0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

عندما يتكلم اردوغان

 في تركيا نظام حكم برلماني ، تتركز فيه السلطة في الحكومة ، أما رئاسة الجمهورية فمسألة رمزية ، وليس لدى الرئيس صلاحيات تنفيذية سوى تكليف رئيس الأغلبية النيابية بتشكيل الحكومة ، وإصدار عفو خاص ، ومجموعة من المهمات البروتوكولية.
هكذا كان الوضع عندما كان أردوجان رئيساً للحكومة ، وبيده جميع الصلاحيات ، في حين يشغل الرئيس (جول) منصباً فخرياً ولا يتدخل في سياسة البلد.
أما وقد انتقل أردوجان من رئاسة الوزارة إلى رئاسة الجمهورية بعد أن استنفد الحد الأقصى من الدورات كرئيس للوزراء ، فإنه يريد نقل السلطة معه من الحكومة إلى الرئاسة.
أردوجان لم ينتظر الإجراءات البرلمانية لتعديل الدستور وتحويل الحكم من نظام برلماني إلى نظام رئاسي على مقاسه ، بل استمر في التصرف باعتباره المسؤول الأول والأخير. وإذا لم يكن هذا كافياً فقد باشر باطلاق التصريحات العنترية ضد روسيا مما عرض مصالح تركيا لأضرار بالغة، وكلما حاولت الحكومة تبريد الأزمة مع روسيا، ومحاولة تجاوز حادثة إسقاط الطائرة ، أطلق أردوجان صليات أخرى من التصريحات النارية ، فقد تفاخر بإسقاط طائرة روسية مع أن الجيش التركي كان قد أعلن عن إسقاط طائرة (مجهولة الهوية) مما يسهل الاعتذار وتجاوز الحادثة ، بل أن أردوجان تصور أنه ند لبوتن ، وطالبه بعدم اللعب بالنار ظناً منه أن حلف الاطلسي تحت أمره وأن الحلف مستعد للصراع مع روسيا من أجل تركيا ، خاصة إذا كانت هي المعتدية بإسقاط الطائرة التي لم تكن تشكل تهديداً لأمن تركيا حتى لو تجاوزت الحدود خطأ لمدة 17 ثانية.
آخر تعليقات أردوجان أنه سوف يستقيل من منصبه إذا ثبت أن تركيا تشتري البترول من «داعش» وطالب بوتن بتقديم الدليل ، لكن الدليل جاء من حليف تركيا الأكبر وهو أميركا التي أعلن رئيسها أن على تركيا أن تضبط حدودها مع «داعش»، ثم جاء التأكيد الضمني الآخر على لسان وزير الدفاع الأميركي كارتر الذي أشار إلى وجود (ثغرة) على الحدود التركية ، والواقع أن الثغرة التي يتحدث عنها المسؤول الأميركي هي في الواقع بوابة نشيطة الحركة ، لصهاريج نقل البترول وعبور آلاف الإرهابيين القادمين للانضمام لـ «داعش» ، فضلاً عن تمرير السلاح والذخائر والأموال. وقد استعمل الوزير الأميركي كلمة (ثغرة) ليوحي بأنها غير مقصودة.
تركيا هي البعد الاستراتيجي لـ «داعش» سياسياً وعسكرياً ، وهذه حقيقة تحظى بالإجماع ولا ينكرها سوى أردوجان الذي أخذ يشكل عبئاً على تركيا وحكومتها.
الرأي .