النجاعة الهجومية ترتفع.. وموقعة اليابان تحتاج لـ «إيطاليا»!
عشرة اهداف في ثلاث مباريات في العام الجديد 2013، وثلاثة انتصارات بشباك نظيفة ايضاً .. لا خوف على النشامى.
نهاية العام الماضي 2012 لم تكن بمستوى الطموح، حسابات التأهل الى المونديال تعقدت، الخسارة امام عُمان ثم العراق احبطت الشارع الرياضي المحلي، لكن تصحيح المسار في الاشهر الاخيرة يحسب للمنتخب الوطني وجهاز الفني، فوز ودي عريض على اندونيسيا 5/0، ثم رباعية ناصعة في شباك سنغافورة بالتصفيات الاسيوية، واخيراً اختبار ناجح امام بيلاروسيا، ولمن لا يعرف «روسيا البيضاء»، فهو المنتخب الذي اوقعته قرعة كأس العالم في مجموعة اسبانيا وفرنسا، لكنه يكافح بشكل مذهل امام كبار اللعبة على مستوى العالم ككل.
المنتخب البيلاروسي الذي يضم في صفوفه (8) لاعبين من فريق باتي بوريسوف الذي قهر بايرن ميونيخ في دوري الابطال هذا الموسم 3/1، اذا هو ليس بالمنتخب السهل، وفوز النشامى امس الاول لم يكن بالشيء الهين، بل اجتهاد جماعي هزز مقدار الثقة قبل المواجهة الاصعب امام اليابان.
نتفق على تحسن نتائج المنتخب الوطني مؤخراً ودياً ورسمياً، ونعلم تماماً ان الانظار تتجه لليابان فقط بعيداً عن المباريات الاخيرة، لكن علينا اولاً ان نؤمن بقدرة النشامى على تكرار مشهد الفوز على استراليا، دون المبالغة في وصف الضيف الياباني المرتقب أو تجاهل امكانياته، فالواقع يقول ان الفارق بين الكرة الاردنية ونظيرتها اليابانية كبير جداً، لكن لم يصل الامر الى اعتبار الفوز في موقعة الثلاثاء ضرباً من الخيال!
بالعودة الى لقاء امس الاول، قدم المنتخب وجهان مختلفان الى حد بعيد خلال مواجهة بيلاروسيا، حيث ظهر في الشوط الاول فريق مهتز دفاعياً فعال هجومياً وتقدم بهدف، والتوفيق وحده ابقى شباك عامر شفيع بيضاء .. وفي الشوط الثاني نجح المنتخب في ترتيب اوراقه الخلفية واظهر تماسكاً دفاعياً دون ان يعزز المشهد بمناورات هجومية مقنعة كما في بداية اللقاء.
تحدث حمد في المؤتمر الصحفي الذي اعقب اللقاء حول ارتياحه للجانب الدفاعي، ونرجح انه حاول «الدق على الوتر المعنوي» في هذا الجانب، ومع اعترافه بحصول بعض الاخطاء في الشوط الاول، الا انه اكد على تحسن الوضع تماماً في الثاني، لكن الواقع يشير الى ان التماسك الدفاعي في الحصة الثانية من اللقاء جاء بعد تراجع اللاعبين بشكل «مبالغ» نحو مرمى شفيع، ومن هنا «غلبت الكثرة الاردنية على المحاولات البيلاروسية»، لكن هذا النهج قد لا ينفع امام اليابانيين المختصين في شق الدفاع من العمق، ولقاء الذهاب في تصفيات المونيدال يؤكد ذلك.
في الجانب الهجومي قدم المنتخب ما يكفي للاطمئنان، ونجح في احدى الهجمات العكسية باصابة شباك بيلاروسيا، وكاد ان يعزز الغلة في مواقف عدة وبنفس السيناريو، لكن شيئاً من الفردية برزت على السطح، ونعتقد ان ذلك جاء بسبب رغبة اللاعبين في اثبات الحضور وحجز مقعد اساسي يوم الثلاثاء، لكن على الجميع ان يدرك اهمية تغليب المصلحة العامة على الرغبة الخاصة امام اليابان، والفرصة قد لا تأتي الا مرة واحدة في ذلك الوقت.
.. ماذا تحتاج اليابان؟
في المنطق الرقمي، فان المنتخب الياباني قادم الى عمان لاعلان تأهله رسمياً الى كأس العالم، ونقطة التعادل قد لا تكفي نظرياً لحجز بطاقة العبور للبرازيل، ومن هنا يتضح سيناريو اللقاء المرتقب.
منتخب زاكيروني قادم الى عمان لتحقيق الفوز، والهجوم غايته الوحيدة لذلك، وحمد يدرك ان فرض اسلوب «المباراة المفتوحة» اشبه بالانتحار، لذلك ليس امام النشامى سوى الدفاع وتحين الفرصة للتسجيل.. لكن كيف ندافع؟
لا يرغب احد في الوقوف مكان الجهاز الفني في هذا الوقت، كان الله في عونهم، والمهمة القادمة صعبة بكل تأكيد، والتعادل نتيجة ايجابية بكل المقاييس بغض النظر عن حسابات التأهل، فنحن نتحدث الان عن مباراة وليس بطولة، والمنتخب الوطني يحتاج للخروج بافضل نتيجة ممكنة، والنقطة افضل من لا شيء بكل تأكيد، اذاً الحل الامثل بالدفاع لا الاندفاع.
على طريقة «ميلان سان سيرو» أمام برشلونة هذا الموسم، دفاع «الكماشة» أو دخول اللقاء بخمسة مدافعين، أي شيء من هذا القبيل لتحصين مرمى شفيع .. تأمين العمق والاختراق السريع عبر الاطراف في الهجمات العكسية، نحتاج لكامل التوفيق وندعو الله بعدم توفيق اليابانيين في هذه المباراة!
مباراة صعبة للدفاع امام هجوم متمرس، نحتاج استنساخ الطريقة الايطالية بحذافيرها لوقف امتداد «الساموراي»، والارض والجمهور عامل اضافي بكل تأكيد .. لكن اين الجمهور؟
.. مدرجات خاوية تتطلب الكثير!
المنتخب يقدم ما عليه في هذا الوقت، والجهاز الفني يعمل بكل طاقاته وفقاً للامكانات المتاحة لمجارات اليابان واستراليا وغيرهم من كبار القارة، والجماهير تطلب بلوغ البرازيل، لكن شد ازر النشامى من المنازل اشبه بطلب الشتاء في اب!
على الجميع ان يتحمل مسؤولياته تجاه النشامى، الجهاز الفني يجتهد بلا مجاملات لاختيار التشكيل الامثل، واللاعبين يقدمون مباراة العُمر من اجل الوطن، والجماهير تزحف للملعب وتملأ المدرجات فوق الطاقة الاستيعابية، تهتف وتشجع طوال اللقاء وبغض النظر عن النتيجة، لنظهر للعالم باسره مقدار الانتماء للوطن والرغبة بالوصول للمونديال.
هي مباراة من 90 دقيقة، حسابات الفوز والخسارة هامشية، والتأهل للدور الحاسم يكفي في هذا الوقت، لكن طالما بلغنا الامتار الاخيرة من السبق لا بد من مواصلة المشوار للنهاية.. ولنتذكر دائماً ان التوفيق من الله وحده.