عاجل

آلية دمج الأطفال ذوي الإعاقة بالمدارس العادية

وكالة الناس – الأطفال أو الطلاب ذوي الإعاقة أو ما يطلق عليهم ذوي الاحتياجات الخاصة، هم طلاب يحتاجون إلى مزيد من الاهتمام وبنية تحتية مختلفة في الصفوف والمدارس التي يكونون فيها، إلا أنهم صاروا ينضمون للمدارس العادية بدلًا من تخصيص مدارس خاصة؛ فوفقًا للمركز الوطني ارتفعت نسبة الأطفال ذوي الإعاقة في المدارس العادية من 33% في عام 1990 إلى 62% في عام 2014، وهو ما يشكل تحدٍ كبير وقلق لكل أطراف المعادلة

وفيما يلي الخطوات اللازمة لدمج ذوي الإعاقة بطلاب المدارس العادية بشكل ناجح:

توضيح مفهوم ذوي الإعاقة للطلاب العاديين
يبدأ الأمر برمته في ثقافة الطلاب العاديين، إنّ تشكيل تصور صحيح وسليم في أذهانهم تجاه ذوي الإعاقة هو ما سيجعلهم يشكلون مجتمعًا واحدًا خاليًا من التنمر أو الخوف أو القلق، فبالبعض لا يعرفهم والبعض يخاف منهم والبعض قد يتنمر عليهم، لذا من المهم أن يعرف الطلاب العاديين من هم ذوي الاحتياجات الخاصة، وعادة ما يتم ذلك بتجربة العديد من الأنشطة مثل الكتب أو الأفلام أو حتى شخص مختص في المجال لتوضيح الأمر على طريقته.

نصيحة: جعل الطلاب يفهمون مبدأ الاختلاف وأن لكل شخص نقاط قوته وضعفه وأن المجتمع عليه أن يكون متكافلًا وناضجًا في كيفية تقبل الآخر والتعامل معه من أهم ما يمكن أن يقدمه المعلم لطلابه في حياتهم.

السماح للطلاب العاديين بالتعبير عن آرائهم ومخاوفهم
بعد تثبيت المفاهيم الأساسية في أذهان الطلاب العاديين تأتي فكرة التدريب على هذه المفاهيم، ففي هذه المرحلة يسمح المعلم لطلابه بطرح الأسئلة والتعبير عن الأفكار التي تدور في أذهانهم وحتى مخاوفهم تجاه هذه الفكرة والاعتراف بنقاط قوتهم وضعفهم ضمن أنشطة صفية ممتعة.

تحذير: من المهم تحديد طريقة الأسئلة ونوعيتها وخاصة عند وجود أحد الطلاب ذوي الإعاقة ضمن الغرفة الصحية.

معالجة التحديات الخاصة بالطلاب ذوي الإعاقة
عند تواجد الطلاب ذوي الإعاقة في الغرفة الصفية سيكون هناك مجموعة من التحديات، مثل استخدام المعاقين بصريًا لأجهزة الآيباد، أو بطء قراءة ضعاف النظر، أو حتى عدم قدرة أصحاب الكرسي المتحرك على الحركة بسرعة ضمن أنشطة الحركة والرياضة وهنا تأتي أهمية معالجة هذه التحديات بتقبلها أولًا وبمحاولة التعايش معها ما أمكن، فيمكن الطلب من الوالدين شرح كيفية استخدام البرنامج الناطق في الآيباد، أو الانتظار بصدر رحب أثناء قراءة الطالب أو حتى تغيير بعض قوانين اللعب لأجل أصحاب الكراسي، والخ من التحديات التي تحتاج الوعي والذكاء والقدرة على التعامل مع المواقف.

ملاحظة: التحدي ليس في تقبل التحديات ومحاولة التعامل معها فقط وإنما في جعل الطلاب الآخرين تقبلها وأخذها بعين الاعتبار.

استضافة مشاهير ذوي الإعاقة أو التحدث عنهم
يعتمد هذا على قدرة المدرسة إما على استضافة أحد المشاهير من ذوي الاحتياجات ليحكي تجربته في طريقه نحو النجاح أو بالحديث عنهم ضمن عروض تقديمية وأنشطة مختلفة؛ وذلك لتسليط الضوء على فكرة أن النجاح يحتاج إلى تحدي وأيضًا لدعم ذوي الإعاقة المتواجدين في الغرفة الصفية.

