0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

لماذا اختار داعش قتلة فلسطينيين؟!

من بين مرات نادرة يعلن تنظيم داعش عن هوية منفذي العمليات الانتحارية في بيروت، والكلام عن فلسطينيين وسوري، يثير التساؤلات حول مغزى اشهار اصولهم. الأصل هنا ان تنظيما مثل داعش لا يتحدث عن هويات سياسية، وانما فقط عن اسماء حركية، لكننا هذه المرة نسمع جذور المنفذين، في توقيت مريب جدا، ومكشوف الدوافع. التفجيرات في الضاحية الجنوبية وقرب مخيم برج البراجنة حيث يعيش الفلسطينيون، وفي بلد يفيض بالفلسطينيين والسوريين، امر مقصود لعدة غايات، ابرزها الغاية الارتدادية اي تفجير كل لبنان من الداخل، عبر ردة فعل اللبنانيين ضد السوريين والفلسطينيين باعتبار ان القتلة منهم واليهم نهاية المطاف، وكل هؤلاء لاجئون في لبنان. ليس كلاما بريئا ابدا تحديد جذور الفاعلين، وهذا يجعلنا نسأل عن الغاية اساسا من اختيار منفذين من فلسطين وسوريا، فيما كان التنظيم دوما يتفاخر بأن لاهويات سياسية لديه، وان المهم فكرة التنظيم الجامعة، وليس اصول وجذور الفاعلين!. ثم اننا نفترض ان اولوية الفلسطيني هنا، هي اسرائيل، ومقاومة الاحتلال، وتنفيذ عمليات ضده، لا التدخل في اي بلد عربي، ولا التورط في اي صراعات، لا تحت عنوان ديني ولاسياسي ولامذهبي، واي بوصلة لفلسطيني لاتقودنا الى فلسطين فقط، بوصلة خائنة. جريمة قتل المدنيين في بيروت، جريمة مقصودة، لاعتبارات عدة، والذين فجروا في تلك المنطقة لم يكن معهم كشف بأسماء المارين والعابرين والباعة ومذاهبهم واديانهم، وهذا ادى فعليا الى قتل ابرياء من كل الاجناس والملل، برغم محاولة داعش ربط التفجير بحسينية، وبالضاحية الجنوبية في بيروت، معقل حزب الله. هناك في الظلال من يريد تفجير  كل لبنان، وشبك لبنان بسوريا، وتحويل المنطقة الى ساحة متفجرة متصلة، والادلة على ذلك كثيرة ابرزها اثارة حنق اللبنانيين على الفلسطينيين المسلحين في مخيماتهم، والسوريين الذين يبحثون عن منامة ولقمة عيش، في سياقات البحث عن حرب اهلية جديدة في لبنان. لماذا تصر الاجهزة الامنية في العالم، وكل الفصائل والانظمة دوما على الزج بقاتل فلسطيني، في كل جريمة او محاولة اغتيال، او مصيبة تقع في بلد عربي؟!. نشهد دوما ان «القاتل الفلسطيني» موجود ومتوفر في كل مكان، والغاية تشويه سمعة الفلسطينيين وصب اللعنات عليهم في العالم العربي، وجعلهم مجرد وباء لابد من التخلص منه، وهذا يفرض ايضا على كل فلسطيني التنبه للغايات الخفية وراء هكذا قصص، حتى لايجر قليل منهم، الاغلبية التي لاتريد التدخل في شؤون العرب، وكل ماتريده البقاء ايجابيين في العالم العربي، حتى يفرجها الله عليهم، ويرحل الاحتلال يوما ما؟!. لانملك الا ان نندد بالجريمة البشعة القذرة التي وقعت في بيروت، والتي يذهب ضحيتها الابرياء، وهي جريمة لاتبررها اي تصرفات لحزب الله او تدخل هنا او هناك، فالخطأ لايتم الرد عليه بخطأ آخر، والا امضينا عمرنا في مذابح لاتتوقف على اساس الثأر، فيما يدفع الابرياء وحدهم الثمن، بدمهم وارواحهم. عقيدة الثأر تجد لدى بعضنا من يصفق لها، وكأن الدم المراق في كل مكان من سوريا الى لبنان الى دول اخرى، رخيص الى الدرجة التي لايفكر فيها احد بالابرياء الذين كانوا يعيشون معا طوال عمرهم، حتى جاء من اشعل الكراهية بين الناس. لبنان هو المستهدف، والمراد تفجيره من الداخل، واشعال حرب كراهية ضد الفلسطينيين والسوريين فيه، بل واجبار الفلسطينيين ايضا على مغادرته هربا من الخوف، واللحاق بفلسطيني سوريا، ايضا، هروبا عبر البحر الابيض المتوسط بحيث يخلو جوار فلسطين المحتلة من اي تجمع فلسطيني، وبحيث تأمن اسرائيل ولو لمرحلة مؤقتة. هل يمكن لتنظيم داعش ان يقول لنا لماذا اختار لهذه الجريمة منفذين فلسطينيين وسوريين وترك كل انصاره من شتى الملل والجنسيات، ومن يخدم هذا الاختيار تحديدا؟!. والسؤال مطروح برسم الاجابة!. –