النشامى يبحث عن سلاح فعال لمواجهة "محاربي الساموراي"الأردن واليابان: لقاء تاريخي بمفهوم "الفرصة الاخيرة"
تشكل المباراة المقبلة للمنتخب الوطني لكرة القدم مع نظيره المنتخب الياباني، محطة مفصلية في مسيرة النشامى في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل في العام 2014.
ولن يكون يوم الثلاثاء المقبل عاديا مطلقا بل تاريخيا، ذلك أن ستاد الملك عبدالله الثاني سيستضيف في الساعة الخامسة مساء لقاء المنتخبين، ضمن الجولة السادسة من مباريات المجموعة الثانية في المرحلة الرابعة والحاسمة من التصفيات، وهو اللقاء الأول بينهما عبر التاريخ في الأردن.
وتجمع المباراة المنتظرة بين “محاربي الساموراي” الذين يحتلون المركز الأول في المجموعة برصيد 13 نقطة والنشامى الذين يحتلون المركز الخامس برصيد 4 نقاط، ونتيجتها تعني تأهل اليابان رسميا أو صعود النشامى إلى المركز الثاني، في حال تعادل المنتخبين الاسترالي والعُماني، حيث يمتلك كل منهما 5 نقاط في رصيده، وهو نفس رصيد المنتخب العراقي الذي يستريح في الجولة السادسة.
قدرات معروفة
ولعل كلا المنتخبين يعرف قدر الآخر، من خلال تاريخ المواجهات المباشرة بينهما، او في ضوء المعلومات والمعطيات التي توفرت عن مسار كل منهما في البطولات السابقة، وإن كان التاريخ يمنح اليابانيين الافضلية، من حيث بلوغ نهائيات المونديال أكثر من مرة والفوز بلقب أمم آسيا مرات عديدة.
وتشكل مباراة الثلاثاء المقبل خامس المواجهات الرسمية بينهما منذ العام 1988 وحتى العام الحالي، كما تشكل ثاني المواجهات على صعيد تصفيات كأس العالم.
وباستثناء الخسارة القاسية التي حدثت في ستاد سايتاما بنتيجة 0-6 يوم الجمعة 8 حزيران (يونيو) من العام 2012، فإن ثلاث مواجهات سبقت تلك المباراة أشارت إلى التعادل بنتيجة 1-1، وإن احتاج اليابان إلى ركلات الترجيح “الدرامية” في العام 2004 لبلوغ دور الثمانية من نهائيات أمم آسيا في الصين في العام 2004، كما تعادل المنتخبان في نهائيات أمم آسيا في الدوحة في العام 2011، وقبل كل ذلك تعادلا في التصفيات الآسيوية في العام 1988.
الحالة النفسية لكلا المنتخبين تبدو مطمئنة ومرتبطة بنتائجهما في النتائج الاخيرة على صعيد المباريات الرسمية والودية، فالنشامى حققوا الفوز وديا على منتخب اندونيسيا بنتيجة كبيرة بلغت 5-0 يوم 31 كانون الثاني (يناير) الماضي، ومن ثم الفوز على منتخب سنغافورة بنتيجة 4-0 في تصفيات أمم آسيا يوم 6 شباط (فبراير) الماضي، والفوز وديا على منتخب بيلاروسيا بنتيجة 1-0 في 21 آذار (مارس) الحالي، بينما فاز اليابانيون على منتخب عُمان بنتيجة 2-1 في تصفيات المونديال يوم 14 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وعلى منتخب لاتفيا وديا بنتيجة 3-0 يوم 6 شباط (فبراير) الماضي، وعلى منتخب كندا بنتيجة 2-1، في مباراة ودية جرت اول من أمس في الدوحة.
