراتي, وصندوق «نيجن زودايست» السويسري وشركاء محليون هم مياه الترا وRHRC وزين واراميكس ولومينوس ميديا وساك والهيئة الملكية للافلام.
هذه القائمة الطويلة من اسماء الداعمين تدلنا على شيء آخر غير الكلفة العالية, انهم لا يعرفون المخرج الشاب, ولم يشاهدوا فيلماً من افلامه لذلك فإن مساهماتهم المالية كانت محدودة.
الصورة الان تغيرت, وناجي وعدنان وطلال ونديم وغيرهم لم يعودوا اسماء مجهولة مغامرة, ومعنى ذلك اننا صرنا بحاجة الى مؤسسة كبيرة لرعاية الثقافة السينمائية والتلفزيونية.. لأنها تشير الى بلدنا المزدهر عقلياً وفكرياً وشجاعة اخلاقية وانما لانها مصدر من مصادر التنمية الاقتصادية فصناعة الانتاج التلفزيوني السوري تجاوز دخلها 200 مليون دولار. ولولا الكارثة لكانت هذه الصناعة وقفت على الخط الاول في سباق الثقافة والاستثمار المربح.
كان من المفروض أن يعود نديم صوالحة الى بلده.. فقد شبع غربة في لندن – اكثر من اربعين عاماً – ومن المفروض أن نحمل ناجي ابو نوار على أكف الاستثمار والدعم لأنه «منتج» ثرٌ من منتجات الوطن, ومن الصحيح أن يعود عدنان العواملة الى ATV الاستوديوهات المهملة التي لا مثيل لها في دبي أوغيرها. فمنتج «الطريق الى كابول».. وعشرات المسلسلات التلفزيونية الممتازة لا يصح أن يكون في خدمة أي مموّل غير اردني. فهو بالتزامه بالممثل والكاتب والمخرج الاردني اعطى مثلاً بأن القصة ليست قصة تجارة بالفن. وقد ابدع ابو نوار اعظم ابداع اذ وضع ابناء البتراء ووادي رم الاطفال أمام الكاميرات وعلمهم شيئاً واحداً كما يقول بطل العمل الذي ينتظر جائزة الاوسكار جاسر عيد ان يتصرف كما انها ليست موجودة.
انه الان بطل في لوس انجلوس ولندن والدوحة وابو ظبي.. ويجلس على مقعده في الصف العاشر كأي طالب اردني.
لا شيء يأتي من الصدفة. وما يحققه المبدعون الاردنيون هو حصيلة لنمو بلدنا, وأجوائه المحفّزة. وما علينا الا أن نحيط الابداع بالرعاية الوطنية فالمبدعون ليسوا طالبي وظيفة, وانما هم طالبو تقدّم, وانتاج, ومجد الوطن.