"أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون"
وكالة الناس – كتب .د عصام الغزاوي – قبل عقد أي صفقة تجارية يقوم التاجر بإحتساب ثمن البضاعة وكلف الشحن والتخزين وغيرها ويضيف إليها هوامش ربحه ويبيع بضاعته وهو ضامن الربح، والصانع يحسب كلفة الإنتاج وفوائد رأس المال والإستهلاك ويضيف عليها هامش ربحه وبعدها يعلن سعر منتجه ضامناً الربح، أما الفلاح فهو الأقرب إلى الله، هو لا يحسب كلفة أي شيئ، يقوم بحرث أرضه في موسم الحراث ويبذر الحب قائلاً ” بذرنا الحب وتوكلنا على الرب ” جاعلاً منه وعن طيب خاطر نصيباً للطير ونصيباً لدود الأرض متوكلاً على الله داعياً إياه أن تجود السماء بأمره بالمطر، هو يعيش على الأرض وعينه ترنو إلى السماء، هذه هي العلاقة الإضطرارية بين الفلاح والسماء، عندما تتساقط أول حبات المطر من السماء يفرح الفلاح لأنه يوقن إن الله ما زال راضٍ عن البشر، وحدها الأرض شاهدة على مكنون العلاقة بين الفلاح والمطر ووحدها السماء عالمة بمكنون أمل الفلاح وعيناه تلاحقان السُحب في رجاءٍ بحثاً عن المطر، هذا سحاب لا يستبشر منه أمل وهذا سحاب نافع فيه الرجاء والأمل، وما زال دعائه منذ الأزل اللهم إسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين صيباً نافعاً . اللهم آمين.
