اعتداءات باريس …ماذا حققت؟
أظهرت اعتداءات باريس الدموية الأخيرة أن تنظيم داعش بات التحدي الأكبر عالميا , بينما تراجعت الأحداث الجارية في فلسطين الى ذيل قائمة الإهتمام إن لم تختف , وسيزيح العالم نظره عنها تماما , فهذا ليس وقت القدس ولا فلسطين ولا مكان للحل فيها .
السؤال الأهم , هو الوضع الحرج الذي سيتحول الى عداء ومزيد من الكراهية لكل ما هو مسلم وعربي ليس في فرنسا فحسب بل في كل اوروبا والعالم شرقا وغربا , لكن الصورة لا يجب أن تتجزأ والسؤال ظل دائما مطروحا عن الجزء الآخر من الصورة وهو ماذا إذا عن المئات إن لم يكن الآلاف من المسلمين الذين سفكت داعش دمهم في سوريا وفي العراق على مدى العام والنصف الماضي؟ .
والسؤال المعلق هو كيف أن هذا التنظيم الإرهابي أصبح الأفضل تمويلاً في العالم , و الأكثر إضرارا باقتصاديات دول المنطقة.
ونعود للتذكير بأنه من بين 6 دول متأثرة إقتصاديا من صعود إرهاب داعش تحتل الأردن المرتبة الثالثة بعد سوريا والعراق , لذلك يبدو الحديث عن أن الازدهار الاقتصادي مرتبط بالقضاء على مصادر الإرهاب صحيح مئة بالمئة.
الحرب ضد داعش قسمان، عسكرية وهي الأسهل والأقصر في حسابات الزمن وفكرية عقائدية وهي الأصعب والأعقد والأطول زمنا فهي التي تتعلق بالتعليم والمناهج والقوانين ومراجعة الموروث ليحقق غاياته في رفاه وسعادة الانسان.
لا يزال العالم يغفل أهمية تبني منهج شمولي لمواجهة الإرهاب والتطرف ولا تزال العملية في سياقها العسكري والأمني ولا حديث حول الجهود الأيدولوجية .
لم تعد الحرب اليوم في داخل الإسلام أو هي ، حرب بين جبهتين، واحدة مستنيرة تريد للاسلام أن يعاود دوره الحضاري في التنوير والابداع والتجديد وأخرى تغرق في الموروث بقضه وقضيضه تسقطه على الواقع كيفما تشاء وتسمم عقول مئات الشباب بمثل هذه الافكار باعتبارها هي ما سيعيد للأمة مجدها ودورها في الحضارة، بل إنها خرجت من قمقمها العربي والإسلامي الى فضاء العولمة الرحب , في الفروع العالمية لهذا التنظيم اليائس .
لم يحمل هذا الفكر المنحرف تهديدا لإسرائيل، بل على العكس فبسببه تراجع ترتيب القضية الفلسطينية من قضية العرب والمسلمين الأولى، الى قضية هامشية وقد ظل السؤال المعلق في الهواء والذي يتجاوز آلاف المتعاطفين مع هذا التنظيم الإجابة عنه .. لماذا لم تطلق داعش طلقة واحدة تجاه إسرائيل ؟..
لم يعد الحديث قائما عن حلف عربي وإسلامي , العالم يجب أن ينغمس في هذه الحرب هو واجب الأمة أولا لكنه مسؤولية عالمية ليس في مواجهة هذا التطرف بل في دعم كل الحلول التي تعيد الحقوق لأصحابها في فلسطين أولا التي لا يمكن إستبعاد ما يجري فيها كمبرر ليتغذى منه هذا التطرف في استقطاب التعاطف وتبرير الجرائم وقد لاحظنا أن ارتفاع وتيرة التجنيد في هذا التنظيم يزداد كلما زادت تجاوزات إسرائيل في القدس وعموم البلاد الفلسطينية .الراي