بيد أن اليابانيين الذين يحققون اقوى وافضل النتائج على أرضهم لا يحققونها بذات المستوى خارجا، في حين يبدو النشامى بأفضل احوالهم عند اللعب في عمان وأمام جمهورهم، وبالتالي ورغم مرارة الخسارة القاسية في لقاء الذهاب، إلا أن اللاعبين يدركون أهمية الفوز في المباراة المقبلة، لأنه يكاد أن يشكل الفرصة الاخيرة لمواصلة مشوار المنافسة على إحدى بطاقات التأهل الآسيوية إلى نهائيات البرازيل.
التصنيف ليس كافيا
واذا كان التصنيف الدولي يمنح اليابانيين افضلية واضحة، إذ يحتل المنتخب الياباني المركز الأول آسيويا والسادس والعشرين عالميا برصيد 811 نقطة، فإن المنتخب الوطني يحظى هو الآخر بمكانة مرموقة، حيث يحتل المركز السادس آسيويا والتسعين عالميا برصيد 394 نقطة.
بيد أن التصنيف لا يعول عليه كحالة مطلقة تظهر قوة كل منتخب، ذلك أن المنتخب الياباني يمتلك خبرة كبيرة جراء مشاركته في نهائيات المونديال وامم آسيا وكأس القارات مرات عديدة إلى جانب التصفيات، وخوض مباريات ودية مع منتخبات كبيرة مثل البرازيل وفرنسا وغيرهما، ويحترف معظم نجومه في الأندية الأوروبية المرموقة إلى جانب الاندية اليابانية التي تعد في طليعة الاندية الآسيوية، ويمتلك معظم نجومه إلى جانب الخبرة مهارة عالية وقدرة على اللعب بمنظومة جماعية في الشقين الهجومي والدفاعي، ويتمتع اللاعبون بالسرعة واللياقة البدنية والذكاء الميداني.
لكن “الكمبيوتر الياباني” ليس عصيا على العطل، وإذا ما تمكن النشامى من استغلال عاملي الأرض والجهور، إلى جانب خبرة اللاعبين كبار السن وحيوية الشباب منهم، والبنية الجسدية القوية والالتزام التكتيكي وارادة الفوز، والقدرة على مجاراة اليابانيين بالسرعة من خلال امتلاك اللياقة البدنية، فإن ذلك سيمثل “فيروسا” قد يصيب الكمبيوتر الياباني بالعطل، لا سيما إذا ما امتلك المنتخب الوطني عنصر المفاجأة من خلال تشكيلة الفريق وطريقة واللعب التي ستنفذ من خلالها خطة المدير الفني عدنان حمد، في مواجهة خطة المدرب الايطالي زاكاروني.
قراءة فنية
رغم أن المنتخب الياباني يحضر إلى عمان اليوم مفتقدا ورقتي اللاعبين كيسوكي هوندا المحترف في سسكا موسكو ويوتو ناجاموتو المحترف في صفوف انتر ميلان الايطالي بداعي الاصابة، إلا أن ذخيرة اليابانيين تعد كافية وربما زائدة عن الحاجة، وتعول كثيرا على مهاجم مانشستر يونايتد الانجليزي شينجي كاجاوا ومهاجم شتوتجارت الألماني شينجي اوكازاكي ومهاجم جوبليو ايواتا الياباني مايدا، وعلى لاعبي الوسط ياسوهيتو اندو وماكوتو هاسيبي وهاجيمي وكينجو ناكامورا والمدافعين مايا يوشيدا وماساهيكو واوشيدا وساكاي.
ومقابل ذلك فإن النشامى يعولون كثيرا بعد التوفيق من الله على براعة الحارس عامر شفيع في التصدي للكرات اليابانية، كما سيشكل لاعبو الوسط نقطة الارتكاز في اداء المنتخب دفاعيا وهجوميا، وفي الوقت الذي لم يستعد فيه النجم حسن عبدالفتاح حاسته التهديفية، فإن عدي الصيفي وعامر ذيب وعبدالله ذيب سيشكلون القوة الهجومية خلف المهاجم الصريح احمد هايل، فيما سيكون لاعبا الارتكاز سعيد مرجان وشادي أبو هشهش تحت ضغط كبير، لتوفير الاسناد اللازم لرباعي الخط الخلفي، بعد تدمير الهجمات اليابانية من منطقة العمق، بحيث سيتحمل انس بني ياسين ومحمد مصطفى كقلبي دفاع عبئا كبيرا في مراقبة المهاجمين اليابانيين، فيما ستكون ادوار باسم فتحي وعدي زهران مقننة هجوميا في طرفي الملعب.