تخصيص دروس توعية حول الإعاقات وأصحابها
هذه الدروس ليست إعادة وتكرارًا للأنشطة السابقة وإنما هي لزيادة وعي الطلاب تجاه الإعاقة وأهم المعلومات عنها، ليفهم الطلاب ذوي الإعاقة أكثر ويفهموا طبيعتهم، وهو ما سيساعدهم على كيفية التعامل معهم بشكل أفضل أو حتى كيف يكونون على قدر من المسؤولية والعون للطلاب ذوي الإعاقة.

وضع قواعد صفية لتواصل الطلاب معًا
من المهم أن تكون هناك قواعد واضحة تحدد كيفية تعامل الطلاب معًا سواء أكانوا طلابًا ذوي إعاقة أم طلابًا عاديين، مثل كيفية التحدث والتعامل اليومي بينهم، فمن المهم أن يكون المجتمع الصفي إيجابيًا ومهذبًا تطغى عليه مشاعر الاحترام والأسلوب اللبق في التحدث مع الآخر.

تجهيز المعلمين ودعمهم للتعامل مع الطلاب ذوي الإعاقة
ليس الطلاب فقط هم من يحتاجون الاهتمام في هذا الجانب، فدعم المعلمين ليكونا ناجحين في أدوارهم القادمة أمر مهم أيضًا؛ حيث إن المعلمين يحتاجون الوقت والتدريب والمهارات التي تجعلهم أكثر ثقة تجاه المسؤولية الجديدة وهو ما على المدراء توفيره، فالوقت مهم للتخطيط، والتدريب مهم لكيفية الإدارة الصحيحة للغرفة الصفية وتحديات التجربة، والمهارات لازمة للتخطيط وتحضير الأنشطة والأدوات اللازمة لتوفير كل احتياجات الطلبة في البيئة الصفية الجديدة.

تعزيز فكرة التعليم الفردي لدى المعلمين
من المهم توضيحح فكرة التعليم الفردي وشرحها للمعلمين وحتى تجهيزهم لها، لأنه سيكون لى المعلم أن يعرف نقاط القوة والضعف ووضع خطة خاصة لكل طالب وخاصة بتواجد ذوي الإعاقة الذين يحتاجون المزيد من الجهد أو اختلاف الأساليب التدريسية أحيانًا، ففي النهاية سيجد المعلم أطفال لديهم صعوبات تعلم يحتاجون المزيد من الوقت في الكتابة، أو ضعاف البصر الذين يحتاجون الجلوس في المقدمة، أو من يحتاج استخدام تكنولوجيا محددة ليشعر بالراحة في بيئته الصفية.

وضع خطة لتقييم الطلاب بشكل دوريّ
من المهم ضمن خطة الدمج الطويلة وضع خطة تقييم للطلاب جميعهم، لمعرفة كيفية سير الأمور، ومدى تقدم الطلاب وكيفية تعاملهم مع البيئة الجديدة، وهل يصلون إلى الأهداف المرجوة حقًا أم يحتاجون تعديل في البنية التحتية أو حتى كادر المعلمين أو المناهج أو طريقة عرض هذه المناهج، كل هذه أمور تؤخذ بعين الاعتبار وتناقش مع أولياء الأمور لتوضيح الأمور وأحيانًا لأخذ بعض الاقتراحات والأفكار.

البنية التحتية الواجب توفرها في المدارس العادية لاستقبال ذوي الإعاقة
لتحقيق مبدأ العدل والمساواة بين الطلبة العاديين وذوي الإعاقة فمن الواجب تحضير بنى المدارس التحتية لتكون أكثر تناسبًا مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو ما له تفاصيل عالمية في كيفية تحضيرها وتجهيزها، ولكن من أهم ما يجب توفره في المدارس العادية ما يأتي:

جعل المداخل واسعة ومهيئة بشكل صحيح لدخول الطلاب أصحاب الكراسي المتحركة بشكل آمن ومريح.

تركيب مصاعد تسهل انتقال الطلبة ذوي الاحتياجات البصرية أو المقعدين لتجنب اصطدامهم المتكرر بالطلبة.

توفير البرامج المخصصة لطلاب الإعاقات البصرية والسمعية في الغرف الصفية.

تجهيز مقاعد خاصة ومريحة وآمنة ووضعها في مكان مناسب في الغرفة الصفية.

تجهيز بعض أدوات ومعدات الأنشطة الصفية التي تمكن ذوي الإعاقة من الاندماج مع أقرانهم بسهولة.

ملاحظة: يوجد تفاصيل خاصة ودقيقة عالية حول قياسات الأبواب والمداخل وكيفية تصميم الغرف الصفية والأدوات الخاصة بكل إعاقة والتي يمكن لمدير المدرسة البحث عنها وتضمينها لجعل المدرسة مهيئة كما يجب لدمج الفئتين معًا.