0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

إذا أردتم فعلا القضاء على "داعش"

 لا يزال الجدل محتدماً حتى الآن وربما هو سيستمر ولن يتوقف بين ما بقوا يقولون إنَّ القضاء على الإرهاب في «المنطقة»، أي هذه المنطقة، وفي العالم بأسره يتطلب استهداف «داعش» أولاً وتحييد نظام بشار الأسد وبالتالي تحييد التدخل العسكري الروسي وعملياً التدخل العسكري الإيراني في سوريا لأن هذا التنظيم الإرهابي هو أساس البلاء ولأنه بداية المشاكل والمفترض أنَّ نهايته ستكون نهاية لها .
وبالطبع فإنَّ أصحاب النوايا الذين يتبنون هذه المعادلة المصابة بـ «الحَوَلِ»، إنْ ليس بعمى الألوان، لا يتذكرون ويغيب عن بالهم أنَّ من تبنىَّ بالأساس هذه الفكرة او هذه «النظرية» يريد الإبقاء على نظام بشار الأسد «من المهد إلى اللحد» وكما بقي أبوه حافظ الأسد بعد مذبحة «حماه» الشهيرة منذ عام 1982 وحتى عام 2000 والمعروف أن حكمه الفعلي قد بدأ عملياً في عام 1968 بينما حكمه الرسمي قد بدأ في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1970.
وهنا وللعلم فإنَّ بشار الأسد قد قال قبل أيام لفضائية إيطالية أنه لا يمكن أنْ يذهب إلى «فينا 3» ولا إلى أيِّ عملية حلِّ سياسي للأزمة السورية ما لم يتم القضاء نهائياً على الإرهابيين والمقصود هو ليس «داعش» وإنما المعارضة «المعتدلة» ما لم تتم سيطرة.. «الجيش العربي السوري» على كل الأراضي السورية.. والحقيقة أنَّ هذا هو رأي روسيا ورأي إيران ولهذا فإنَّ الواضح والمؤكد أنه لا أمل إطلاقاً بأي حلًّ قريب اللهم إلاَّ إذا تخلىَّ الروس والإيرانيون عن رأيهم وأتفقوا مع الآخرين بأن هذه المأساة قد افتعلها هذا النظام وأنها لن تنتهي إلاَّ بنهايته.
وهكذا وإذا لم يغير الروس والإيرانيون رأيهم ويتفقون مع الذين يخالفونهم الرأي بالنسبة لهذا الأمر ويدركون أنَّ «داعش» وبشار الأسد وجهان لعملة واحدة، وحقيقة أنهم يدركون هذا ولكنهم يتحاشون الاعتراف به، فإن هذا التنظيم الإرهابي سيبقى وهو قد يتخذ أشكالاً أخرى غير الأشكال التنظيمية التي يتخذها الآن وكل هذا ورغم هذه الحرب الكونية التي تشن ضده والتي كان العالم قد شنَّ مثلها وأكثر منها على «القاعدة» لكن ها هي «القاعدة» تلبس حلَّة جديدة غير حلتها السابقة وهي الحلة «الداعشية» وغير الحلة الداعشية.
والحقيقة، مرة ثانية وثالثة وعاشرة.. وألْف، إنَّ «داعش» قد نشأ عملياً وترعرع في بيئة «تشارك» نظام بشار الأسد في إيجادها وخلْقها، إن في سوريا وإنْ في العراق، مع إيران بموافقة أو صَمْتِ بعض الدول الإقليمية وبعض الدول العالمية ولذلك فإنه لا يمكن القضاء على هذا التنظيم الإرهابي ما لم تنته هذه البيئة التي لا يمكن أنْ تنتهي إلاَّ إذا توقف إستهداف العرب السنة هنا وهناك وإلاَّ إذا توقفت هذه الحرب المذهبية والطائفية التي تُشَنُّ على هؤلاء من قبل هذا النظام السوري وإيران.. وللأسف بتواطؤ من روسيا إنْ ليسْ بمشاركتها عسكرياً وسياسياً.. وبكل شيء.
نعم هناك حربٌ كونية تشنُّ الآن ضد «داعش» لكن على كل الذين يشنونها أنْ يدركوا أنه لا يمكن القضاء على الأفعى بقطع ذيْلها فقط وأنه بالتالي لا بدَّ من قطع رأس هذا التنظيم الذي لا يمكن قطع رأسه ما لم يتم قطع رأس نظام بشار الأسد وما لم ينسحب الروس والإيرانيون من سوريا.. والحكمة العربية تقول :
لا تقطعنَّ ذنب الأفعى وترسلها
إنْ كُنت شهماً فأتْبْع رأسَها الذَّنبا