بيد أن هذه التشكيلة التي لعبت أساسية امام بيلاروسيا يوم الخميس الماضي، قد لا تكون ذاتها التي ستواجه اليابانيين، وربما يزداد عوامل المفاجأة والاثارة بإحداث تغيير ملموس على بعض مراكز اللاعبين وادوارهم في الملعب.
مباراة المنتخب امام بيلاروسيا كانت منقولة تلفزيونيا، وبالتالي كانت تحت مجهر المنتخب الياباني، وفي ذات الوقت فإن المدير الفني للمنتخب عدنان حمد حضر مباراة اليابان وكندا الودية في الدوحة، ودون ملاحظاته المتعلقة بالمنتخب المنافس.
وفي ظل ذلك يمكن أن تشهد تشكيلة المنتخب امام اليابان تغييرا بمشاركة خليل بني عطية كلاعب شاب سريع الحركة، وهو الامر الذي ينطبق على اللاعب حمزة الدردور في الشق الهجومي، لأن المنتخب بحاجة إلى لاعبين يستطيعون الجري طوال تسعين دقيقة خلف اللاعبين اليابانيين، لمنعهم من التحرك بالكرة كيفما شاءوا، ولعل الرؤية المنطقية تشير إلى أن المنتخب لن يتراجع إلى الثلث الاخير من ملعبه لامتصاص الهجمات اليابانية، ومن ثم الانتقال إلى الهجوم المرتد السريع من طرفي الملعب، لأن ذلك بات معروفا للخصوم وكلف المنتخب ستة اهداف في مباراة الذهاب، بينما شكلت “مغامرة زيكو” مع المنتخب العراقي درسا مفيدا بعد أن دفع بتشكيلة عراقية شابة احرجت اليابانيين في عقر دارهم حيث فاز اليابانيون بهدف وحيد.
الجمهور ثم الجمهور
اختيار المنتخب لخوض مباراته امام اليابان في ستاد الملك عبدالله الثاني فيه بعد نفسي، يرتبط بالفوز التاريخي الذي تحقق على منتخب استراليا يوم 11 أيلول (سبتمبر) الماضي على نفس الملعب، إضافة إلى قرب المدرجات من الملعب، وبالتالي فإن صيحات الجماهير الأردنية الوفية ستشكل حافزا للاعبين لتجاوز الفروقات الفردية والجماعية مع الفريق الياباني، وهذا ما يدعو إلى تأكيد مناشدة الجماهير لمؤازرة النشامى لأن المباراة مصيرية والخسارة فيها لا سمح الله تعني خروجا مؤكدا من التصفيات، لأن المنتخبات الاخرى التي تلي الياباني ستقاتل من اجل بطاقة التأهل الثانية ومن بعدها “نصف بطاقة” قد تذهب لخامس أميركا الجنوبية إن لم تذهب لمنتخب آسيوي خامس.
تاريخ مواجهات المنتخب مع الياباني
المسابقة النتيجة الزمان المكان
تصفيات امم آسيا الأردن * اليابان 1-1 29-3-1985 كوالالمبور
نهائيات امم آسيا الأردن * اليابان 1-1 (3-4 جزاء) 19-4-1985 شونغ كينغ
نهائيات امم آسيا الأردن * اليابان 1-1 13-1-1989 الدوحة
تصفيات كأس العالم الأردن * اليابان 0-6 8-6-2012 طوكيو