كان أوباما شارونياً أكثر من شارون
أعطى اوباما من خلال خطاباته وتصريحاته لإسرائيل كل ما تريده بينما لم يقدم للفلسطينيين إلا ما يداعب أحلامهم بان أمريكا تقف مع حقوقهم وحريتهم من خلال خطابه في القدس . وخلف معادلة ( السلام والامن ) التي كرر طرحها قدم لتل ابيب كل الضمانات بالتزام امريكا الابدي بامنها لكنه لم يتقدم خطوة واحدة تجاه الحقوق الفلسطينية لها مدلول سياسي او عملي تحت شعار السلام الذي هو طرف المعادلة الاخر ، على سبيل المثال لم يغير موقفه الرافض لقرار الجمعية العمومية بالاعتراف بعضوية فلسطين كمراقب .
لقد ذهب اوباما بعيدا في تأييده للصهيونية وإسرائيل وابعد من معادلة الأمن والسلام لقد ظهر كشاروني أكثر من شارون وملبيا لجميع طموحات الأحزاب المتطرفة الحاكمة عندما ركز على مسألتين هما ١- الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية ٢- الحديث عن دولة فلسطينية ( قابلة للحياة ) . وهاتان المسألتان هما من إنتاج وإخراج أرئيل شارون واللتان أصبحتا جوهر مفهوم حكومات نتنياهو عن السلام مع الفلسطينيين .
اصطلاح ( إسرائيل دولة يهودية ) ظهر لأول مرة عشية مؤتمر العقبة الذي استضافته الاردن عام ٢٠٠٣ وحضره بوش الابن وشارون الذي كان رئسا للوزراء ومحود عباس بوصفه رئيساً لوزراء السلطة . في ذلك الوقت كتبت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية ان شارون وفي لقاء تحضيري للقمة مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي وليام بيرنز رفض المشاركة في قمة العقبة إذا لم يضع الجميع في اعتبارهم ان إسرائيل دولة يهودية . لكن بيرنز رفض ذلك قائلا ان هذا الموقف سيصور إسرائيل دولة لليهود فقط .
في ذلك الوقت شنت الصحافة الإسرائيلية هجوما غير مسبوق على بيرنز ( كان قد شغل منصب سفير الولايات المتحدة في الأردن ) فيما أصر شارون على موقفه ليتدخل بوش في النهاية عندما سارع بالإعلان بان إسرائيل دولة يهودية تنبض بالحياة . وفي عهد بوش أيضاً وخلال طرح ما سمي بخارطة الطريق للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين تم صك اصطلاح ( دولة فلسطينية قابلة للحياة ) الذي اصبح جزءا من مفهوم السياسة الأمريكية لمتطلبات السلام .
ماذا يعني إسرائيل دولة يهودية : إلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين وتهديد وجود مليون ونصف فلسطيني في الجليل والمثلث وبئر السبع وهو ما يجعل اي سلام على هذا الأساس جائزة كبرى للسياسة العنصرية القائمة ضد الفلسطينيين من حملة الجنسية الإسرائيلية . وماذا يعني ( دولة فلسطينية قابلة للحياة ) : عدم الاعتراف بحدود ما قبل ١٩٦٧ كحدود للدولة الفلسطينية المنشودة ويعني رسم حدود هذه الدولة على ما يتطلبه الحد الأدنى من تفسير معنى ( قابلة للحياة) وبعبارة أخرى دولة يقطعها ويلتهم أرضها الجدار العازل والمستوطنات والمراكز الأمنية على طول الأردن ومرتفعات الضفة .
في المقابل لم يقل أوباما دولة فلسطينية على حدود ٥ حزيران ولم يلفظ كلمة عن سيادة هذه الدولة وأمنها ولم يشر إلى القدس وحق العودة لهذا ذكرت استطلاعات الرأي الإسرائيلية عن تزايد شعبية أوباما ولا ادري ان كان هناك شئ يمكن للفلسطينيين التحدث عنه كثمرة لزيارة أوباما !